وسط إجراءات أمنية مشددة واهتمام عالمي، يدلي نحو أربعة ملايين سوداني جنوبي ابتداء من اليوم وعلي مدي اسبوع بأصواتهم في استفتاء تاريخي لتقرير مصيرهم قد يفضي إلي ولادة أحدث دولة في العالم وتغيير وجه افريقيا. وعشية الاستفتاء، انتشرت القوات الأمنية بشكل مكثف في جوبا عاصمة الجنوب في حين صدرت مواقف عن كل من زعيمي الشمال والجنوب اللذين كشفا عما يعتزمان القيام به خلال مرحلة ما بعد الانفصال. ورغم الاجراءات الامنية فقد قتل 9 اشخاص علي الأقل في اشتباكات بين متمردين وجيش الجنوب. وبعد الاحتفالات الصاخبة والمسيرات الداعية إلي التصويت للانفصال، توقفت جميع هذه المظاهر بناء علي تعليمات مفوضية الاستفتاء التي منعت أي دعاية قبل يوم من الاستفتاء. ولم يسجل أي نشاط داع إلي الوحدة طوال الفترة المخصصة للحملة الانتخابية في الجنوب. وأعلنت مفوضية استفتاء الجنوب ان جميع الاستعدادات اصبحت »مكتملة«. وقام مسئولو المفوضية أمس بجولة ميدانية علي عدد من مراكز الاقتراع بولايات الشمال لمتابعة الاستعدادات الجارية لبدء عملية اقتراع المواطنين الجنوبيين. وأكد الرئيس السوداني عمر البشير ان سكان الجنوب »سيعاملون كأجانب« في الشمال في حال الانفصال. وقال ان شمال السودان وجنوبه يمكن ان يشكلا اتحادا علي نمط الاتحاد الأوروبي إذا اختار الجنوبيون الانفصال في الاستفتاء. كما هاجم البشير احزاب المعارضة السودانية ومن وصفهم بأنهم يرون ان انفصال جنوب السودان سيؤدي إلي نهاية نظام الانقاذ الحاكم في السودان، وقال في خطاب له أثناء افتتاح جسر في مدينة حلفا في شمال السودان ان »فصل الجنوب سيكون بداية ثورة جديدة« بالنسبة لنظامه. ومن جانبه، قال السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي ان حوافز ستقدم للسودان في حال مضي الاستفتاء علي انفصال الجنوب بسلاسة.