دخلت القوي الاقتصادية الكبري في سباق علي امتلاك الاستثمارات بإفريقيا.. ولكل من تلك الدول أدواتها المختلفة فالصين سعت لتوطيد العلاقات مع دول القارة السمراء من أجل تحويل المحور التجاري والجيوسياسي لقارة سبق أن تخلت عنها حكومات غربية كثيرة، فالصين لديها 52 بعثة دبلوماسية في العواصم الإفريقية مقابل 49 للولايات المتحدة، وتتواجد من خلال بعثات حفظ السلام، أو بناء الطرق والموانئ والسكك الحديدية والسدود وشبكات الاتصالات ومحطات الكهرباء والمطارات، التي تهدف إلي ربط كثير من العالم النامي عبر طريق الحرير الجديد إلي الصين.. وهناك مليون صيني من أصحاب المشاريع استقروا في القارة، كما يعمل 80% من العمال الأفارقة في المشاريع الصينية، ومنذ عام 2005 استثمرت الصين في 293 مشروعاً في القارة حيث بلغ اجمالي استثماراتها 66٫4 مليار دولار وخلقت 130٫750 فرصة عمل. وعلي الرغم من أن التجارة السنوية بين تركيا وإفريقيا تمثل حوالي عشر حجم التجارة مع الصين.. إلا أن الأتراك يحاولون التدخل في شمال إفريقيا التي تتمتع بأهمية استراتيجية وباعتبار بلدانها مسلمة بأغلبية ساحقة، كما أن لتركيا دوافع سياسية واقتصادية وراء محاولاتها لتواجد أكبر في القارة، حيث توفر القارة أرضاً خصبة لأطماع الرئيس التركي »رجب طيب أردوغان» لدعم طموحاته. ولهذا سعي أردوغان خلال عام 2016 علي تعميق تدخلاته مع إفريقيا وتطوير العلاقات مع الدول الأعضاء في الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وخلال عام 2016 أعلنت أنقرة عن اتفاقية مع الصومال لإقامة قاعدة عسكرية ليكن لها موضع قدم. ويمتد الصراع علي موارد دول القارة من امتيازات التنقيب واستثمار الثروات الطبيعية بين الصين والغرب، وكشفت صحيفة »أوبزرفر» البريطانية أن المملكة المتحدة بقيادة بريطانيا منخرطة في مساع سرية عالية المخاطر، من خلال عرض مساعدات إنسانية وأمنية، وكانت بريطانيا ثاني أكبر مستثمر في إفريقيا عام 2015، وذلك بفضل زيادة الاستثمارات بنسبة 50% تقريباً عن عام 2014.. ووفقاً لتقرير صحيفة »فاينانشيال تايمز» البريطانية فإن بريطانيا تمتلك 76 مشروعاً بالقارة، كما تملك استثمارات بقيمة 30 مليار دولار خلال عام 2016. ومازال هناك 14 بلدا إفريقيا ملزمة من فرنسا بوضع 85% من احتياطاتها الأجنبية في البنك المركزي الفرنسي. كما أن لفرنسا الأولوية لشراء أي موارد الطبيعية الموجودة في الأرض من مستعمراتها السابقة، وفي عام 2015 أعلنت فرنسا عن استثمارها 2٫48 مليار دولار في الطاقة المتجددة في إفريقيا خلال 2016-2020، بزيادة قدرها 50% مقارنة مع السنوات الخمس الماضية. لا شك أن إسرائيل في سعيها إلي محاصرة العالم العربي وإضعافه لن تفوت فرصة ثمينة كالتي توفرها إفريقيا فقد استطاعت اختراق القارة تحت غطاء المساعدات والقروض، وضخت إسرائيل استثمارات تخطت مليارات الدولارات في تطوير مجال الطاقة، ويصل حجم تبادلها التجاري مع دول القارة إلي ملياري دولار سنوياً، وتخطط ليصل حجم استثمارها الزراعي في القارّة إلي 40 مليار دولار. وخلال العام الماضي، وقعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا مذكرة تفاهم مع إسرائيل باستثمار مليار دولار في 15 دولة في منطقة غرب القارة لتلبية احتياجات هذه الدول من الكهرباء خلال السنوات الأربع القادمة.