أن تقوم جامعة حكومية أو خاصة في مصر بالعمل جديا علي نقل أحدث أنواع التكنولوجيا في العالم إلي مصر .. فهذا إنجاز غير مسبوق يُحسب لها خاصة وأن هذه التكنولوجيا سوف تدرب عليها طلابها حتي يتم الاستفادة بأفضل صورة من هذه التكنولوجيا، وأن يكونوا جاهزين للتعامل معها عند دخولها البلاد، كما أقامت هذه الجامعة بداخلها مجمعا صناعيا لمثل هذه التكنولوجيات. وأن تعمل هذه الجامعة الحكومية أو الخاصة بالعمل أيضا علي أن تكون مصر نقطة الانطلاق لمثل هذه التكنولوجيا لأسواق إفريقيا وبالتالي تكون العمالة المصرية المدربة عليها لها نصيب من فرص العمل بهذه الدول فهذا إنجاز ضخم، وهذا هو ماحدث داخل الجامعة الألمانية في القاهرة والتي كشفت عن دور ضخم جدا لها تريد أن تقوم به من أجل خدمة بلدها وخدمة اقتصادها وأن تساهم في أن تكون مصر رائدة النهضة الصناعية في المنطقة كلها. حدث هذا عندما وجهت الجامعة الألمانية بالقاهرة لعدد من الصحفيين المتخصصين الدعوة لزيارة معرض »هانوفر الدولي» بالمنانيا وهو الأول والأكبر في مجال صناعات تشغيل المعادن والذي كان قبلة خبراء المجال بالعالم أجمع، حيث أقيم علي مساحة تزيد علي مائة وثمانين ألف متر مربع شاغلاً سبعة عشرة قاعة عرض لاستقبال ما يزيد علي مائة وخمسين ألف زائر من متخذي القرارات بمختلف الصناعات كصناعة السيارات، صناعات الفضاء، معدات البناء، الإلكترونيات، الهندسة الكهربائية، ماكينات البصريات وماكينات تشغيل المعادن وفي مجالات التصنيع، الورش، الفرايز، المخارط والليزر وتكنولوجيا قطع المعادن وافتتحه الرئيس الألماني فرانك- فالتر شتاينماير وهو في نفس الوقت أحد رعاة الجامعة الألمانية بالقاهرة منذ إنشائها عام 2008وكان آخر منصب له هو وزير خارجية ألمانيا قبل أن يصبح رئيساً لدولة ألمانيا الاتحادية في عام 2017 . ولنشهد أيضا توقيع اتفاقية بين الجامعة الألمانية وشركة DMG MOکI Africa تقضي بتعاون الطرفين في انشاء مركز تكنولوجي بالمجمع الصناعي في الجامعة الألمانية بالقاهرة يقدم خدماته إلي الصناعة المصرية والإفريقية وتمنح الجامعة الألمانية للشركة الحق في عرض ماكينتها فيه بغرض العرض والتدريب لخدمة الصناعة الوطنية وتأهيل كوادر المجمع والسوق الإنتاجي المصري كما ستستكمل الجامعة الألمانية مسيرتها من تضمين أحدث التكنولوجيات العالمية لتغطي أحدث تكنولوجيات التشغيل الرقمي للمعادن. ولكي نعرف أهمية ماحدث، وبعيداً عن أصحاب العقد النفسية الذين ينظرون إلي القطاع الخاص الناجح نظرة حقد وكراهية ويرون أنه من الإثم أن نشد علي يد مثل هذه النوعيات أما نحن فلا نفرق بين خاص وحكومي لأن الفيصل هو ماذا يقدم لبلده ولأبناء وطنه ولهذا وجدنا أن الجامعة الألمانية في هذه الخطوة قد سبقت غيرها بمراحل سواء في كل الجامعات الحكومية في مصر أو الخاصة منها أيضا لكي تنطلق لخدمة الوطن واقتصاده بأقوي مايمكن ولايقتصر دورها مثل البعض علي تعليم وتخريج دفعات من الطلاب قد لاتجد فرصا للعمل لأنها غير مؤهلة لذلك. دخول السوق المصري وجاءت نقطة الانطلاق من جانب الجامعة الألمانية بعد الخطوات الجريئة التي اتخذتها الدولة المصرية بتحرير سعر الصرف، والذي أدي إلي إمكانية تصنيع الماكينات في مصر، وظهرت هنا أهمية دور الجامعة الألمانية التي تعمل علي توفير الأيدي العاملة وتدريب طلاب الجامعة في نفس الوقت علي أحدث تكنولوجيا الإنتاج، وكذلك تأهيل الأيدي العاملة المصرية، وفي هذه النقطة يتحدث د.أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية ويوضح أن توقيع هذه الاتفاقية مع الشركة الألمانية تعني الدخول في السوق المصري وافريقيا وهذا يعد هدفا استراتيجيا لمصر. وأشار إلي أن شركة DMG MOکI تعد أكبر شركة مصنعة للماكينات في العالم، فهي تمتلك 77 ماكينة، منها 14 ماكينة توجد لأول مرة في العالم خلال هذا المعرض. وأوضح أن » الماكينات التي وُجدت في المعرض، تعد منتجا كبيرا يحتاج لكوادر بشرية، وهذا هو دور الجامعة الألمانية، لمواكبة التقدم التكنولوجي، ومصر تستطيع التوصل إلي انتاج منتجات بثلث السعر، والتصدير لإفريقيا، والحصول علي ربح كبير من خلال شراء هذه الماكينات لافتا أن المعرض هو لماكينات انتاج مثل »الأجهزة التعويضية» وغيرها من الماكينات التي تصنع الأدوات المنزلية التي توجد في المنازل ونستخدمها في حياتنا اليومية، بالإضافة لصناعة السيارات، وغيرها من الصناعات، كما أن هناك ماكينات تنتج محركات الطائرة، ومصر تحتاج إلي ذلك، كما أنها تستطيع أن تكون بلدا صناعيا وسوقا ضخم لإفريقيا، لكنها تحتاج إلي ذلك التطور التكنولوجي بشكل ضروري. وشدد منصور علي أن الهدف من الاتفاقية هو تطوير وتنمية الصناعة في مصر من خلال الجامعة الألمانية، عن طريق وجود إنتاجية عالية بجودة جيدة، لافتا إلي أن مصر بها 95 مليون مواطن، وسوق افريقي يمثل مليارا و2 مليون، مشيراً إلي أنه بقدوم عام 2050 سيكون التعداد السكاني لإفريقيا 2 مليار، مما يتطلب احتياجهم لكل الأدوات التي يستخدمونها في حياتهم اليومية، من المعلقة حتي اجهزة العلاج، ومصر تعد المدخل الرئيسي لإفريقيا، بموقعها الاستراتيجي وقربها من البحر المتوسط مما يمنحها ميزة كبيرة أكثر من نيجيريا وإثيوبيا التي تتمتع بكثافة سكانية عالية. لماذا الجامعة الألمانية؟ ويكشف د.أشرف منصور عن رؤية وسياسة الجامعة الألمانية منذ إنشائها، ونظرتها للمستقبل؟وكيف تخطط لخدمة المجتمع بشكل حقيقي وفعال خاصة في مجال الصناعة، والاستفادة من الخبرة الألمانية في هذا الاتجاه، وبالتالي تقوية العلاقات الثنائية أيضا بين مصر وألمانيا فقال: إن الجامعة الألمانية بالقاهرة قامت منذ تأسيسها بتجربة فريدة من نوعها بين نظيرتها من الجامعات بإنشاء المجمع الصناعي التعليمي البحثي التدريبي التطبيقي بها منذ عام 2006 والذي يسعي لتوطين التكنولوجيات العالمية الحديثة من أجل إتاحتها علي المستوي القومي علي عدة محاور الأول منها هو تأهيل طلاب كليات الهندسة والتصميم علي أعلي مستويات التكنولوجيا والتطبيق العملي علي المستوي الصناعي العالمي من حيث نوع التطبيق والدقه والإنتاجية العالمية العالية، والثاني هو حل مشاكل الإنتاج والتصنيع المحلي بإعطاء الحلول والطرق المختلفة لإنتاج قطع الغيار والاسطمبات وأجزاء المعدات والماكينات وغيرها بدقه وجودة عاليتين، بالإضافة الي الإنتاجية العالية التي تنتجها التكنولوجيات المتطورة والمتاحة في رحاب الجامعة الألمانية، والثالث هو دعم الصناعة بتأهيل كوادرها من المهندسين والفنيين العاملين في الصناعة الوطنية من خلال التدريب والتأهيل، والرابع هو مساعدة الصناعة في البحث والهندسة العكسية لزيادة التصنيع المحلي وتطوير المنتجات