رسالة نيويورك : ثناء يوسف بعد نجاح الرئيس أوباما منذ أسبوعين في اقرار اصلاح قانون التأمين الصحي والذي اعتبر خطوة فارقة في تنفيذ برنامجه السياسي زاد هذا النجاح من تصميم الرئيس الأمريكي علي مواصلة ما تعهد به في مجال السياسة الخارجية.. وتأكيدا لمصداقية حصوله علي جائزة نوبل للسلام ذهب الرئيس أوباما إلي براج حيث تعهد منذ حوالي عام بالسعي من اجل عالم يسوده السلام والامن خال من السلاح النووي وقام بالتوقيع بالاشتراك مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف علي معاهدة نووية تاريخية مع الاتحاد الروسي ليحقق انجازا دبلوماسيا تحتاجه واشنطون. وتلزم المعاهدة الطرفين الامريكي والروسي بخفض ترسانتيهما النوويتين بمقدار 03٪ وتعتبر المعاهدة امتداد الاتفاق ستارت الذي وقع في عام 1991 وانتهي مفعوله في نهاية العام الماضي.. وقد جاء توقيع المعاهدة الامريكية الروسية بعد يومين من اعلان واشنطون وكشفها عما اطلقت عليه اسم العقيدة النووية والتي نشرت في 27 صفحة لتكشف السياسة الدفاعية الأمريكية واستخدامات السلاح النووي التي تم تقليصها لتوضح أن الادارة الأمريكية لن تستخدم اسلحة نووية ضد أي دولة خاضعة لنظام منع الانتشار النووي. إلا أن واشنطون حذرت في تقريرها صراحة ايران وكوريا الشمالية وتفادت الإشارة إلي اسرائيل التي ترفض الخوض في سبب امتناعها عن الانضمام لاتفاقية منع الانتشار. وقد حرص أوباما علي ان يعلن ان التهديد الاكبر للولايات المتحدة والامن العالمي لم يعد حربا نووية فيما بين الدول بل إرهابا نوويا من قبل عناصر متطرفة وتعهد بحماية الامن الوطني والحلفاء والشركاء بأساليب عسكرية تقليدية وبناء دروع صاروخية قوية. وأوضحت مصادر أمريكية مطلعة أن التقرير قد تم اعداده بعناية وبعد التشاور مع اكثر من 03 دولة من الدول الصديقة ذات الاهتمام المشترك.. وقد وصف روبرت جيتس وزير الدفاع التقرير بأنه خريطة طريق لتطبيق رؤية الرئيس أوباما لتقليص السلاح النووي في العالم. وعلي الرغم من ان التقرير قد أكد علي ابقاء ترسانة أمريكية نووية آمنة وفعالة فقد رأي اليمين الأمريكي المعارض لسياسة أوباما ان الاستراتيجية المطروحة لا تعد الولاياتالمتحدة للمستقبل النووي وسط بيئة نووية متعدة الاطراف. أما العناصر الليبرالية فقد رأت أن هناك تصورا في الاستراتيجية الجديدة وانه كان لابد لواشنطون ان توضح انها لن تستخدم السلاح النووي أولا.. وقد أوضح وزير الدفاع الامريكي في اطار عرضه لهذا التقرير ان الهدف منه تحقيق رؤية الرئيس أوباما بالتخلي عن السلاح النووي ولكن الواقع حول العالم يجعله سلاح الخيار الاخير.