وسط هذا الغلاء المتوحش الذي يعربد في أسواقنا كان يجول بعقلي ألف سؤال وخاطر كيف سيتحمل المواطن المسحوق زيادات يوليو القادمة في فواتير الكهرباء والغاز والوقود والتي أصبحت قدرا محتوما وواقعا مرا تعبر عنه أرقام الموازنة الجديدة للدولة. هواجس ومخاوف كثيرة كانت تعبث في صدري هل يثور المصريون ويخربون بأيديهم ماصنعوه من معجزات خلال السنوات الثلاث الماضية وماذا سيفعل الملايين الذين يعانون أمام داء الغلاء الذي بات سرطانا ينهش في عزيمة المصريين ويهدم في جدران وحدتهم وينال من قدرتهم علي حماية استقرار هذا الوطن والحفاظ عليه من الانزلاق إلي مصائر الانهيار والتقسيم التي طالت دول أخري من حولنا. جاءت الاجراءات الحمائية السبعة التي اعلن عنها الرئيس السيسي خلال إفطار العائلة المصرية لتنتصر لملايين الغلابة ولترمم كثيرا من الشروخ والتصدعات التي احدثتها موجات الغلاء العاتية التي اخذت بخناق الجميع واغرقت المصريين في الهم والحزن نتيجة التعويم والاجراءات الاقتصادية الاخيرة. وحتي تؤتي هذه الاجراءات التي زرعت الفرح والبسمة علي شفاه المصريين ثمارها ولا تأكل الزيادات القادمة ما قدمنا إليها من مليارات كدعم للغلابة لابد من اجراءات شديدة الصرامة لمراقبة الأسواق وضبط الأسعار والتصدي لمصاصي دماء المصريين من التجار الجشعين حتي لو استحدثت الدولة جهازا أمنيا جديدا تحت عنوان شرطة مكافحة الغلاء. التصدي بحزم لاي محاولات من جانب الحكومة للالتفاف علي قرارات الرئيس وافراغها من مضمونها والتنكيد علي المصريين. سؤال غير بريء هل من قبيل المصادفة انه عقب كل محاولة من جانب الدولة للتخفيف عن المصريين يبادر وزير التموين برفع اسعار بعض السلع الأساسية علي البطاقات التموينية؟!. هل يدرك د.مصيلحي ان مكافحة الغلاء اهم اسلحتنا في معركتنا للنهوض والبقاء؟!