يأتي عيد الاضحي المبارك حاملا الفرحة للجميع لكن فرحة العيد ليست كلها مجانية.. ارتفاع الاسعار يجعل المواطن البسيط وحتي الغني يحسبها جيدا قبل ان ينطلق في فرحته.. فشراء كيلو من اللحم هذه الايام يحتاج الي مقارنات وتخمينات قبل اصدار قرار الشراء فما بالك بشراء اضحية او الذهاب الي رحلة سياحية لقضاء اجازة العيد.. لكن المصريين لا يقف امامهم شيء من اجل اقتناص اربعة ايام من السعادة فرغم شكواهم من اسعار كل شيء من الحج الي سعر كيلو اللحم الا انك ستجدهم يرسلون صور السيلفي من الحرم الشريف متناسين شكواهم من سعر تذكرة الطيران واذا كان شراء الاضحية صعبا فالصك موجود في الجمعية الخيرية.. يتخذ المصريون قرارا بالسعادة في العيد ولن يتراجعوا عنه وستجد بعضهم يمارس هذه السعادة بطريقته الخاصة فالعمال في المشروعات القومية يرفضون الاجازة ليحققوا حلم الانجاز والبائع الجائل البسيط كل سعادته في العودة الي قريته في الصعيد حاملا هدايا الي اهله ناسيا تعب السنة كلها.. يستطيع المصريون الاحتفال والفرحة بالعيد حتي لو كانت بفلوس. الزراعة تحارب جشع التجار باستيراد 21 ألف رأس من العجول الحية و23 ألف طن لحوم مجمدة أصبح الحديث عن أسعار اللحوم هو الهم اليومي للمواطن مع اقتراب عيد الاضحي المبارك خاصة مع ارتفاع الاسعار الامر الذي جعل المواطن في رحلة بحث دائمة عن الاجود والارخص وكل حسب قدرته الشرائية. دخلت منافذ الحكومة والسلاسل التجاربة الكبري كمنافس قوي وسط غلاء الأسعار هذا العام. وعن أسعار اللحوم هذا العام يقول شلبي جابر نائب رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية إن أسعار اللحوم الحية البقرية ارتفعت عن العام الماضي بمقدار 10 جنيهات حيث كان سعر الكيلو الحي 60 جنيها الي أن وصل سعر الكيلو الحي هذا العام 70 جنيها بينما وصل سعر كيلو اللحم الكندوز إلي 130 جنيها في محلات الجزارة بالمناطق الشعبية و165 جنيها بالاحياء الراقية بعد ان كان سعره يتراوح بين 120 إلي 140 جنيها العام الماضي. وأكد أن سبب ارتفاع أسعار اللحوم هذا العام يرجع الي ارتفاع سعر العلف وذبح البتلو إلي جانب عدم زراعة الذرة الصفراء واعتماد مصر علي استيرادها وعدم الاهتمام بالفلاح مع ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة نتيجة ارتفاع سعر الدولار ولفت إلي أن نسبة استيراد مصر من اللحوم تصل إلي أكثر من 60%. شهدت منافذ وزارة التموين والتجارة الداخلية إقبالا كبيرا من المواطنين علي شراء اللحوم خلال الأيام القليلة الماضية حيث اوشكت كميات اللحوم المستوردة علي النفاد في بعض المنافذ وكانت اللحوم الضأن المبردة هي الأكثر طلبا بين قوائم اللحوم التي وضعتها المنافذ. نظرا لارتفاع اسعار اللحم الضأن سواء البلدي او المستورد في الاسواق ويقول د. علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية انه تم طرح 7500 رأس خروف سوداني مبرد بسعر 75 جنيها للكيلو وطرح 5000 خروف بلدي برقي من مطروح بسعر 60 جنيها للكيلو القائم وتم توزيعها بمنافذ المجمعات الاستهلاكية ومنافذ مشروع جمعيتي وبشوادر تابعة للشركة القابضة والسيارات المبردة. وأضاف ان الوزارة حرصت علي إقامة شوادر بجميع انحاء الجمهورية وبدأت عملها منذ أسبوع مشيرا إلي أن القوات المسلحة تدعم ذلك ناصحًا المواطن عند تعرضه للغلاء اللجوء الي المنافذ الحكومية. وأضاف الوزير ان أحد روافد الاستعدادات