الإخوان سبب الخراب..وإيران مرحب بها علي مضض علي مدي 4 سنوات كاملة ومنذ تصاعد الأزمة التي تحياها سوريا قبل 6 سنوات زرت سوريا موفداً من دار أخبار اليوم مرات عدة، شهدت بأم عيني كيف تحول حراك شعبي محدود يطالب بإصلاحات سياسية وبتحسين أوضاع معيشية إلي صدامات مسلحة بدأتها جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها من جماعات الخوارج التكفيريين بدعم وتمويل غربي وإقليمي، حتي تحول المشهد في عام 2013 إلي حرب دموية هائلة لم يعرف شرقنا العربي بل والعالم كله في حربيه العظميين الأولي والثانية مثيلاً لها.. وإن تفوقت الحرب علي سوريا الأرض والناس في مستوي انحطاطها ودناءة أطرافها الذين سعوا ومنذ اللحظة الأولي لإشاعة الفزع والرعب بين الآمنين وهدم مؤسسات الدولة. وفي كل واحدة من الزيارات التي قمت بها إلي سوريا وطفت خلالها ما بين الشام ( دمشق ) وحمص واللاذقية وغيرها من المحافظات والبلدات والقري.. كنت أقترب من الحقيقة أكثر فأكثر.. فما الذي جري علي هذه الأرض الطيبة، وكيف تحولت أطياف من هذا الشعب المتحضر إلي أسري لدي جماعات الظلام تتخذهم دورعاً بشرية، ولماذا آثر البعض من أبناء هذا الشعب باللجوء إلي بلدان شتي بعضها حتي عاد للوطن الأم.. ولماذا بقي السوريون المرابطون علي الأرض علي ولائهم للدولة ولقيادتهم واستمسكوا برئيسهم كعنوان لهذه الدولة وللسلطة الشرعية التي أقروا لها بالولاية والائتمان علي مصير الوطن عبر انتخابات رئاسية ثم نيابية تشريعية جرت في قلب الأزمة.. السطور التالية هي محاولة لسبر الحقائق عن الأوضاع في سوريا. لا أحد يخاف في دمشق ربما يتصور البعض وتحت تأثير الآلة الإعلامية الهائلة للغرب وما تروج له بعض وسائل الإعلام الإقليمية كالجزيرة وغيرها، أن ما حدث في سوريا هو ثورة علي حاكم، اضطهد شعبه وأعمل فيه القتل مستغلاً ما تحت إمرته من مؤسسات أمنية وعسكرية.. لكن هذه الصورة يدرك كذبها وفوراً كل زائر لسوريا وبمجرد أن يغادر مطار دمشق إلي أي مكان بالعاصمة، هنا وفي ظل حرب دموية لم يعد للخوف عند الناس مكان.. الكل يتكلم بأريحية فالعيش تحت نيران القذائف، يقضي علي كل مشاعر الخوف، فلا حدود اليوم عند السوري أو سقوف لانتقاد النظام وإعلان ما في السرائر، ومما يخاف أو يخشي السوري وهو معرض للموت وللشهادة بقذيفة عشوائية من تلك التي تستهدف بها جماعات الخوارج التكفيرية المناطق المدنية علي امتداد خارطة الوطن وبلا تمييز في أي وقت.. الحقيقة التي تسمعها من السوري هي أن كل شيء بدأ تأثراً بالثورات في مصر وتونس، حراك شعبي محدود أسفر عن تظاهرات طالبت فقط بالإصلاح ولم يكن من بين مفرداتها تغيير النظام، فالأوضاع في سوريا ما قبل الحرب لم تكن تدفع بالسوريين أبداً إلي ما هو أكثر من الرغبة بالإصلاح، وهو إصلاح أقر بضرورته أعمدة النظام من قمته الرئيس وقادة المؤسسات، التظاهرات السلمية سرعان ما أخذت منحي خطراً بعدما قفز إلي المشهد عناصر جماعة الإخوان ودفعوا بتنظيمهم المسلح