في الثورات ترتبك المفاهيم وربما تدخل في مجال اللامعقول.. وأعترف ان مفاهيم كتيرة ارتبكت في عقلي.. منها علي سبيل المثال: حدود حرية الرأي والتعبير.. مما يدفعني إلي طرح سؤال في غاية الاهمية: ماهي الحرية؟ قد يعرف البعض الحرية..بان يكون الانسان قادرا علي فعل ما يشاء.. وقتما يشاء كيفما يشاء..هذه ليست الحرية انما هي الفوضي الحقيقية.. وحرية التعبير عن الرأي بصفة عامة تعني ان تعطي للآخر فرصة التعبير عن نفسه وفكره ، ولكن عندما يتم اللجوء إلي سيف الإجبار والترهيب ، فان ذلك يشكل انتهاكا لمباديء الحرية. وعندما انطلقت ثورة شباب 52 يناير ، كان من أبرز مطالبها الحرية علي جميع المستويات ومنها حرية التعبير، ولكن ما يحدث في مصر حاليا يتنافي مع مباديء هذه الثورة فقد تم تقسيم مصر إلي شطرين مؤيدون ومعارضون ، وتباري عدد من شباب الثورة في كيل الاتهامات للجميع فسمعنا ألفاظ الخيانة والعمالة بسبب الآراء التي تختلف معهم ما أقصده هنا تحديدا ما يسمي بالقوائم السوداء التي تم اعلانها لمن اختلف معهم في الرأي أو حرية التعبير سواء من الفنانين أو الإعلاميين وطالب الكثيرون بمقاطعة أعمالهم الفنية لأنهم تنحوا جانبا عن خط المواجهة..إن تصنيف الفنانين في قوائم مؤيدة ومعارضة للثورة أمر غير لائق بثورة قامت من اجل الديمقراطية واحترام الاخر فيجب الابتعاد عن تهم العمالة والخيانة لمجرد ان أحدا مختلف معنا في الرأي!! شخصيا أنا احترم كل من وقف ضد الثورة منذ بدايتها حتي نهايتها وظل ثابتا علي موقفه حتي بعد نجاح الثورة، هؤلاء وان كانوا مختلفين معي الا ان قواعد الديمقراطية التي نطالب بها تقتضي ان نحترم آراءهم مهماكانت مخالفة أو مضادة لنا.. المشكلة في هؤلاء المتلونين والمنافقين الذين كانوا يكيلون المديح للنظام السابق ويهاجمون الثوار بشدة ثم انقلبت مواقف هؤلاء 081 درجة مع نجاح الثورة وفجأة اكتشف كل هؤلاء ان النظام كان ديكتاتورا فاسدا مستبدا وان الثوار هم الابطال والشهداء أصبحوا بين ليلة وضحاها ورد الجناين الذي تفتح في بر مصر.