يحق لكل مصري وطني أن يجدد دوما فخره بقواته المسلحة التي تثبت مع الأيام أنها مدرسة لاتمتلك عقيدة تعكس قيم وأخلاقيات وثقافة أمة عظيمة فحسب بل ولديها القدرة علي تطوير هذه العقيدة لتتناسب مع الجديد. ومن مظاهر استشرافها للمستقبل أن قامت بإنشاء منظومة ضخمة ومميزة من المجمعات الطبية ربما بدأت بصرح المعادي الذي لا ننسي دوره الوطني والمؤثر علي مدار حروبنا الماضية وآخرها المجمع الطبي بكوبري القبة والتوسعات الرائعة التي افتتحها السيد الرئيس الاسبوع الماضي. حقيقة إنها تمثل إضاءة إنسانية من جانب قواتنا المسلحة خاصة إذا علمنا أنها ليست مجرد صروح معمارية حضارية فقط ولكنها احتوت علي الأحدث من أجهزة الطب المتقدمة. واكتنزت بخير الرجال من جميع التخصصات الطبية ويسعدك أكثر أن بها أحدث وأرقي كلية للطب وعدة معاهد لتخريج شبابٍ رائعٍ للمهن المساندة ولاسيما التمريض، والجميع يتميز بالجمع بين المهنية المطلوبة والانضباط العسكري. أؤكد لحضراتكم علي أن وعي قيادات هذه المؤسسة العسكرية العريقة بأهمية التوسع في مثل هذه التجمعات يعني عندي أن هناك من يمتلك رؤية أبعد من كونه ينشيء مجرد صروح طبية، علي غرار محطات التمويل التي نجدها علي الطرق المهمة، وعشرات المشروعات المشابهة، وبكل أسف هناك من غاب عنه الفهم والمغزي الاستراتيجي للهدف منها، نتمني أن تزال عنه غمته ويعيد النظر لها بإدراك أعمق. وقد كانت لي شخصيا تجربة مع أحد هذه المجمعات وهو "مجمع المعادي العسكري" وقد بهرني بقياداته المحترمة والعمل المنضبط ولما لا وهو يمثل مدرسة الانضباط ومستوي الخدمة الطبية الراقية للمدنيين والعسكريين. حقيقة لا أمتلك من باب الأمانة والوطنية بعيدا عن قضية الوعي بالاهداف الاستراتيجية، سوي توجيه التحية لقيادتنا السياسية التي أثبتت قراءتها الصحيحة للقادم برؤية استراتيجية أوسع وأشمل مما يظن قصيري الفهم وفاقدي البصيرة والتي وعت لأهمية مجمع طبي جاهز ومحطة تمويل مستعدة وشبكة طرق قادرة علي تحقيق مقولة السيد الرئيس "6ساعات" وصروح صناعية وزراعية ضخمة، فالبعض يعتقد ان الأمر يتوقف عند جاهزية القوات برفع الكفاءة وتحديث الاسلحة والتدريب وفقط، الأمر هكذا كما نري مصفوفة عظيمة يجب ان تكتمل. الخلاصة..أن لدينا إضاءات في طريق الأمل يجب ان نلفت النظر لها ولأهميتها الحيوية ومنها هذه المشافي التي تمثل خدمة كبيرة للمصريين عسكريين ومدنيين علي حد سواء شانها شأن كل شمعة تضاء بإخلاص علي الطريق الذي ظنه البعض طريق المستحيل ويقيني أنه طريق الامل الذي أري أن التمسك به واجب وطني وسط حالة الإحباط الشديدة التي يحاول هدامو الأوطان نشرها هذه الأيام، وقد فاتهم أنها مصر العزيزة علي رب العرش العظيم.