علي مدار ثلاثة أيام نظمت مؤسسة ميتال بوليتان المتخصصة في شئون المعادن بمنطقة الشرق الاوسط أكبر مؤتمر دولي لصناع الحديد والذي استضافته مدينة دبي الاماراتية، حيث شارك فيه أكثر من 300 صانع ومستورد بالاضافة الي قرابة 10 الاف زائر. ناقش المؤتمر خلال جلساته العديد من القضايا الدولية المتعلقة بمستقبل صناعة الحديد والصلب علي مستوي العالم والتحديات التي تواجه كما تطرق المؤتمر الي ملف الاغراق وسعي الدول المنتجة له بكثافة مثل الصينوتركيا وأوكرانيا الي محاولات أغراق الاسواق العالمية خاصة منها دول منطقة الشرق الاوسط في ظل الانتاج المتزايد لتلك الدول لاسيما دولة الصين التي يصل حجم أنتاجها من الحديد الي نصف أنتاج العالم بمقدار 800 مليون طن سنويا بالاضافة الي الفائض المتزايد لدولتي تركيا وأوكرانيا والذي يصل الي 60 مليون طن. وخلال فعاليات المؤتمر تم إعداد معرض للمنتجات والذي شارك فيه أغلب شركات الحديد المصرية وشهد أقبالا كثيفا من قبل بعض المستوردين. وأكد جورج متي رئيس قطاع التسويق بمجموعة حديد عز خلال كلمته في المؤتمر أن حجم الاستثمارات التي تشهدها مصر حاليا والمتوقع لها ان تزداد خلال السنوات القليلة القادمة من المتوقع لها ان تقود الاقتصاد في السنوات القليلة المقبلة، ودعم الطلب الشديد علي منتجات الصلب سواء المحلية او الموردين الخارجيين. وأضاف أن حجم استهلاك حديد التسليح في مصر انخفض هذا العام بسبب التضخم نتيجة تحرير سعر الصرف في شهر نوفمبر من العام الماضي، الامر الذي انعكس علي نشاط البناء وخاصة في قطاع الاسكان نتيجة تضاعف تكاليف مواد البناء. غير ان معظم النشاط في قطاع البناء في المقام الأول هي مشاريع البنية التحتية والمشاريع الوطنية التي تضطلع بها الحكومة لافتا الي أنه نتيجة تخفيض قيمة العملة وانكماش السوق فقد انخفضت حصة مصر من اجمالي الاستهلاك في منطقة شمال افريقيا الي 48 % بعد ان كانت 51% في العام الماضي. وأثناء المؤتمر استقبل الصناع المصريون قرار وزير التجارة والصناعة بفرض رسوم اغراق علي الحديد المستورد بفرحة عارمة. وقال جمال الجارحي رئيس غرفة الصناعات المعدنية أن القرار يحمي صناعة استراتيجية استثماراتها أكثر من 100 مليار جنيه بعد أن كادت تصل مرحلة الانهيار نتيجة ما تتعرض له من عمليات إغراق للسوق المحلية من منتجات الحديد الاوكراني والصيني والتركي المدعوم من قبل حكوماتهم، مشيرا الي أنه علي الرغم من ارتفاع اسعار البليت عالميا والتي بلغت 515 دولارا للطن الا انه لن يكون هناك زيادة في أسعار منتجات الحديد المستوردة خلال الاشهر القادمة مؤكدا علي أنه تعاقد علي إنشاء مصنع جديد بطاقة انتاجية تصل الي 2 مليون طن نتيجة تصحيح المسار الذي تقوده الحكومة متمثلة في وزارة التجارة والصناعة. واضاف الجارحي أن الكثير من شركات الحديد شعر أصحابها بالاطمئنان وعدم الخوف من المستقبل بعد أن جاءت لهم الفرصة للمنافسة في أطار من المنافسة العادلة مشيرا الي أن هناك أكثر من دولة متاحة أمام الجميع للاستيراد منها ولم يشملها القرار ولكن من المؤكد أن المستوردين لن يلجؤا الي الاستيراد منها نظرا لاسعار منتجاتها التي تستطيع أن تنافس المنتج المصري الاقل سعرا.. وأوضح أن الفترة القادمة سوف تشهد ضخ استثمارات جديدة من قبل أصحاب شركات الحديد. وقال أيمن العشري رئيس مجموعة العشري للصلب أن الفترة القادمة ستشهد ضخ أستثمارات جديدة من قبل أصحاب المصانع الحديد في ظل توجه الدولة نحو تعميق الصناعة المحلية الي جانب أن هناك الكثير من التجار في طريقهم الي التحول الي التصنيع. وشدد المهندس حسن المراكبي رئيس مجلس أدارة مجموعة المراكبي للصلب علي ضرورة الاستفادة من هذا القرار وذلك من خلال أعادة هيكلة المصانع وادخال التكنولوجيا الحديثة وزيادة دورة رأس المال المستخدمة في التصنيع مؤكداعلي أن صناعة الحديد سوف تشهد في الفترات القادمة طفرة غير مسبوقة علي مستوي التصنيع من حيث المواصفات والجودة. بينما قال طارق الجيوشي صاحب مصنع الجيوشي لانتاح الحديد أن الدولة هي الفائز الاول من هذا القرار خاصة وأن الصناعة الوطنية سوف تتجه خلال الفترة القادمة الي التوسع في الاستثمارات من خلال ضخ استثمارات جديدة في هذا القطاع وأوضح أن هذا القرار سيؤدي بدوره الي تفعيل القرار الحكومي الخاص بتفضيل شراء المنتج المحلي في التعاقدات الحكومية. وقال خميس عمر الغنيمي أحد كبار المستوردين للحديد وخام البليت أنه حصل مؤخرا علي رخصة تشيد مصنع حديد وسوف يتجه الي طريق التصنيع بديلا عن الاستيراد.