لم يغب يوما عن الوجدان المصري والعربي رغم مرور 48 عاما علي رحليه.. فكيف ينسي المصريون والعرب باعث العروبة وموحدها والذي نحتفل بعد غد بمئوية ميلاده في الخامس عشر من يناير 1918.. وكيف ينسي المصريون من استرد هويتهم وكرامتهم ورفع رؤوسهم عاليا، وأعاد لهم الأوطان بعد سنوات من الاحتلال الإنجليزي والملكية متعددة الولاءات. فالذاكرة وإن كانت تنسي مؤقتا أو تضعف بسبب الأحداث المتلاحقة، وضغوط الحياة.. إلا أن الوجدان لايمكنه النسيان وسرعان ما ينتفض ذلك الوجدان وقت الأزمات متأثرا بتاريخ ممتد حتي الأعماق داخل كل مواطن مصري محملا بتاريخ الأمة منذ الفراعنة وحتي الآن.. وجدان يبنع بشكل أساسي من الولاء لمصر ومكانتها في قلوب أبنائها. ذلك الوجدان تجسد في ثورة 30 يونيو من خلال استدعاء المصريين لصور الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وقاموا بوضعها ملاصقة لصورة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقتها.. فقد استدعي الوجدان المصري التشابه بين الرئيسين الراحلين والسيسي، فكل من الثلاثة خاطر بحياته من أجل الحفاظ علي مصر وهويتها واسترداد كرامتها، وإبقاء رايتها مرفوعة عاليا. تلك الصورة الثلاثية التي رفعها المواطنون في ميادين مختلفة بمحافظات مصر اختصرت سنوات في تاريخ مصر في لحظة الثورة للخلاص من جماعة الإخوان ومحاولتها اختطاف مصر وهويتها الثقافية والتاريخية والشعبية.. ووقتها بعث الوجدان المتأصل في داخل كل مصري مشاهد ثورة 23 يوليو للخلاص من الملكية والاحتلال البريطاني، وما أعقبها من سيادة واضحة للقرار المصري بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. كما عادت للذاكرة لقطات نصر أكتوبر عام 1973 وعبور قناة السويس وقرار الحرب الجريء والفاصل في تاريخ مصر والذي اتخذه الرئيس الراحل أنور السادات.. لتمتزج بمشاهد الثلاثين من يونيو والتي خرج فيها ملايين المصريين في كل محافظات مصر للخلاص من حكم الإخوان واستدعي المتظاهرون وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي ورجال القوات المسلحة والذين لم يتأخروا في تلبية نداء الوطن الذي أن من عبث جماعة لا تعرف معني الوطن، ولا تقدر قدسيته. الصورة الثلاثية لم تقتصر علي أيام ثورة الثلاثين من يونيو.. بل امتدت وعلقت أكثر في وجدان المصريين مع مرور الوقت.. بعد ما لمسوه من سمات مشتركة تجمع الرئيس عبدالفتاح السيسي بالرئيسين عبدالناصر والسادات، والتي تمثلت في اتخاذ القرارات الجريئة والفاصلة في تاريخ مصر، والتأكيد علي هوية المصريين واستقلال القرار الوطني، والعمل علي البناء والتنمية وبناء المشروعات القومية، من السد العالي، وحتي أنفاق قناة السويس، محطة الضبعة النووية وغيرها.. بالإضافة إلي التوسعات العمرانية بدءا من العاشر من رمضان والسادات و6 أكتوبر وغيرها، وحتي العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة والإسماعلية الجديدة، وغيرها من مشروعات ملموسة تتحقق يوما بعد يوم علي الأرض.