إذا أردنا لإعلامنا أن يعود بالفعل إلي الريادة التي كانت فإنني أتمني أن يتقدم أخونا الفنان أشرف زكي باقتراح يمنع فناني مصر من العمل في مجال الإعلان لأن هذا الأخير أصبح صاحب النفوذ الأعظم في عالم الإعلام وبنظرة خاطفة علي ما يقدمه التليفزيون مثلا سنجد أن الإعلان استحوذ علي أخطر أوقات المشاهدة لصالح سلع استهلاكية تعود بالخير علي مروجيها وليس علي مستهلكيها، وبالتالي فعلينا أن نعدل هذه المعادلة التي انقلبت وتشقلب حالها ونفسح مكانا ومجالا للإعلان الهادف وياليت السادة فناني مصر الكبار يساهمون في هذا الأمر بحضورهم وأثرهم الرهيب في نفوس الناس، وقد جاءتنا فرصة ذهبية لا ينبغي لنا تركها تضيع، وهي تلك الحالة من الخوف علي مستقبل مصر وحاضرها التي جمعت جناحي الأمة أقباطها ومسلميها واتحاد الهلال والصليب الذي دائما ما نجده في تلك الأوقات العصيبة التي تمر بها أمتنا، وما أحوجنا اليوم إلي استثمار هذه الحالة بغرض إعلانات وفي أوقات المشاهدة الأعلي من أجل أن نضيع الفرصة علي هؤلاء الذين يعبثون بأمن مصر ويهددون أمنها بالتأكيد نستطيع كما تعودنا دائما أن نصنع المستحيل وأن ننتصر علي الفتن وما أجمل أن تشترك في هذه الحملة كبري الشركات خصوصا المحمول منها التي تجني من المصريين عشرات الملايين من الجنيهات أرباحا شهرية وبدلا من الإعلان عن حلاوة الشركة الفلانية وجمال خدماتها وعظمة إمكاناتها علي هذه الشركات أن تثبت ولو لمرة واحدة أن هموم هذا الوطن ووحدة نسيجه وأمن شعبه هي أمور توليها أهمية قصوي، لقد شاهدت إعلانا اشترك فيه عشرات من نجوم وكواكب دولة الفنون لشركة محمول لم أفهم منه كلمة واحدة وقامت الشركة المنافسة بالاستعانة بنجم النجوم الفنان الأكبر في عالمنا العربي عادل إمام للرد علي حملة الإعلانات المنافسة ولم نكسب نحن معشر المشاهدين شيئا من هذا التنافس المحموم المدعوم بعشرات الملايين من الجنيهات كان أفضل أن نوجهها لحملة إعلانية من أجل علاج مصابي حادث كنيسة القديسين أو دفع تعويضات مناسبة لشهداء الكنيسة. قدس الله أرواح الأقباط منهم ورحم المسلمين الذين لم يفرق الحادث الإرهابي بينهم، صدقوني أيها السادة إن الإعلان اليوم أصبح أكثر خطورة باستحواذه علي أفضل أوقات المشاهدة وتحكمه في العملية الفنية وأقصد بها الإنتاج الدرامي، ولذلك فعلي التليفزيون تبعنا أن يكسر هذه القاعدة من أجل الصالح العام وأعتقد، بل أجزم أن الإعلانات الموجهة لصالح هذا الشعب سوف يشارك فيها كبار أهل الفن بلا أجر سوي الحب والرابطة التي تجمع بين المصري وهذه الأرض الطيبة التي شهدت الحضارات وصدرت الفنون وأبهجت من حولها وأسعدتهم بجناحيها القبطي والإسلامي.. أدام بقاءك يا مصر، دولة لا مثيل لها علي وجه البسيطة وشعبا كان أسبق شعوب الأرض جميعا إلي الحضارة!