مجلس الشعب الجديد جاء بعد انتخابات ساخنة فاز فيها الحزب الوطني باغلبية مقاعده بينما اختفت رموز المعارضة التي ظهرت في المجلس القديم وشكلت كتلة معارضة تحت قبة البرلمان نهاراً وفي الفضائيات مساء.. أختفت هذه الرموز المعارضة بعد ان فشلت في الحصول علي أصوات الناخبين في دوائرهم فأتهمت الحكومة بالتزوير لانجاح مرشحي الحزب الوطني .. خطط الحزب الوطني لانتخابات 0102 وخاضها باسلوب جديد ووجوه جديدة الي جانب الوجوه القديمة .. ولم نسمع عن خطط مماثلة لباقي الاحزاب أو استعدادات لخوض الانتخابات واعتمد البعض علي رصيده من المعارضة والظهور الإعلامي والتليفزيوني بينما كان البعض الاخر بعيدا عن دوائره الانتخابية ومواطنيه لسنوات طويلة .. حدث ذلك في الوقت الذي اجتمع فيه البرلمان الجديد باعضائه المنتخبين الذين نالوا ثقة ناخبيهم وافتتح الرئيس مبارك الدورة البرلمانية الجديدة في جلسة مشتركة لمجلسي الشعب والشوري ووجه خطابا مهما تضمن عدة محاور أساسية للعمل الوطني في المرحلة القادمة للمجلسين أكد فيها علي ضرورة ارساء العدالة الاجتماعية ومساعدة محدودي الدخل وجذب المزيدمن الاستثمارات لدفع عجلة التنمية الاقتصادية.. وعقد الحزب الوطني مؤتمره السنوي وتحدث فيه الرئيس مبارك زعيم الحزب عن أولويات الحزب والحكومة في المرحلة القادمة لانجاز ما تبقي من البرنامج الانتخابي للرئيس والذي طرحه في حملته لانتخابات الرئاسة عام 5002 وانتخب في أول انتخابات رئاسية بعد تعديل الدستور واتاحة الفرصة امام المصريين للترشيح لأول مرة لهذا المنصب الرفيع. وحين بدأ البرلمان الجديد جلساته في الاسبوع الماضي بعد هذا الحراك الكبير بدأ البعض يردد أن البرلمان بلا معارضة بعد اختفاء رموز المعارضة السابقين وعدم حصول باقي الاحزاب علي المقاعد التي كانت تتطلع اليها وانسحاب البعض الاخر أو عدم المشاركة في الانتخابات من البداية وبالتالي فان مناقشات البرلمان ستخلو من المعارضة وأن نواب الحزب الوطني ضمنوا الاغلبية وبالتالي فان الجلسات ستكون هادئة بلا معارضة.. ويخطيء الكثيرون حين يعتقدون ان المعارضة تأتي من خارج الحزب الوطني فقط فقد أظهرت الجلسات الأولي للبرلمان الجديد ان هناك معارضة قوية وانتقادات لاداء الحكومة وبعض الوزراء في عدد من القضايا والقرارات التي اتخذت مؤخراً وكان أداء النواب وفي مقدمتهم الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية والنائب في البرلمان عن دائرة الزيتون الذي انتقد قرارات لوزير الصحة خاصة بمواعيد العلاج المجاني بالمستشفيات الحكومية وقرارات العلاج علي نفقة الدولة والتي أثير حولها جدل كبير في الدورة البرلمانية السابقة وأكد الدكتور حاتم الجبلي التزام الدولة بعلاج غير القادرين علي نفقتها. وأكدت المناقشات التي جرت تحت قبة البرلمان في أولي جلساته ان الاعضاء سواء كانوا من الحزب الوطني أو المستقلين أو الاحزاب الاخري يعملون من اجل المواطن المصري ومواجهة المشاكل التي يتعرض لها ومحاورة الوزراء والمسئولين لايجاد الحلول المناسبة لها .