يخطئ من يعتقد أن مسألة تفكيك دولة تحتاج إلي مؤامرة معقدة تشارك فيها قوي أجنبية قوية وأجهزة مخابرات كبيرة، فلا توجد دولة في العالم بلا بذرة فاسدة، لو هيئ لها المجال لتنبت لصارت وباء. قد تحتاج عناصر الفساد والإفساد في أي دولة إلي قدر من الدعم المادي والمعنوي أو المساندة السياسية أو الإعلامية من الخارج كي تتمكن من أداء دورها في هدم بلادها، لكنها أحيانا ما تتمكن من القيام بهذه المهمة دون أدني قدر من التدخل من أي طرف غريب. وفي بعض الحالات كان خائن واحد كافيا لتحطيم آمال بلاده في النمو والاستقلال. في عام 1950، جاءت الانتخابات العامة في جواتيمالا بالكولونيل جاكوبو آربينز جوزمان الذي حلف اليمين الدستورية رئيسا لجمهورية جواتيمالا في الخامس عشر من مارس 1951. وكان آربينز قبل الانتخابات، ولمدة خمس سنوات، وزيرا للدفاع، وعندما تولي الرئاسة قاد حملة إصلاحية كبري في جواتيمالا تضمنت زيادة الحد الأدني للرواتب وزيادة الإنفاق علي التعليم وتحسين البنية التحتية وخطة كبيرة للإصلاح الزراعي. وشعرت واشنطن بالتهديد لوجود هذا الرجل في دولة صغيرة مجاورة، وسرعان ما اتهمته بالشيوعية التي كانت أسهل وسائل الاستعداء في هذا الوقت من الحرب الباردة، ولم تحتج الولاياتالمتحدة لهذه المهمة أكثر من 480 رجلا وعددا لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة من عملاء المخابرات الأمريكيين ودولة مجاورة عميلة. فقد جمعت المخابرات الأمريكية 480 من المعارضين الهاربين من جواتيمالا، وبنت لهم معسكرا للتدريب في نيكاراجوا المجاورة، وعينت علي رأسهم ضابطا هاربا من الخدمة يدعي كاستييو آرماس.