تباينت ردود الأفعال حول قرار عمرو الجارحي وزير المالية بتخفيض سعر الدولار الجمركي إلي 16 جنيها بدءا من أمس، ليهبط من 16.25 جنيه بداية شهر أغسطس الماضي.. بعد أن ظل ثابتا لأربعة أشهر خلال الفترة من ابريل حتي يوليو 2017.. فالبعض يري أنه سيكون له تأثير علي انخفاض أسعار السلع المستوردة.. بينما يري البعض الآخر أن قيمة الانخفاض ضئيلة جدا ولن يكون لها أي تأثير علي انخفاض أسعار السلع المستوردة. يقول أحمد شيحة الرئيس السابق لشعبة المستوردين بالغرفة التجارية بالقاهرة إن تخفيض سعر الدولار الجمركي إلي 16 جنيها لن يكون له أي تأثير واضح علي أسعار السلع المستوردة لأن نسبته ضئيلة جداً، كما لن يؤدي إلي انخفاض الخامات التي تدخل في عدد من الصناعات المحلية، وبالتالي لن يؤدي إلي انخفاض أسعارها بإعتبار أن الدولار الجمركي جزء من تكلفة الإنتاج التي تحدد سعر المنتج النهائي. ويضيف شيحة أن حدوث انخفاض ملحوظ في أسعار السلع المستوردة يتم عندما يحدث انخفاض في سعر الدولار الجمركي بقيمة تتراوح بين 3 إلي 5 جنيهات أي مايقرب من حوالي 10 إلي 15 % من تكلفة إنتاج السلعة عند بيعها، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلي انخفاض محلوظ في السلع المستوردة أو المواد الخام المستخدمة، كما يتوقف هذا الانخفاض علي سعر صرف الدولار في السوق الرسمية. بينما يري د. مختار الشريف أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة أن تخفيض سعر الدولار الجمركي ترتب علي الانخفاض الذي حدث مؤخرًا في سعر صرف الدولار.. نتيجة انخفاض الواردات وهو مايؤثر بالإيجاب علي الميزان التجاري.. مشيراً إلي إنه من المفترض أن تنخفض أسعار الكثير من السلع المستوردة مع انخفاض سعر الدولار الجمركي، بالإضافة إلي السلع المحلية التي يدخل في إنتاجها بعد المواد الخام المستوردة.. ولكن ذلك لم يحدث خلال الفترات الماضية حتي بعض انخفاض الدولار الجمركي من 18 جنيهاً إلي 16.25 جنيه.. لذلك لابد من وجود رقابة علي أسعار السلع المستوردة. ويضيف الشريف انه من المتوقع أن يشهد الدولار الجمركي انخفاضًا جديداً إذا استمرت العوامل التي أدت إلي تغيير سعر صرف الدولار أمام الجنيه والتي أدت إلي انخفاضه أيضًا، وهي زيادة الاحتياطي النقدي وتراجع الواردات وبالتالي انخفاض الطلب علي الدولار. وقال وائل النحاس أستاذ الاستثمار والتمويل ان قرار وزارة المالية بتخفيض الدولار الجمركي من 16.25 إلي 16 جنيها أمر جيد، ولكنه غير كافي، حتي يشعر به المواطن الذي يشتري منتجات مستوردة، مضيفاً أن التخفيضات في سعر الدولار الجمركي لن تؤتي بثمارها إلا إذا انخفض بنسبة أكبر خلال الفترة القادمة، مؤكدا انه سيساعد المستوردين ويخفف العبء عنهم ولو قليلاً .. وأشار إلي ان كل ما يثار عن أن التخفيض سيؤدي إلي المساعدة في زيادة الإنتاج والتصدير للخارج، خاصة ان عددا كبيرا من المصنعين يستورد المواد الخام من الخارج، هو أمر غير صحيح، ولن يستفيد منه المصنعون، بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج الداخلي.