لاستهداف الأمن والمتظاهرين معاً، وهكذا ككل المشهد بلون الدم الأحمر، وصار علي الأمن الدفاع عن نفسه وحماية مؤسسات استهدفت بصورة ممنهجة نمطية لإسقاطها. مؤامرة الاخوان و مع تصاعد الأمور وفي المناطق النائية من الأرياف بدأت عناصر الإخوان والجماعات في حمل السلاح بزعم حماية الآمنين في مناطقهم من بطش أمن النظام، ولكن سرعان ما أنقلب هؤلاء علي جيرانهم.. وصاروا يضيقون عليهم سبل الحياة، فيمنعون الموظف من الذهاب إلي عمله بدعوي أنه يعمل لدي الدولة وإن هذا العمل يضعه في مقام الخائن للوطن وللجماعة، وتدريجياً صاروا وبعد ان حولوا سلاحهم لصدور المدنيين يتحكمون في الرجال والنساء كيف يحلقون حتي الشعر والذقون وماذا تلبس النساء وتطور الأمر إلي استباحة أعراض النساء وسبي غير المسلمات وحتي المسلمات ممن يخالفهم مذهبهم الفاسد. السوري ينظر إلي ما جري ليس علي أنه اختطاف لحراك سياسي، وإنما يقول السوريون وبوضوح لا لبس فيه أن الذي حدث هو مؤامرة صهيونية غربية، استخدمت فيها جماعات بعض عناصرها كانوا من أهالي سوريا نفسها والكثير وفدوا إلي سوريا من أكثر من 100 بلد حول العالم بدعوي الجهاد.. جهاد كما يصفه السوريون استهدف قتل الآمنين وحرمانهم سبل العيش والأخطر تقسيم الوطن وإخراجه من دائرة المواجهة مع الكيان الصهيوني، وهو جهاد دربته ومولته دول غربية معادية وإقليمية سارت في ركابها، لم تفعل غير أنها دمرت سوريا.. يعرف السوري اليوم أين يقف وأين تقف دولته وقيادته وجيشه ويقدم كل يوم آلاف المتطوعين يعرف أن مصيرهم ربما يكون الشهادة أو الاصابة، تحت شعار تبقي سوريا ونموت أو ننتصر.. عقيدة وطنية هي أقرب لعقيدة المصريين وإيمانهم بجيشهم وبدولتهم. التدخل الايراني و يدرك السوري اليوم من هم أصدقاؤه، هو يغبط المقاومة اللبنانية حزب الله ويشعر بأن ما قدمته سوريا للحزب في مواجهته مع العدو الأساسي ( إسرائيل ) لم يذهب هباء، ويشعر بالعرفان لروسيا التي تصدت دفاعاً عن حق سوريا بالوجود، وينظر إلي الدور الإيراني الداعم بتحفظ المضطر. ليست الحرب بكل ما فيها من نيران وموت ودماء وخراب هي كل ما يعانيه السوريون، وإنما هناك العقوبات والحظر الاقتصادي المفروض علي سوريا والذي حرم شعبها من الاستفادة بعائدات التصدير وحتي من استيراد أبسط الأشياء، وتكفي الإشارة إلي أنه وفي عام 2011 كانت قيمة صرف 100 دولار تساوي 5 آلاف ليرة وصارت اليوم تساوي 50 ألف ليرة.. ليعرف القارئ مدي التضخم ومبلغ ارتفاع الأسعار الذي يكابده الشعب السوري. وقبل بداية الأزمة وحتي اليوم لم تعرف سوريا الاقتراض وحتي عام 2011 كانت البلاد حققت الاكتفاء الذاتي من الغذاء والوقود، وتصدر من فائضات منتجاتها المتنوعة، وخاصة في المزروعات والمنسوجات والكيماويات، وفي ظل الحرب وسيطرة داعش وغيرها علي مواقع لاستخراج وانتاج الوقود، عرف السوريون وللمرة الأولي أزمات في الوقود.. وعاشوا زمن انقطاعات الكهرباء وحتي المياه.. وفي العاصمة نفسها التي حرمها الإرهابيون مياه