ويوضح الأب متي كمال حنا خادم الكنيسة ل«الأخبار» أن رحلة هروب العائلة المقدسة بدأت بمحافظات الوجه البحري، ثم توجهت إلي مصر القديمة قبل أن تذهب إلي المنيا حيث تنقلت بين البهنسا ودير الجرنوس وأشنين النصاري بمغاغة قبل أن تصل إلي جبل الطير بسمالوط، وفي المغارة الصغيرة التي تقع بحضن الجبل اختبأت العائلة لمدة 3 أيام حلت فيها البركات بالمنطقة، وبعدها انتقلت إلي دير المحرق بأسيوط حيث أقامت 6 أشهر وعشرة أيام. ويواصل الأب متي قائلاً : في عام 328م جاءت الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين الأول للجبل وعندما علمت من الأهالي أن العائلة المقدسة زارت هذه المنطقة واختبأت في المغارة، أمرت بنحت وتفريغ الصخرة المحيطة بالمغارة علي نظام طقس الكنيسة الأرثوذكسية، وأطلقت عليها اسم كنيسة السيدة العذراء، وهي عبارة عن صخرة واحدة تم تفريغها إلي أربعة حوائط صخرية، وبالصحن 10 أعمدة صخرية، وفي عام 1938 تم تجديد وبناء الطابقين الثاني والثالث بالكنيسة. ويؤكدأن المسئولين بمطرانية سمالوط تقدموا بعدة طلبات للجهات المختصة لترميم المغارة التي يبلغ عمرها أكثر من 15 قرناً، وتم إنهاء جميع الأوراق والإجراءات الخاصة بأعمال الترميم، غير أن المسئولين لم يستجيبوا حتي الآن. وقد أطلق علي هذا الدير اسم جبل الطير نسبة إلي طيور البوقيرس المهاجرة، التي كانت تأتي سنوياً وتستقر علي سفحه وتنقر بمنقارها في صدع الجبل، وكل طائر يمسك بالجبل يرفرف بجناحه حتي الموت، ومن هنا جاءت التسمية. وذكر المؤرخ علي باشا مبارك في كتاب الخطط التوفيقية أنه يوجد دير قديم يقع علي سفح الجبل بالقرب من مدينة سمالوط ويضم سلمَي درج أحدهما بالناحية البحرية والآخر بالناحية القبلية، والسلمان يربطان بين الجبل ونهر النيل، وتوجد بالدير بكرة كانت تستخدم في الصعود للجبل والنزول منه، ونسبة إلي أهميتها في المكان سمي الدير بالبكارة. ويذكر أن العائلة المقدسة عبرت نهر النيل وأثناء عبورها كادت صخرة أن تسقط عليها من أعلي الجبل، فخافت السيدة مريم عليها السلام علي حياة ابنها وهنا أشار الطفل بيده ورفع كفه لأعلي ناحية الصخرة ودون أن يلمسها طبع كفه عليها، وظلت هذه الصخرة موجودة حتي أخذها بعض الرحالة أيام الاحتلال الإنجليزي لمصر وبسبب ذلك يطلق أحياناً علي المنطقة دير الكف أو جبل الكف أو كنيسة الكف تكريماً لكف السيد المسيح التي طٌبعتَ علي الصخرة. يضم دير «جبل الطير» 5 مناطق أثرية وهي «المغارة» التي لجأت إليها العائلة المقدسة و«المعمودية» الأثرية وهي منحوتة في أحد أعمدة الكنيسة ويرجع تاريخها إلي القرن الرابع الميلادي ولا يوجد مثيل لها في جميع الكنائس كما تضم «اللقان الأثري» وهو تجويف في صحن الكنيسة تستخدمه الكنيسة ثلاث مرات في السنة في عيد الغطاس وخميس العهد، وعيد أبائنا الرسل بالاضافة إلي حامل الإيقونات، كما يوجد في الكنيسة بقايا الحجاب الأثري وهو من الصخر ومنحوت عليه صورة 12 تلميذاً وبعض الرموز القبطية، وبسبب بساطة الناس كان البعض يأخذون قطعا منه علي سبيل التبرك منها، وأثناء تجديد الكنيسة في عهد البابا ساويرس قام بتجميع بقايا الحجاب فوجد حوالي 7 قطع فقط من صور للتلاميذ المنحوتة علي الصخرة وبعض الرموز القبطية، ووضعها في الباب الغربي للكنيسة، وقام بعمل الحجاب الخشبي الحالي. كما يضم الدير عدداً من الايقونات «ايقونة السيدة العذراء وايقونة القديسة دميانة و الأربعين عذراء وايقونة القديس العظيم مار جرجس» ويرجع تاريخ هذه الايقونات إلي عام 1554 وقام برسمها الفنان انسطاسي القدسي أو الرومي وقد أخذ ايقونة السيدة العذراء من الايقونة التي رسمها القديس لوقا الطبيب. وتوجد ايقونة أخري للعذراء مريم والسيد المسيح ولكنها تنتمي للفن البيزنطي وتظهر فيها السيدة العذراء وهي تحمل الطفل يسوع علي يمينها. المنيا - وفاء صلاح