ما من غائب عن مكان إلا يحضر ويعود مهما طالت المدة وهذا الأمر يشمل الاحياء فقط ولكن الأموات هم الذين لا يطمع ان يعودوا لما كانوا عليه ويجب علي الجميع ان يترحمون عليهم ويقرأون عليهم سورة الفاتحة. وحتما بأن لكل انسان في هذا الكون لديه اشخاص او مجموعات يحس بانه يفتقدهم وينطبق عليهم صفة »الغائب الحاضر» ومن ضمن الذين يفتقدهم الجميع في الوطن العربي هي الرياضة المصرية وتحديدا جماهير كرة القدم المصرية. لقد كان ولا زال للرياضة المصرية طعم خاص جدا بسبب الجماهير التي كانت تعطي للمباريات رونقا وروحا تجعل للمباراة حلاوة لا تشابهها الا حلاوة المنجا المصرية فلقد تعلم جميع العرب الاهازيج التي يستخدمونها حاليا في مبارياتهم المحلية من أهازيج وصيحات الجمهور المصري. لم تغب الكرة المصرية عن الساحة الرياضية دوليا فقد تحدوا الضغوط التي مارسها عليه بعض من لا يريدون الخير لمصر ولكن ابناء مصر وأسودها اثبتوا وجودهم في كأس أمم افريقيا الأخيرة وكانت قلوب كل العرب معهم ولكن الغائب الحاضر هو الجمهور المصري في المباريات المحلية. ربما تكون الظروف الامنية وسلامة الجماهير هي السبب الرئيسي لعدم فتح المجال لحضور الجمهور ولم يلم احد الاتحاد المصري او الجهات الأمنية علي منع الجماهير من اجل المحافظة علي ارواحهم ولكن ارواحنا متعطشة لمشاهدة وسماع صيحات الجمهور المصري العريق الذي يبث الحماس حتي من خلف الشاشات. لقد أصبحت الرياضة صناعة مربحة وأحد أهم الموارد الاقتصادية في العالم وخير دليل هو الرياضة الاوروبية التي أصبحت من أهم الواردات علي دولهم من خلال تذاكر الجمهور والاعلانات التي تملأ الملعب ويكفينا ان نشاهد كميات الاعلانات للمؤسسات العربية التجارية اثناء نقل المباريات المهمة. أدام الله مصر وأمنها وأهلها ورياضتها ولا أدام من يريد أن يحرمنا ويحرم شبابها رياضتهم التي يحبونها.