لن نتحمل موسماً آخر في دوري كرة القدم بلا جمهور.. رسالة أقدمها مبكراً جداً إلي كل المعنيين بها.. وزارة الداخلية ووزارة الرياضة واتحاد الكرة. وقبل هؤلاء جميعاً روابط الأولتراس التي كانت السبب في هذا الموسم الغريب الكسيح. الذي لم نعرف فيه شيئاً طيباً. بداية من الضحايا الذين سقطوا بالعشرات. سواء في كارثة ستاد بورسعيد أو مع توابعها.. أو في التجاوزات التي فضحتنا أمام العالم كله مثل حرق مقر اتحاد الكرة. والاعتداء علي رجال الأمن في المباريات الأفريقية القليلة التي سمح فيها بأعداد بسيطة من الجماهير. ولكن وقعت منها مآس وأحداث تكشف وتفضح. وتدلك علي أننا بعيدون جداً عن التحضر في ملاعبنا وجماهيرنا. نريد أن نضع كل ذلك خلف ظهورنا. وأن نفتح معاً صفحة جديدة. لنستقبل الموسم الجديد.. وأتمني أن تبادر روابط الأولتراس بمبادرة ايجابية تعلن فيها انتهاء خلافاتها مع الجميع. بما في ذلك رجال الأمن والداخلية.. وأنها ستكون خير معاون علي إعادة الهدوء إلي ملاعبنا.. خاصة أن الموسم الجديد سيبدأ بمباريات أفريقية كبيرة يشارك فيها أكبر ناديين مع أكبر جمهورين هما الأهلي والزمالك في دوري دور الثمانية.. ومن الظلم أن نحرم الفريقين من جمهورهما وهما ينافسان في هذه البطولة.. التي نتمناها أن تبقي مصرية.. وأن تكون فرصة لاصلاح صورة الكرة المصرية في الخارج. هذه الأمنية أطلقها مبكراً. لعل وعسي تصل إلي العقلاء في روابط الأولتراس. ويتحمسون للمبادرة.. لأن الكرة المصرية تحتضر. وانظروا إلي منتخب مصر أمام بتسوانا. *** حلاوة الروح.. هي السر في تماسك منتخب مصر في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم.. حلاوة الروح كانت وراء فوز الأهلي ببطولة أفريقيا في ظروف غريبة.. وحلاوة الروح كانت أيضاً سر فوز منتخب الشباب بكأس أفريقيا وتأهله لمونديال الشباب.. ولكن انظروا إلي منتخب مصر أمام بتسوانا وإلي نتائج منتخب الشباب الذي سيذهب للمونديال بعد أيام. وإلي خروج إنبي والإسماعيلي من البطولة الكونفيدرالية في ليلة واحدة. وإلي مجمل أداء الأهلي والزمالك في الدوري.. لنتأكد من حقيقة جلية. وهي أن الكرة المصرية في حالة احتضار. رغم الانجازات الاستثنائية التي تحققت في هذا الموسم الاستثنائي.. والسبب في هذه الحالة هو "الجمهور الغائب".. الجمهور المصري الذي يدفع الدماء الحارة في شرايين اللعبة ويجعل منها كائناً حياً قوياً وطموحًا.. أين ستاد القاهرة الذي يمثل "بيت الرعب" لكل منافسينا سواء علي مستوي الأندية أو المنتخبات. لقد تحول إلي "خرابة" لأن الجمهور هجره.. لابد أن نعود إلي رشدنا وننقذ كرتنا قبل أن تسقط وتهوي. فلا تقوم لها قائمة.