الشرب لنحو أسبوع كامل بعد سيطرتهم علي نبع بردي وفيجه قبل أن يحررهما الجيش من قبضتهم. عقوبات اقتصادية ونتيجة لعقوبات الحظر المفروض علي سوريا والذي لم تمتثل إليه بلدان محدودة بينها روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران ، منعت صادرات سوريا إلي العالم ومنعت وارداتها، وهنا نشير إلي أن آخر موديل لسيارة مستوردة غير صينية أو إيرانية، تسير بشوارع سوريا يعود لعام 2011 فمنذ عام 2012 تم حظر تصدير السيارات والمركبات وقطع الغيار والمعدات وحتي حظر قطع غيار المصانع إلي سوريا، وهو ما أدي إلي ارتفاع أسعار كل هذه الأشياء ومع تقلص حجم المعروض وعلي نحو غير مسبوق في بلد لا يفرض سوي نسب ضئيلة كجمارك مقارنة ببلدان أخري. اما مجريات الحرب فتسير نحو نصر مظفر للجيش وللشعب السوري والهدوء الذي عاد إلي ريف دمشق وحمص وحلب وغيرها دليل علي ذلك، لا ينغصه سوي قذائف وتفجيرات عبر مفخخات عشوائية هنا وهناك يؤشر إلي إندحار تنظيم داعش وغيره من تنظيمات وجماعات إرهابية ولن يمضي وقت طويل حتي تنتصر سوريا وتعلن هزيمة المؤامرة. السينما لم تتوقف قال مراد شاهين رئيس مؤسسة صناعة السينما السورية أن الانتاج السينمائي لم يتوقف طوال الحرب ورغم الظروف الاقتصادية واللوجستية الصعبة التي فرضها العدوان ومواجهة جماعات التكفير الظلامية في بلاده. وأشار إلي أن مؤسسة السينما وهي الجهة الرسمية الراعية فنياً وانتاجياً للفن السابع في سوريا أنتجت العام الحالي 5 أفلام روائية طويلة وأكثر من 50 فيلما قصيرا، وشارك بعضها في مهرجانات دولية بينها مهرجانات مصرية. وأكد أن المؤسسة تحتفظ بأرشيف وثائقي ضخم يضم أفلاماً لمشاهد عن الحرب الدموية التي فرضت علي الشعب السوري، حيث حرصت الدولة علي توثيق كل الأحداث المهمة عن مجريات هذه الحرب والجرائم التي ارتكبها العدوان الغربي والجماعات الإرهابية التي يرعاها وترعاها دول إقليمية تسعي لتدمير وتقسيم سوريا، لافتاً إلي أن هذا الأرشيف سيوظف في أعمال فنية توثق للحرب ولحياة السوريين تحت النار والإرهاب خسائر الكهرباء أكد المهندس محمد زهير خربوطلي وزير الكهرباء السوري أن حجم الخسائر المالية التي ألمت بقطاع الكهرباء علي مستوي محطات الانتاج وشبكات التوزيع جراء الحرب العدوانية الجارية في سوريا بلغت نحو 2000 مليار ليرة سورية، لافتاً إلي تعمد عناصر الإرهاب من قوي دولية وإرهابيين تدمير البنية التحتية للكهرباء، وحرصهم الشديد علي تخريب كل المحطات التي عرفوا بأنهم لا يمكنهم السيطرة عليها أومنع الجيش السوري من تحريرها من قبضتهم، للتضييق علي الشعب السوري في حياته العادية وفي أنشطته الانتاجية والعملية. وقال أنه نظراً لحيوية قطاع الكهرباء المرتبط بالحياة اليومية للمواطنين وبالأنشطة الاقتصادية، فإنه يحتفظ بموقع مهم في أولويات برنامج الدولة الوطني الشامل والأهم لإعادة الإعمار، وأن الدولة حددت مقتضيات العمل بالقطاع علي 4 مراحل زمنية متتالية وفق الأولويات هي مرحلة الإسعاف