أعضاء فى جيش تحرير جنوب السودان يستمعون لكلمة رئيس جنوب أفريقيا تابو مبيكى فى جوبا وسط اجراءات امنية مشددة واهتمام عالمي يدلي نحو اربعة ملايين سوداني جنوبي ابتداء من اليوم وعلي مدي اسبوع بأصواتهم في استفتاء تاريخي لتقرير مصيرهم قد يفضي إلي ولادة أحدث دولة في العالم وتغيير وجه أفريقيا. وعشية الاستفتاء انتشرت القوات الامنية بشكل مكثف في جوبا عاصمة الجنوب في حين صدرت مواقف عن كل من زعيمي الشمال والجنوب اللذين كشفا عما يعتزمان القيام به خلال مرحلة ما بعد الانفصال الذي بدا بالنسبة اليهما حتميا. وبعد الاحتفالات الصاخبة والمسيرات الداعية الي التصويت للانفصال توقفت جميع هذه المظاهر بناء علي تعليمات مفوضية الاستفتاء التي منعت اي دعاية قبل يوم من الاستفتاء. ولم يسجل اي نشاط داع الي الوحدة طوال الفترة المخصصة للحملة الانتخابية في الجنوب. واعلنت مفوضية استفتاء الجنوب ان جميع الاستعدادات اصبحت "مكتملة". وقام مسئولو المفوضية امس بجولة ميدانية علي عدد من مراكز الاقتراع بولايات السودان الشمالية لمتابعة الاستعدادات الجارية لبدء عملية اقتراع المواطنين الجنوبيين. ودعا السفير محمد عثمان النجومي الأمين العام للمفوضية الجميع إلي ممارسة حقهم "الدستوري". وأوضح أن العدد الإجمالي للمسجلين الذين يحق لهم التصويت من أبناء الجنوب ثلاثة ملايين و309 آلاف و16 شخصاً بينهم حوالي ثلاثة ملايين و753 ألفاً في ولايات جنوب السودان وأقل من 120 ألفا في الشمال ونحو 60 ألفا في ثمان من دول المهجر، و52٪ من الناخبين المسجلين من النساء. ويبلغ عدد مراكز الاقتراع في الجنوب اكثر من 2600 مركز الي جانب اكثر من 165 مركزا في ولايات الشمال بالإضافة إلي المراكز بدول المهجر الثماني، وبينها ثلاثة في مصر. ويشترط لصحة الاستفتاء تصويت 60٪ من اجمالي عدد المسجلين. وسيتم اعلان النتائج علي مستوي كل مركز ثم علي مستوي كل ولاية لتعلن النتيجة النهائية من جانب المفوضية في الاسبوع الاول من فبراير المقبل. واوضحت المفوضية انه يجوز الطعن في النتائج الاولية امام المحكمة المختصة خلال ثلاثة ايام وتفصل المحكمة في الطعون خلال اسبوع وفقا لقانون الاستفتاء. وفي النهاية تعلن المفوضية النتيجة النهائية والرسمية للاستفتاء علما بانه يجب اعلان النتيجة النهائية في فترة اقصاها 30 يوما من تاريخ انتهاء الاقتراع. وتواصل تدفق المراقبين والمسئولين الدوليين لمراقبة اجراء عملية الاستفتاء.وفي مقدمة الوافدين الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر، الذي سيتولي مراقبون من المعهد الذي يديره المشاركة في مراقبة سير الاستفتاء والذي سيلتقي الرئيس السوداني عمر البشير.ويشارك في عملية مراقبة الاستفتاء اكثر من 150 هيئة دولية ومحلية بينهم ممثلون عن منظمة ايجاد والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ومعهد كارتر للسلام وغيرها من المنظمات والهيئات الدولية. وقبل ساعات من الاستفتاء ، تصل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلي جوبا ، علي وقع تأكيد الرئيس السوداني عمر البشير بأن سكان جنوب السودان "سيعاملون كأجانب" في الشمال في حال الانفصال. وقال البشير في مقابلة مع قناة "الجزيرة" ان شمال السودان وجنوبه يمكن ان يشكلا اتحادا علي نمط الاتحاد الاوروبي اذا اختار الجنوبيون الانفصال في الاستفتاء المقرر اليوم. واضاف ان الجنوبيين يمكن ايضا ان يحصلوا علي حقوق حرية الحركة والاقامة والعمل والتملك في السودان بعد الانفصال لكنه اكد انهم لا يمكن ان يكونوا مزدوجي الجنسية. وحذر البشير قبيلة الدنكا نقوك المرتبطة بالجنوب من ضم منطقة ابيي الوسطي المتنازع عليها قائلا ان ذلك قد يؤدي الي صراع. كما هاجم البشير احزاب المعارضة السودانية ومن وصفهم بأنهم يرون ان انفصال جنوب السودان سيؤدي الي نهاية نظام الانقاذ الحاكم في السودان، وقال في خطاب له اثناء افتتاح جسر في مدينة حلفا في شمال السودان ان "فصل الجنوب سيكون بداية ثورة جديدة" بالنسبة لنظامه. وفي المقابل قام الزعيم الجنوبي سلفاكير بتوقيع 16 قانونا له علاقة بالوضع الدستوري للجنوب خلال مرحلة ما بعد الاستفتاء. ومن جانبه قال السناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي ان حوافز ستقدم للسودان في حال مضي الاستفتاء علي انفصال الجنوب بسلاسة. وقال كيري متحدثا في الخرطوم، ان هناك تغييرا بناء قائما في الشمال. وأشار إلي أن الرئيس أوباما مستعد لإخراج السودان من القائمة الأمريكية للدول التي ترعي الارهاب اذا قبلت الخرطوم نتيجة الاستفتاء.كما ربط كيري رفع واشنطن للعقوبات الاقتصادية أيضا بحصول تقدم نحو السلام في دارفور.