"سأنام وأحلم عسي أن يكون الغد أفضل"هكذا هو لسان حال فقراء مصر الكادحين فكلما خضعوا للواقع المرير الذي فرض عليهم وأستسلم هؤلاء الاموات الباحثون عن الحياة في وطنهم لتلك السياسات القاتلة؛ يخرج مجدداً راس النظام وحكومته بحزمة قرارات ليضربوا باسلحتهم الحاده في جرح لم يتوقف نزيفه يوما. لم تكن سنوات الضياع وليدة اليوم فما يزيد عن 64 عاماً ويعيش الوطن تحت نيران المفاضله بين السئ والاسوأ؛ 64 عاماً يحكمنا هؤلاء تحت نيران الفتنة وصوت الرصاص وتحت شماعات الجهل والفشل ؛ تعاقبت مؤامراتهم لتزيد جرح الوطن فينزف فوق رؤس الاجيال؛ جيل وراء جيل،وصولا الى ما نحن فيه . ليس فى الامر مبالغه فبمقارنة وضع الشعب المصري بأوضاع شعوب الدول الاخري فالمصريين فى وقتنا الراهن فى ظروف قاسيه. الان يعيش الشعب المصري حالة نادرة لم تسبق في تاريخه،أنتقلت الاوضاع سريعا من السئ الى الاسوأ بعد ثورة مجيدة لفتت أنظار العالم كله،ولولا تأمر المتأمرون على أهدافها لعبرت بنا الى ما هو أفضل بكثير مما نحن فيه الان. فى الرابع من اكتوبر الماضي أعترف أشرف العربي، وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، إن غالبية الشعب المصري يعيش علي "الحركرك" أي بالقرب من خط الفقر. أحتلت مصر مرتبه متقدمة في تقرير أغسطس الماضي لمعهد تقيم السمعة العالمي حيث جاءت ضمن قائمة ال 16 دولة الأسوأ سمعة عالميًا،والذى أستند على ما يعيشه الشعب المصري من واقع مرير نتيجة لسياسات ظالمة،منها تقليص الحقوق والحريات المدنية بسبب القبضه الامنيه الغير مبرر لها والاختفاء القسرى والقبض العشوائي والاعتقالات الجماعية التي طالت الصحفيين والحقوقين وقطاعا واسعا من المدنيين. مشهد سخيف في مسرحية هزلية تقود الوطن الي ما لا يتمناه أحد،في الوقت الذي يطاردنا رئيس الجمهورية وحكومتة بدعواتهم للشعب بالتقشف؛في شهر اكتوبر الماضي فقط عقد مؤتمرين بشرم الشيخ كلفا الدولة ملايين الجنيهات علي نفقة الغلابة،كان أولهما أحتفالية البرلمان والتي قدرت تكلفتها ب33 مليون جنية مصري حسب تصريحات خاصة للنواب والثاني مؤتمر الشباب الاخير والتي بلغت تكلفت ضيوفه 4.5 مليون جنية مصري،فكيف لدولة علي شفا انهيار اقتصادي تكبد نفسها أموالاً كبيرة علي مؤتمرات لمجرد رغبتها في استكمال عزف سيمفونيات الوعود الوهمية كاستهلاك اعلامي كي تتشكل صورة ذهنية لواقع في الاساس مرير؛نتيجة سياسات النظام الظالمة؟. فى وطني الرشوة شرط لا احتمال،الفساد كالمياه التى تملئ النهر، الارض مسروقه،الدم يمزج بالماء؛يموت الانسان كل يوم،هنا شهيد يسعف شهيد فيداويه شهيد فيموت شهيد فيودعه شهيد،جعلوا للوطن صوره باهته فسموه"شبه دوله"،من صبح على مصر بجنية الى سيبولى الفكه ،صدق قائل"مات الوطن مات الضمير ماتوا الغلابة الكادحين المتعبين "أصبح السؤال الان مثيرا للحيره بدرجة تفوق الخيال هل هذا واقع جديد؟ أم مجرد لحظات عابره تمضي بنا قليلا ثم تصبح طي النسيان؟ فى الآونة الاخيرة أشتعل الراى العام المصرى على خلفية بعض الازمات المتلاحقة التى اختلطت فيها الاسباب بالنتائج والتى صدرت لنا مشهد عبثى من مسرحية هزلية كان أبطالها الرئيس وحكومتة التي لا تزال تجتهد في التحدي لخطوات النجاح،فأجراءات تعامُل الدولة بكل مؤسساتها على المستوى الإداري في شأن أية كارثة تلم بالمجتمع تكشف عن حالة من اهمال وفساد يفاقم من معاناة المواطن، إضافة الى عدم احترام المسئولين للدستور والقانون والحقوق والحريات والذى يعد سبب رئيسى فى تلاحق الازمات السياسية. أصبحت الصورة أكثر وضوحا بعد تعمد الحكومة فرض الضرائب على المواطنيين مع عدم التصدى للارتفاع غير المسبوق فى أسعار السلع الغذائية، على الرغم من أنخفاضها عالمياً مع سعي النظام الحالى الى جعل كل مؤسسات المجتمع تحت سيطرته الخاصة موظفا قدرات تلك المؤسسات،بشكل خاص يخدم بها تحركاته وسياساته واتهام كل من خالف ذلك بالفساد ،أضافة الى الحرمان من الحقوق والحريات، وصولاً إلى ملء السجون بكل من لم يرفع اللوء للنظام وسياساته ، مع سن قوانين يتم تحت مظلتها آلقاء القبض على المدنيين بالجملة واحتجازهم بشكل غير قانوني وتحويلهم الى محاكمات عسكرية. لابد أن يدرك الرئيس ومن حوله أن الدولة الان فى أضعف حالاتها، بل هى عائده لعصر المجاعات فى تاريخها،فيوما بعد يوم يزداد الفقراء ومحدودى الدخل معاناة وجوعا،الغلاء ينهش في عظامهم،ولا جدوى الان من سياسة التلاعب بالعقول وتصدير وعود الاستهلاك الاعلامى،المشهد أصبح سخيف جدا ولم أعد أملك من الكلمات والجمل ما يكفي للتعبير عن ما أشعر به تجاه وطني فكلمات "سئ وأسوأ ومرير" لم تعد تكفي.هؤلاء يقتلون الغلابة بدون رحمه. لا تزال مياه الثورة راكده لكنها ستتحرك يوما ما.