منتج سياحي جديد يضاف إلي حقيبة مصر السياحية، يتمثل في إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة التي تروج للسياحة الدينية القبطية في مصر، ومن روما بارك بابا الفاتيكان مؤخرا الرحلة معلنا مصر ضمن برنامج الحج الفاتيكاني.. وكانت مصر تشرفت باحتضان العائلة المقدسة لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة هروباً من بطش الملك هيرودس الذي اعتقد أن المسيح سوف ينازعه ملكه فأراد التخلص منه، وذات يوم عندما أسدل الليل ظلامه اخذ يوسف النجار السيدة مريم والمسيح واتجهوا إلي مصر من القدس وبحلولهم في مصر أصبحت الاماكن التي مروا بها مزارات دينية وسياحية يقصدها الزوار من كل بقاع العالم بمختلف أديانهم.. »أخبار اليوم» مرت في عدة نقاط من مسار العائلة المقدسة لمعايشة معاناتهم في تلك الرحلة الشاقة حيث الطقس المتقلب وقسوة الطبيعة حيث دخلت العائلة المقدسة مصر من مدينة العريش علي حمار صغير يحمل السيدة مريم والمسيح، ثم بعد ذلك توجهوا إلي تل بسطا بالقرب من الزقازيق ثم مسطرد ومنها ارتحلت العائلة إلي بلبيس فسمنود ثم المحلة، ومن أجل إحياء مسار العائلة المقدسة استعدت وزارة السياحة للانتهاء من 8 نقاط مهمة ضمن 25 نقطة بالمسار لجذب ملايين السائحين. كان يوسف النجار والسيدة مريم العذراء ومعهما سيدنا عيسي عليه السلام حريصين علي اختيار الأماكن التي يختبئون بها خلال رحلتهم الشاقة، وقصدوا الأماكن التي يقيم فيها اليهود، وأعطوا الأولوية لرحلتهم في القاهرة إلي منطقة مصر القديمة وهي حصن بابليون قديما حيث اختبأت العائلة المقدسة داخل مغارة بمعبد مهجور من جنود هيرودس ملك أورشليم.. التي احتضنت العذراء والمسيح ويوسف النجار ثلاثة أشهر. وتقع هذه المغارة أسفل كنيسة القديسين سرجيوس وواخس في مصر القديمة، وتنخفض عن مستوي الكنيسة بحوالي 20 قدمًا، لا توجد فتحات بالمغارة سوي مدخلين واحد للنزول عبارة عن سلم حجري قديم وأخر للصعود وتنقسم المغارة من الداخل إلي ثلاثة فراغات يفصلها عن بعض أعمدة قديمة حجرية ويظهر شكل المغارة كأنها كنيسة صغيرة وتجد في الداخل المكان الذي كانت تتكئ عليه السيدة العذراء والحجر الذي كانت تسبح فيه السيدة مريم للمسيح، وبعد الخروج من السلم الآخر نشاهد علي الجانب الآخر بئر المياه التي ارتوت منها العائلة المقدسة والمغطاة حاليًا بطبقة زجاجية غير قابلة للكسر لكي يتمكن الزوار والسائحون من مشاهدته. وفي بداية القرن الرابع الميلادي تم بناء كنيسة أبي سرجة فوق المغارة وشيدت علي 12 عمودًا رخاميًا رمزًا لعدد تلاميذ المسيح والكنيسة تقع بحارة القديسة برابرة خلف دير مار جرجس وهي عبارة عن طابقين الطابق العلوي مغلق أما الطابق الأرضي فهو علي الطراز البازيلكي وصحن رئيسي وممشيين جانبيين بالجهة اليسري من الباب الرئيسي للكنيسة يوجد مدخل يصعد إليه بدرجات سلالم قليلة تؤدي لردهة صغيرة يوجد بها سلم هابط إلي المغارة. وفي جولة »أخبار اليوم» رصدنا الوافدين لزيارة المغارة من مختلف الطوائف وهي مقصد للسياح القادمين ليروا حضارة مصر وآثارها، وفي مدخل الكنيسة يقف الزوار أمام صورة العذراء ويوقدون الشموع وبعد الصلاة يتفحص الزوار كل أثر وتراث وفن ومعمار ويخطو بثبات تجاه الهيكل الأيمن حتي ينالوا البركات مصريين وعربا وسياحا. واعتبرت الكنيسة من أهم المعالم الأثرية نظرا لأنها شاهد علي تاريخ كل العصور، بدءًا من لجوء العائلة المقدسة إليها مرورًا بصلاة تلاميذ المسيح وصولًا بالأيقونات والصور الأثرية، وأيضًا شاهد علي انتخاب الباباوات في الزمن الماضي حيث تم انتخاب البطريرك الأنبا أبرآم السرياني البابا ال 62 في سلسلة بطاركة الأقباط. وقال أحد خدام الكنيسة إن المغارة تتخذ صورة مصغرة للكنيسة، حيث أضيف لها أعمدة لترمز لتلاميذ المسيح، بعدما كانت قطعة واحدة، قبل مشروع ترميمها وإصلاحها، موضحا أن المغارة احتفظت علي أساس الحجر المكونة منه والبارز منه، ووضعت أثناء الترميم والصيانة لمبات مضيئة، لتكون ظاهرة للناظر أو الزائر المتبارك من المكان. وأضاف أن الكنيسة تحتوي علي عدد كبير من الأيقونات الأثرية وتعود غالبيتها للقرن الثامن عشر الميلادي، كما توجد أيقونة يعود تاريخها للقرن السادس الميلادي، بالإضافة للهيكل الخشبي النادر، والذي يبدو تاريخه من القرن الأول الميلادي ومصنوع من خشب الجوز، مؤكدا إن الكنيسة انتهت من جميع الإصلاحات والترميم وفي انتظار الزائرين قاصدين المغارة في مسار رحلة العائلة المقدسة.