ومرحلة التعافي ومرحلة الانتعاش ومرحلة الاستدامة، حيث يعتمد العمل في المرحلة الأولي علي المحافظة علي محطات التوليد القائمة وصيانتها، واستقدام قطع الغيار اللازمة لها، وذلك علي امتداد خارطة الوطن السوري وفي حلب تحديداً سيجري العمل لإعادة تأهيل المحطة البخارية التي دمرها الإرهابيون كلياً. وأوضح أن المراحل اللاحقة تشمل استكمال إنشاء المحطات التي كان العمل في إقامتها قد بدأ، وتالياً يأتي التوسع في إقامة محطات تقليدية وغير تقليدية لتوليد الكهرباء بالطاقة المتجددة (الرياح الشمس وغيرهما) مع تشجيع المستثمرين للدخول في مجال صناعة تجهيزات وقطع غيار المحطات والشبكات محلياً، مع الاستعانة بالخبرات المتقدمة للدول الصديقة في هذه المجالات، غير تشجيع القطاع الخاص علي الاستثمار في مجال تشغيل شبكات الكهرباء والتوزيع، دون المساس بالإنتاج وبتعريفة الكهرباء عودة السياحة معدلات السياحة في سوريا عادت للارتفاع حسبما اكد بشر يازجي وزير السياحة السوري لاخبار اليوم لافتا الي تحسن تلك المعدلات خلال عامي 2014 و2015 اللذين شهدا ارتفاعا في توافد السائحين بلغت نسبته 30%، وفي عام 2016 الذي عاودت فيه هذه النسبة الصعود وبنسبة 52%. وقال أن سوريا نجحت خلال العامين الأخيرين ومع الانتصارات المتلاحقة للجيش والقوات الرديفة والمقاومة وما صاحبها من تحرير لمناطق عدة وتطهيرها من الإرهاب في إعادة تأهيل وتشغيل أكثر من 1200 منشأة سياحية كان قد لحق بها التدمير والتخريب، أو توقفت عن العمل لسبب أو لآخر في ظل الحرب والعدوان البشع الذي تتعرض له سوريا. وأضاف أن الفكر الذي حكم ووجه الإدارة السياحية في سوريا هو عدم انتظار تحسن الأوضاع وعودة السياحة بالتالي، وإنما أن تكون السياحة نفسها دوراً في إعادة الحياة والأمل للسوريين، ، حتي أننا انتقلنا اليوم من إعادة التأهيل كأولوية إلي التوسع في بناء المنشآت السياحية. وقال أنه رغم التأثر الكبير الذي ألم بقطاع السياحة نتيجة لغياب السياحة الخارجية خاصة في ظل الحملات الإعلامية الواسعة التي استهدفت إشاعة جو من الرعب والفزع عن الأوضاع في سوريا عبر وسائل إعلام غربية وإقليمية وكانت بحد ذاتها جزءاً من الحرب الاقتصادية الدعائية علي سوريا، فإن قطاع السياحة السوري وبفضل تنشيط السياحة الذاتية ( الداخلية ) والدينية خارجية ومحلية تمكن من الصمود والعودة، وهو في طريقه إلي التعافي الكامل، فقط يبقي أن عائداته الخارجية في حاجة إلي تعظيم، وسوريا كانت مقصداً سياحياً مهماً ما قبل الحرب وهو ما سنعمل عليه تواكباً مع تحسن الأوضاع الميدانية في كل أنحاء الوطن السوري. وأوضح أن حملات الدعاية السلبية الموجهة ضد السياحة إلي سوريا ستندحر في النهاية أمام ما يحققه الجيش العربي السوري ورجاله العظام من انتصارات، مشدداً علي أن هذه الحملات عمدت إلي تشويه واقع الحياة بمناطق ومدن سياحية سورية بقيت وطوال الوقت بعيدة عن الحرب خالية من مظاهرها، كما الحال في الشام (دمشق) وطرطوس واللاذقية.