كنت أول من انتقد عبر صفحات »أخبار اليوم» إطلاق مهرجان الجونة السينمائي كمهرجان دولي وكنت اتمني ان يكون مهرجانا اقليميا او متخصصا لا لشيئ سوي ألا يؤثر علي مكانة واسم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي يعد واحدا من 14 مهرجانا عالميا يرعاها الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF) وكنت أحلم ألا يقل مهرجان القاهرة السينمائي عن اي مهرجان اخر من المهرجانات الكبري مثل (كان وبرلين وفنيسيا وموسكو..وغيرهم) ويكون قبلة يحج اليها صناع الافلام والنجوم من مختلف دول العالم ؛ خلال السنوات الاخيرة ظهر واضحا أنه لا نية ل تغيير وإصلاح حال مهرجان القاهرة وتأكد الجميع من ذلك منذ ان بسطت وزارة الثقافة سلطانها علي المهرجان واصبحت تديره من الألف للياء بعد ان كانت ترعاه فقط ؛ وتتعامل معه بمنطق الموظفين واللجان والاجتماعات رغم ان صناعة المهرجانات تحتاج دائما لأفكار وأحلام ورؤية فنانين ومبدعين يتم تحقيقها بالدعم المالي واللوجيستي من كل اجهزة الدولة ؛ولكن ما حدث أن تحول المهرجان لنسخة من المهرجانات التي تديرها الوزارة ويسيطر عليها كبار الموظفين وتكون النتيجة صفرا وتأكد الجميع من محبي وعشاق مهرجان القاهرة أن الدولة المصرية ممثلة في وزارة الثقافة ليس لديها رغبة أو حتي مجرد نية للإصلاح وصناعة مهرجان يليق ببلد يعد ثاني دولة عرفت صناعة السينما في العالم بعد فرنسا وكأن وزارة الثقافة تقول »يبقي الوضع علي ما هو عليه وعلي المتضرر ان يصنع مهرجانا اخر بعيدا عنا.. هو دا اللي عندنا»؛ لذلك لجأ إثنان من رجال الاعمال المصريين »نجيب وسميح ساويرس» -وهما بالمناسبة كانا من الرعاة الحقيقيين لمهرجان القاهرة قبل سنوات- لصناعة مهرجان سينمائي ضخم يليق بمصر ومن خلال المتابعة الدقيقة للاستعدادت للمهرجان عبر البيانات الصحفية والتي تشرح ملامح الدورة الاولي لمهرجان الجونة السينمائي الدولي بداية من المسابقات الدولية والتي تصل قيمة جوائزها الي ما يقرب من أربعة ملايين جنيه ومرورا بمنصة الجونة لرعاية المبدعين ومنطلق الجونة الذي يدعم صناعة الفيلم وضيوفه سواء نجوم هوليوود اوالمصريون والعرب يتأكد لنا ان هذا المهرجان الوليد سيكون نموذجا ويحقق لنا ما كنا نتمناه جميعا للمهرجانات السينمائية المصرية خاصة القاهرة السينمائي.