موظفون من الاممالمتحدة ينقلون الصناديق لمراكز الاقتراع استعدادا لانفصال الجنوب تبدأ غدا عملية الاستفتاء علي مصير جنوب السودان حيث يختار نحو اربعة ملايين مواطن جنوبي بين البقاء في السودان الموحد او الانفصال واقامة دولة مستقلة. وتواصلت المظاهرات المؤيدة للانفصال في العاصمة الجنوبيةجوبا فيما خلت تصريحات المسئولين الجنوبيين من اي اشارة للوحدة. ونظمت امس مسيرة ضخمة انطلقت من وسط العاصمة جوبا وصولا الي ضريح الزعيم الجنوبي الراحل جون جارانج.. شارك في المسيرة عدد من كبار قياديي الحركة الشعبية لتحرير السودان وعلي راسهم لامين العام لها باقان اموم الذي القي كلمة وسط هتافات الوف الحاضرين. وقال تيلار دينج مستشار رئيس حكومة الجنوب ان الاستفتاء هو تتويج لعملية طويلة ومعقدة شابتها الكثير من المشاكل. واضاف ان اهم منجزات هذه العملية هو وقف الحرب بين الشمال والجنوب. واضاف ان الدولة الجديدة في حالة قيامها ستبني علاقاتها مع الجميع علي اساس المصالح موضحا انها لن تكون دمية في يد احد. وقال دينج في تصريحات خاصة لاخبار اليوم ان الجنوب لن يكون "راقصة" لاسرائيل وانه لو تساوت المصالح فان العرب اقرب لها من غيرهم بحكم العوامل الجغرافية ونهر النيل الذي يربطه بشمال السودان ومصر. من جهة اخري قال السفير محمد منصف ممثل الجامعة العربية في جنوب السودان ان وفود المراقبين التابعين للجامعة العربية الذين سيشاركون في مراقبة الاستفتاء قد اكتمل ويجري توزيعهم علي جميع مراكز الاقتراع. واوضح ان عدد هؤلاء المراقبين 88 عضوا يتوزعون علي جميع مراكز الاقتراع بمختلف ارجاء السودان في شماله وجنوبه..واضاف ان القسم الاكبر من هؤلاء المراقبين وهم 25 مراقبا في جوبا.. واوضح ان مهمة هؤلاء المراقبين هي متابعة عملية الاقتراع في مراكز الاستفتاء المختلفة عن كثب وإعداد تقرير لعرضه علي الامين لعام للجامعة العربية الذي زار كلا من الخرطوموجوبا في الاسبوع الماضي. وردا علي سؤال حول دور الجامعة العربية في مرحلة ما بعد الاستفتاء قال السفير منصف: ان هذا الدور مستمر ومتواصل بعد الاستفتاء. واضاف ان العلاقة مستمرة بين الجامعة العربية والدولة الوليدة في حال اختار الجنوبيون الانفصال من خلال مكتب الجامعة العربية في جوبا الذي سيظل مفتوحا ايا كانت النتيجة. وحول ما اذا كان سيتم توجيه الدعوة لدولة الجنوب للانضمام الي رابطة دول الجوار العربي اوضح ان احد بنود ميثاق الجامعة العربية ينص علي انه في حال انفصال جزء من الدولة العضو فانه بامكان الجزءين الاستمرار في عضوية الجامعة ولكن فيما يتعلق بجنوب السودان فإن خيار الانضمام للجامعة العربية يعود لشعب الجنوب. وحول توقعاته لمرحلة ما بعد الانفصال وامكانية انهاء علاقة الجنوب بالعروبة والاسلام قال السفير منصف: ان العروبة والاسلام راسخان بالجنوب سواء تم الانفصال ام لم يتم لان اللغة المشتركة السائدة بين سكان الجنوب هي اللغة العربية بالاضافة الي ان هناك اعدادا كبيرة من المسلمين ضمن سكان الاقليم ولديهم مساجدهم ومؤسساتهم الدينية. في الوقت نفسه قال وزير الاعلام الدكتور بنيامين برنابه انه تم اكتمال الاستعدادات للاستفتاء مضيفا ان الوحدة علي مدار 55 عاما لم تكن جاذبة للجنوبيين واتهم الشماليين بانهم لم يفعلوا شيئا علي مدار هذه الفترة الطويلة لجعل الوحدة خيارا جاذبا.. ومضي يقول: ان الزعماء الشماليين جاءوا ليسألوا عنها بعد ان فات الاوان. في الوقت نفسه اكد جيمس كوك وزير الشوؤن الانسانية ومواجهة الكوارث في حكومة الجنوب ان هناك خطة لنقل النازحين من الشمال الي الولاياتالجنوبية العشر في الوقت الراهن. وقال "اعددنا تسهيلات لاستقبال النازحين العائدين من الشمال او من العواصم الافريقية المختلفة ومستعدون لاستيعابهم وتوفير كل احتياجاتهم. ونفي ما يتردد عن حدوث عودة عكسية الي الشمال. وقال ان حوالي 150 الف شخص وصلوا الي الجنوب مؤخرا ولم يعد منهم أحد. وقال ان حكومة الجنوب ارسلت تسع بواخر الي كوستي في وسط السودان لنقلهم الي الجنوب عبر نهر النيل. واضاف ان حكومة الجنوب لا تعمل بمفردها وان هناك 160 منظمة دولية وانسانية تعمل علي تقديم الخدمات والتسهيلات والطعام ومياه الشرب لهؤلاء العائدين. وقال: اننا نحتاج الي مساعدة الجميع.