رسمت المعارضة القطرية، أمس الأول، ملامح رؤيتها ل»قطر المستقبل»، التي ستكون خالية من تنظيم الحمدين. ورشحت بديلها المتمثل في الشيخ عبدالله آل ثاني، وسط تصاعد الانتهاكات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية التابعة ل»الحمدين» بحق الشعب القطري. وتوعدت المعارضة القطرية، في مؤتمرها الأول الذي عُقد بلندن أمس الأول، وحمل اسم »قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي» النظام القطري بمحاسبته علي جرائمه. وقال الناطق باسم المعارضة القطرية، خالد الهيل، إنهم يجهّزون مفاجأة كبيرة للنظام القطري بخصوص فساد ملف استضافة كأس العالم 2022، مشيراً إلي أن المعارضة تمضي نحو تحقيق أهدافها بخطي ثابتة ورؤية علمية؛ لتؤسس للتغيير في قطر، عبر حكومة انتقالية ستكون نواة لقطر جديدة. وأضاف، في تصريحات صحافية عقب ختام الجلسة الأخيرة للمؤتمر، أن المرحلة المقبلة في قطر ستكون مرحلة التغيير نحو الأفضل، موضحاً أن مؤتمر »قطر في منظور الأمن والسلم الدولي» أسهم في فضح دعم النظام للإرهاب، وتمليك الرأي العام الأوروبي الكثير من الحقائق بخصوص ملفات الفساد القطرية. وأوضح الهيل أن المؤتمر تمكّن من تحقيق أهدافه بامتياز، علي الرغم من الهجمة الإعلامية القطرية عليه التي أسهمت في الترويج له. وأشار الهيل إلي أن برنامج المعارضة في المرحلة المقبلة يرتكز علي مؤتمرات تنطلق خلال الشهر المقبل في مدن غربية، عن ملفات فساد كأس العالم، وتمويل قطر للإرهاب، إلي جولات في واشنطن، لتوعية صناع القرار، ووفد إلي فرنسا، للحديث مع البرلمانيين الفرنسيين عن الاستثمارات القطرية هناك. وكان أبرز من حضر مؤتمر لندن لورد بادي أشدون السياسي المخضرم من زعماء حزب الأحرار السابق، و»جيمس روبن» مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق لشئون الشرق الأوسط في حكومة كلينتون والسفير الأمريكي المخضرم ريتشاردسون. كما حضر وزير التأمينات البريطاني »إيان دانكن سميث» وكذلك دانيال كوينسيكي نائب حزب المحافظين البريطاني. ومن المعارضة القطرية حضرت السيدة مني السليطي والمستشار علي آل دهنييم. كما حضرت السيدة نورا الكعبي وزيرة الدولة الإماراتية لشئون مجلس الشوري. المؤتمر دعمته عناصر استخباراتية واخري من المؤسسة الملكية البريطانية وتناول 5 نقاط رئيسية ابرزها دعم النظام القطري للارهاب، انتهاكات قطر في مجال حقوق الانسان، وتجاوزات محطة الجزيرة. وقد حاولت السلطات القطرية التشويش علي المؤتمر قبل عقده في حملة واسعة النطاق قامت فيها بالاتصال بجميع أعضاء البرلمان البريطاني والساسة البريطانيون تشرح لهم هدف المؤتمر الأساسي في تغيير نظام الحكم في قطر وتطالب برفع عقده ولما اتضح فشل هذه المساعي حاولت جهات استخباراتية قطرية معرفة مكان عقد المؤتمر مسبقاً. وصرح »آل دهنييم» بأن اللجنة المنظمة للمؤتمر قد أعطت لعملاء المخابرات القطرية معلومات خاطئة عن مكان انعقاده في فندق »بارك لين» ثم قامت بنقل نشاط المؤتمر في آخر لحظة في قاعة أخري في إحدي ضواحي لندن وذلك لمنع أي عناصر شغب أو تخريب من دخول المؤتمر وقد أعلن كل من »دانكن» و»أشدون» موقف الحكومة البريطانية الواضح من الخلاف القطري الخليجي المصري حيث صرح »دانكن» ان استمرار وتيرة الخلاف بهذه الطريقة به ضرر كبير علي مصالح دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة ويفتح الطريق أمام التدخل الإيراني وتصاعد نفوذ إيران في قطر ومنطقة الخليج. وأكد أن موقف الكويت هو الحل الأمثل للحفاظ علي مصالح الجميع ومنع حدوث تدخل إيراني أو تركي في هذه الأزمة مما سيعقد من المواقف السياسية ويؤدي إلي إضعاف دول مجلس التعاون الخليجي المرتبطة بمصالح قوية ببريطانيا اقتصادياً وثقافياً وأمنياً. وأيد ذلك أيضاً لورد أشدون والعديد من نواب البرلمان البريطاني المدعوين!. والجدير بالذكر أن المعارضة القطرية كانت قد عقدت يوم الأربعاء مؤتمراً شبيهاً في العاصمة البولندية »وارسو» تحت عنوان »وقف مساندة قطر للإرهاب والتطرف» طالب فيه المؤتمر في ختامه بتجميد أموال الحكومة القطرية في البنوك ووقف التعامل معها. ومن جانبه ناشد المعارض القطري محمد بن جلال المري، منظمات حقوق الإنسان ودول الخليج والأمم المتحدة بالنظر لمشاكل المعارضة القطرية، خاصة وأن النظام القطري لم ينظر لأحد سوي نفسه، وإن كل ما يظهره النظام من مدي تمتع المواطنين بالحرية، فهو للتظاهر أمام العالم بأن المواطن القطري يتمتع بالديمقراطية.