فجأة وبلا مقدمات خرج قرار مجهول النسب والهوية بهدم وإزالة الإعلانات الموجودة في محافظة القاهرة علي امتداد الطريق من رمسيس إلي ميدان التحرير.. وتلك أغلبها مملوك لوكالات الصحف القومية! القرار الغامض تضمن انذارات من أحياء المحافظة بعزمها إزالة كل الإعلانات من يونوبلات مرفوعة فوق الأرض.. إلي اللافتات المضيئة فوق أسطح المباني والعقارات.. إلي غيرها من كل أنواع السياج الإعلامي الذي يغطي قطع الأراضي الفضاء الموجودة في الشوارع الرئيسية.. ويمنع تحويلها إلي بؤر للسيارات الخردة وكل أصناف القمامة والنفايات! تضاربت الأقاويل حول أسباب القرار ومن وراءه.. البعض نسبه إلي مشروع تطوير قدمته اللجنة الوزارية.. والبعض الآخر تكهن بأن وراءه ضغوطا من أصحاب النفوذ من ملاك الوكالات الإعلانية الخاصة الذين لعبوا دورا من وراء الستار لإزاحة وكالات الصحف القومية والاستيلاء علي مواقعها الإعلانية المميزة التي حصلت علي تراخيصها منذ سنوات عند استكمال امتداد كوبري أكتوبر..! المعروف للكافة والعامة أن ميدان رمسيس سبق تطويره منذ أعوام قليلة.. وأنفقت عليه محافظة القاهرة ما يقرب من 51 مليون جنيه..! بعدها أنشأت الحكومة جراجا أمام محطة مصر لتنظيم حركة مرور وانتظار السيارات.. ثم قررت هدمه.. وأهدرت عشرة ملايين جنيه! أعقبها تكليف مكاتب أجنبية بعمل مشروعات جديدة للتطوير.. ولم يتم تنفيذ أي منها لصعوبة ذلك علي أرض الواقع! أخيرا خرجت علينا المحافظة بخبر موافقة مجلس الوزراءعلي مشروع جديد لتخطيط وتطوير الميدان بتكلفة نصف مليار جنيه! المخطط الذي سيجري تنفيذه غير معلوم حتي الآن.. وكان من المنطقي ان يعلن وتناقش تفاصيله علنا.. وأن يشارك في الرأي خبراء هندسة وتخطيط عمراني.. بالاشتراك مع جهاز التنسيق الحضاري الذي لا يعلم عنه شيئا حتي الآن! الغريب ان امتداد رمسيس حتي التحرير مشغول بالمباني التي لا يمكن إزالتها.. بل ان كل ما يمكن تنفيذه وفقا لآراء الخبراء هو تخطيط الشوارع ورصفها وتجميلها مع الميادين.. وذلك لا يتعارض مع وجود الاعلانات المعلقة في صورة يونويولات أو لافتات فوق المباني والأراضي الفضاء.. ولا يستدعي حمل معاول الهدم لإزالتها.. خاصة أنه تم ترخيصها واختيار أماكنها بالاتفاق مع المحافظين السابقين.. وكان هدفهما تغطية المناطق القديمة والعشوائية المنتشرة علي امتداد كوبري أكتوبر حول غمرة ورمسيس! الإعلانات الموجودة أضافت منظرا جماليا ومضيئا كالمعمول به في كل دول العالم الأكثر منا اهتماما بالبيئة.. ويشاهدها الزائر علي امتداد الطرق من مطارات أوروبا وحتي وسط مدنها ومناطقها المهمة. الإعلانات علي الطرق تمثل موارد مهمة ورئيسية لمؤسسات الصحف القومية.. وتدعم ميزانياتها.. وتساهم في خطط تطويرها.. وفي إتاحة مئات من فرص العمل والتشغيل.. عدا انها أحد موارد الخزانة العامة. أيضا تمثل تلك الإعلانات ايرادات مهمة لكثير من المباني الحكومية والخدمية مثل الاسعاف.. ولغيرها من العقارات القديمة التي يعاني ملاكها من ضآلة ايجاراتها.. بالإضافة إلي انها تشكل أكثر من 04٪ من ميزانيات محافظات القاهرة الكبري وأحيائها بما يتم تحصيله من رسوم تراخيص يتم تجديدها سنويا، عدا مساهمات دور الصحف في تقديم خدمات التجميل والإنارة في تلك المواقع بعدما تم تخفيف وتخفيض الإضاءة بل وانعدامها علي الكباري وتلك الشوارع الرئيسية! سيادة المحافظ: العاصمة منورة بإعلاناتها المضيئة علي طول الطرق وفوق أسطح المباني.. ولولاها لكانت القاهرة مظلمة.. فلماذا جاءت قرارات الهدم والإزالة.. ولماذا بدأتها بوكالة »أخبار اليوم«؟!.