لعيد الأضحي صكوك الأضاحي التي تمولها وزارة الأوقاف لتوزيع الصدقات مشيرا إلي ان التعاقد علي توريد 180 طن لحوم بإجمالي مبالغ تتجاوز ال 13 مليون جنيه لتوزيعها علي الأسر الأكثر فقرًا علي نواحي الجمهورية. أكد د. علي المصيلحي ان توزيع لحوم الأضاحي لا يعتمد علي بطاقات التموين ولكنه سيعتمد علي كشوف وزارة التضامن التي تتضمن أسماء المستحقين والأكثر احتياجا وبإشراف من أئمة وزارة الأوقاف. من ناحية اخري بدأت السلاسل التجارية عمل تخفيضات علي أسعار اللحوم بمناسبة اقتراب عيد الاضحي المبارك لتنافس بها محلات الجزارة والمجمعات الاستهلاكية ومنافذ وزارة الزراعة، وقديما كان من المعروف ان السلاسل التجارية لها جمهور خاص بها من الطبقة العليا لكنها مؤخرا استطاعت جذب جميع شرائح المجتمع، وذلك بسبب التخفيضات التي تقوم بها علي السلع المختلفة. وبسبب ارتفاع الأسعار هذا العام عزف المواطنون عن الشراء من محلات الجزارة والاتجاه للسلاسل التجارية، حيث ان الاسعار فيها كانت منخفضة إلي حد ما وهو ما شجعهم علي شراء كميات للعيد، حيث يبدأ سعر كيلو اللحم الضاني البلدي من 110 الي 150 جنيها، والكندوز البلدي 100 جنيه للكيلو، والمفروم البلدي من 90 إلي 100 جنيه للكيلو، وانتركوت كندوز بلدي من 130 إلي 150 جنيها، والكندوز السوداني 80 جنيها للكيلو، والمفروم المستورد 70 جنيها للكيلو، والكبدة المستوردة 26 جنيها، وذلك ما دفع بعض تجار التجزئة إلي شراء كميات من اللحوم من السلاسل التجارية بيعها داخل محلاتهم. و كانت الاسعار في محلات الجزارة كالتالي.. حيث تراوح سعر كيلو اللحم البتلو من 150 إلي 200 جنيه، وسعر كيلو اللحم الكندوز البلدي من 140 الي 170 جنيها، وكيلو اللحم الضاني البلدي من 110 إلي 150 جنيها، وبرر العاملون ارتفاع الاسعار بعدم وجود رقابة كافية علي تجار المواشي والمزارع التي يتعاملون معها. ومن جانبها تحاول وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المساهمة في السيطرة علي الأسعار وضبط الأسواق، ومواجهة مافيا اللحوم وجشع التجار، بأسعار مخفضة مقارنة بالأسواق الأخري، عن طريق نجاحها في استيراد 21 ألفا و260 رأسا من العجول الحية المعدة للذبح الفوري و20 ألفا و328 رأسا من الجمال الحية، بالاضافة الي 27 ألف طن من الدواجن الحية و21 ألف طن من الأسماك و23 ألف طن لحوم مجمدة بقري وجاموسي و9 آلاف طن من الألبان ومنتجاتها، وذلك لرفع العبء عن كاهل المواطنين، كما أعلنت الوزارة حالة الطوارئ بمديريات الطب البيطري، و480 مجزرا حكوميا وخاصا، وإلغاء الراحات والإجازات للأطباء البيطريين والعاملين في مزارع الإنتاج الحيواني، وتشديد وتكثيف عمليات الرقابة علي أسواق بيع وتداول اللحوم ومحلات الجزارة. وكشف د.حامد عبد الدايم المستشار الاعلامي لوزارة الزراعة ان الوزارة دفعت ايضا بحوالي 14 ألفا و900 رأس من عجول الجاموس البلدية بسعر 50 جنيهًا للكيلو، و26 ألفًا و799 رأسًا من العجول البقرية البلدية بسعر 55 جنيهًا للكيلو، و7 آلاف و747 رأسا من الأغنام والماعز بسعر 60 جنيهًا للكيلو، وجميعها بلدية من إنتاج الوزارة بالمحافظات المختلفة، بأسعار مخفضة مقارنة بالأسواق الأخري، لرفع العبء عن كاهل المواطنين. وشدد عبد الدايم علي ان هناك عمليات رقابة ومتابعة علي جميع منافذ البيع، لضمان عدم التلاعب، والتأكد من البيع بالأسعار المعلنة للمواطنين وليس للتجار.