في مثل هذه الأيام وقبل سنين مضت أعدمت الميلشيات الشيعية بالعراق وبأمر من الحاكم الأمريكي المحتل وقتئذ الرئيس الأسبق صدام حسين فجر يوم عيد الاضحي وسط تهليل وفرحة مريضة من شانقيه تنم عن خوف من الرجل وهو يقف وحيدا مقيد اليدين يواجه الموت بشجاعة وايمان وشموخ. ورغم اختلافي مع طريقة حكم الرجل التي أدار بها العراق إبان فترة حكمه الا ان احدا لا يستطيع ان ينكر انه بني عراقا قويا اقتصاديا وعسكريا تحطمت علي صخرته أطماع ايران الفارسية ردحا من الزمن وقد انطبق علي الرجل المثل العربي القائل »أكلت يوم أكل الثور الأبيض» حينما تخلي عنه العرب جميعا وتركوه وقد وقع في الفخ الذي نصبته له المخابرات الأمريكية تركه الجميع يواجه آلة الحرب العالمية الجبارة بل وفتحوا لها أبواب دولهم وقدموا لها جميع التسهيلات ظنا منهم أنها ستنفذ مهمتها بتحرير الكويت وترحل ولكنها جاءت للاسف لتبقي بعتادها وقواتها او ترحل بعد ان زرعت عملاءها ورجالها الذين سينفذون أجنداتها السياسية بكل دولة ولم يفقه أو يفطن العرب ان قتل صدام حسين بهذه الطريقة وفي ذلك الوقت ما كان الا مقدمة لانهيار تلك الدول جميعا فكانت العراق اول لبنة تم هدمها في بنيان الدول العربية جميعا جرت وراءها الكثير والكثير ومازالت المسرحية مستمرة.. رحم الله صدام.. ورحم من استوعب الدرس من الزعماء العرب.