وخفض تكاليف الإنتاج، والخامس هو الاستشارات الفنية والصناعة في المجالات التي يعطيها المجمع الصناعي البحثي التدريبي التطبيقي، والسادس هو عقد ورش عمل ولقاءات بين رجال الصناعة المصرية والمستثمرين الألمان لبحث سبل التعاون وزيادة الاستثمارات الألمانية في مجال التصنيع المحلي المصري، وأصبح بالجامعة الألمانية أحدث الآلات والمعدات ذات التقنيات الدقيقة جدًا والتي تم تأسيسها طبقا لمنظومة محكمة متوازنة يتدرب فيها ابناء الجامعة علي احدث التقنيات الصناعية الحديثة لإعداد الكوادر المؤهلة لدعم الصناعة علي المستويين المحلي والإقليمي مما يؤدي الي زيادة الانتاجية ودعم فرص الاستثمار بمصر فالصناعة ليست مجرد نشاط قائم بذاته اوسلعة تباع وتشتري بل هي منظومة متكاملة متواصلة ومؤشر دال علي مدي تقدم الأمم وتحضرالشعوب، كما ان التعليم يعد الركيزة الأساسية التي تقام عليها الصناعات، وبربط الاثنين معا يصبحان مرادفين مرتبطين يسيران جنبا الي جنب. ومما لاشك فيه أن هذا التعاون الثنائي المتنوع أحدث تقدما كبيرا في مجالات الصناعة المصرية، وجسراً عابراً لنقل وتوطين التكنولوجيا من المانيا إلي مصر ترسيخا لدورها الداعم في منطقة الشرق الأوسط وتأكيدا علي أواصر الصداقة الثنائية القائمة بين البلدين »مصر ألمانيا» في العديد من مجالات التعاون حيث تشهد العلاقات بينهما في الفترة الحالية طفرة هائلة ومهمة علي كل الأصعدة تزداد وتيرتها خلال المرحلة المستقبلية. تاريخ الشراكة ويكشف د.منصور عن تفاصيل تاريخ الشراكة بين الجامعة الألمانية وبين الشركات الألمانية المتعددة ويقول ان الجامعة قد سعت كثيرا لعقد شراكات مع العديد من الشركات الصناعية الألمانية الرائدة والشركات الاقليمية مثل شركة »دي. إم. جي» وهي الشريك الاساسي للجامعة الألمانية في مجال تكنولوجيا تشغيل المعادن باستخدام التحكم الرقمي 2/28 ،وتقوم تلك الشركة بتصنيع ماكينات القطع »أم الماكينات في مجال تصنيع والتشغيل للمعادن».. وتنتشرالماكينات التي تصنعها تلك الشركة في جميع دول العالم ،وتتوافر في مصر وحدها 200 ماكينة تستخدم في الصناعات المختلفة، وقد منحت شركة »دي. إم. جي» الجامعة الألمانية العديد من أحدث ماكيناتها المتخصصة في قطع المعادن، وقد استغرقت تلك المرحلة خمس سنوات لتنفيذ العقد المبرم في 2005 بين الطرفين لتغطية متطلبات المحور الأول لتدريب الطلبة في المجال الصناعي وال »N» وعلي أحدث التكنولوجيات، ثم بدأت فاعليات المرحلة الثانية للجامعة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمحور الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس من برنامجها الطموح مع شركة »دي.إم.جي» بتوقيع بروتوكول لإنشاء هنجر »بالمجمع البحثي للتدريب الصناعي» ل DMG خاصة في التطبيقات لتكنولوجيا القطع والتشغيل.. كما تم إنشاء وتجهيز مركز تدريبي اقليمي متميز متخصص في صناعة تركيبات الاسنان يعمل علي خدمة المنطقة بالكامل بالإضافة إلي تدريب الكوادرعلي استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة مما يعد نقلة نوعية في هذا المجال، كما تم انشاء مركز تدريب وتأهيل الحضانات داخل مقرالجامعة من خلال شركة Sauer »وهي إحدي مجموعات شركة DMG التي تتضمن اعداد وتأهيل كوادر بشرية ذات قدرات انتاجية فائقة الجودة مما يمكن الجامعة من تقديم الخدمات المتنوعة للعديد من القطاعات الصناعية اضافة الي دعم وتطويرالكيانات الصناعية بمختلف المجالات. المجال الصناعي التطبيقي ويضيف د.