تحول من مرض إلي مجرم مسئول عن غياب عقول قطاعات كبيرة من أبناء الاسرة هذا المجرم هو الذي منحنا وجوده داخل المنزل بعد ان سمحنا له بأن يفرض نفسه ويسلب عقول الشباب والاطفال.. منذ فترة لم تتوقف تحذيرات العلماء والباحثين عن اخطاره المحتملة، وللاسف اكتشفنا ان تحذيراتهم كانت حقيقية وفي محلها.. وما حدث الاسبوع الماضي في القاهرة الجديدة كان تأكيداً لجريمة أدمان النت.. لم يتخيل الأب ان يصل نجله صاحب العشرين عاما إلي تلك المرحلة المتاخرة من العزلة الاجتماعية عن الحياة والاسرة وكأنه مصاب بالتوحد بعد أن أصبح مدمنا للانترنت وأصبح همه الأول والأخير هو جلوسه أمام شاشة هاتفه والتنقل من موقع الي آخر.. ذلك الشاب خريج كلية الحقوق وصاحب السمعة الطيبة وسط الأسرة واصدقائه والذي لم يتناول اي نوع من المخدرات طوال عمره أصبح أسيرا بين براثن شبكة الانترنت.. ضاق صدر الوالد الذي لاحظ عدم استجابة ابنه له بعد ما ظل يناديه باسمه لعدة مرات لكن ابنه لم يستجب له.. توجه إليه الوالد واختطف الهاتف من بين يديه وأخبره ان الإنترنت ابعده عن أسرته وعائلته.. ولكنه لم يتوقع ابدا رد فعله حيث صرخ في وجهه وقام باسترجاع الهاتف بالقوة. تأكد الوالد في تلك اللحظة ان مشكلة ابنه تجاوزت كل الحدود وقام بالاتفاق مع نجله الأصغر ان يغير كلمة سر الإنترنت »الواي فاي» حتي يبعده قليلا عنه آملا في إعادة ابنه الذي يعرفه مرة أخري الي حضن اسرته.. وبالفعل قام الشقيق الأصغر بتغيير كلمة السر، فنشبت بينه وبين المتهم مشاجرة كلامية تطورت بينهما بعد ما قام المتهم بالتعدي عليه باللكمات اسقطته ارضا غارقا في دمائه..تدخل الأب الذي فوجيء بقسوة ابنه المتهم و الدماء التي تسقط من وجه شقيقه الأصغر وحاول ان يبعده عنه، إلا ان المتهم صاح بهم جميعا وأصبح كالثور الهائج وفقد السيطرة علي أعصابه وانهال بالضرب علي والده ليغرق هو الآخر في دمائه، كما نالت الام المسكينة نصيبها هي الاخري من الضربات لتسقط أرضا بعد ما حاولت تهدئته، ولم يكتف المتهم بذلك بل قام بتكسير أثاث المنزل تماما.. حتي جاء الأهالي وقاموا بالسيطرة عليه وإبلاغ رجال الشرطة الذين حضروا علي الفور وقاموا بالقبض عليه وتحرير محضر ضده بالواقعة، حاول بعض الأهالي من الجيران التدخل لتهدئة الوضع لكن جاء رد المتهم »انا مبسوط بالحبس واللي عندهم يعملوه»، فانتهي الامر به داخل الحجز وتم تحويله الي نيابة القاهرة الجديدة برئاسة المستشار محمد سلامة التي تباشر التحقيق.