منصور: أنه نظراً للأهمية الإستراتيجية والقومية في مجال الطاقة فقد اتسع نشاط الجامعة لتدخل في المجال الصناعي والتطبيقي للطاقة المتجددة من خلال المدينة الشمسية بالجامعة الألمانية.. وتعتبر مدينة الجامعة الألمانية للطاقة الشمسية بالشراكة مع Gildemeister Energy Solutions احدي شركات DMG MOکI والتي افتتحت في ابريل 2016 في الجامعة الألمانية بالقاهرة هي أكبر معمل بحثي تعليمي تدريبي إنتاجي علي مستوي العالم من حيث ما يمكن أن تقدمه من خدمات علمية وبحثية وتدريبية، كما تشتمل علي خدمات تثقيفية، صناعية، تنموية،تجارية وقانونية في مجال تطبيقات توليد وتخزين الطاقة الشمسية من الخلايا الضوئية والتي تم تصميمها وإنشاؤها وتجهيزها علي أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الألمانية.. وكذلك تمثل المدينة التطبيقات والحلول المتعددة والمتكاملة التي تتيح إيجاد وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة في المناطق الساحلية والصحراوية حيث تتيح هذه الحلول إنتاج وتخزين الطاقة، وهذه المدينة الشمسية التي أقمناها داخل الجامعة الألمانية تحتوي علي أول محطة شحن طاقة للسيارات الكهربائية في مصر مما يفتح المجال لتجارب استخدام السيارات الكهربائية في مصر.. كما تم تجهيزها وتأسيسها بحيث تشمل كل التطبيقات المتاحة المحتملة لتوليد وتخزين واستخدام الطاقة الكهربائية من الخلايا الكهروضوئية وطاقة الرياح علي مساحة تزيد علي 30.000 متر مربع لتستوعب التكنولوجيا الحالية والمستقبلية وذلك لمدة 15 عاما وبذلك تكون الأولي والوحيدة والأكبر في مصر علي مستوي العالم. تجربة رائدة وفي النهاية يؤكد د.أشرف منصور أنه بعد نجاح الجامعة الألمانية بالقاهرة بالتجربة الفريدة والرائدة علي مستوي جامعات العالم، حيث لا يوجد مثيل لنموذج التعاون مع الصناعة الألمانية في أي من الجامعات علي مستوي العالم مما حدا شركاء النجاح لأن يدخلوا في مرحلة طموحة جديدة يتم من خلالها اتساع النشاط وتعميقه لدعم الصناعات الوطنية المصرية بإنشاء مركز إضافي لدعم المصنعين المصريين لاستخدام أحدث التكنولوجيات العالمية خصوصاً بعد اتحاد عملاقة التشغيل المعدني الألماني DMG مع العملاق الياباني Mori Seiki لتكوين شركة جديدة DMG MOکI يكون لها مركز في الجامعة الألمانية ويساعد الصناعة مباشرة في مجال التطبيقات الخاصة بمصر والمنطقة شاملة إفريقيا ويعطي مصر بعداً مهما أيضاً علي المستوي الإقليمي والافريقي ولذلك وقعنا اتفاقية تعاون بين الجامعةالألمانية DMG MOکI Africa وهي فرع من الشركة الأم DMG MOکI علي هامش فعاليات معرض »2017 EMO Hannover» يتعاون الطرفان في انشاء مركز تكنولوجي بالمجمع الصناعي في الجامعة الألمانية وتمنح الجامعة الألمانيه ل DMG MOکI Africa الحق في عرض ماكينتها وهي LASEکTE» 75 من الجيل الجديد من ماكينات التدقيق ثلاثي الأبعاد فيه بغرض العرض والتدريب الصناعي كما تتضمن الاتفاقية تمويل DMG MOکI Africa وظيفة (أستاذ كرس متخصص) في مجال التصنيع الرقمي لمدة خمس سنوات في فرع الجامعة ببرلين وهذا الإتفاق يمثل طفرة نوعية لعملية التصنيع المحلي علي المستوي القومي.