ربما اعتبر الكثيرون داخل وخارج الولاياتالمتحدة ان الرئيس الامريكي باراك أوباما قد حقق نصرا تاريخيا مع إقرار مجلس النواب بشكل نهائي مشروع قانون إصلاح نظام الرعاية الصحية الذي يوسع التغطية التأمينية لتشمل كل الامريكيين تقريبا وكان هذا المشروع قد اثار جدلا واسعا علي مدار قرن تقريبا حيث فشل عدد كبير من الرؤساء الامريكيين في تسوية هذا الملف بعد ان حاربه الاطباء وشركات التأمين. ولكن ما يؤكده المراقبون ان هذا الانتصار كان ومازال محفوفا بالمخاطر خاصة ان مستقبل الرئيس الامريكي بات مرهونا بقدرته علي مواصلة حركته الاصلاحية وتنفيذ هذا المشروع بجدية جنبا الي جنب مع باقي نقاط برنامجه الانتخابي الذي وعد به الامريكيون الصعوبة التي واجهت اقرار هذا المشروع تطرح مسألة الرصيد السياسي المتبقي للرئيس الامريكي لتطبيق برنامجه في خضم سنة انتخابية والهزيمة في مشروع اصلاح نظام التامين الصحي كان يمكن ان تقضي علي طموحات اوباما الاصلاحية التي تتضمن أيضا مشاريع كبري مثل تنظيم القطاع المالي ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الارض ومراجعة التشريع المتعلق بالهجرة. من جانبهم اكد معارضون لاوباما انهم يستعدون لمعركة أخري علي مشروع الرعاية الصحية في الحملة التي تسبق انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر وتعهد المعارضون من مختلف ألوان الطيف السياسي في انحاء البلاد بالطعن في التشريع علي مستوي الولايات اي ان انتصار اوباما لم يصل الي المرحلة النهائية بعد وان الموازين قد تتغير خلال الفترة القادمة. مشروع الرعاية الصحية الذي أقره مجلس النواب بعد تأييد 219 نائبا ورفض 212 نائبا للمشروع يعد أكبر تغيير في سياسة الرعاية الصحية في أربعة عقود والذي واجه معركة سياسية استمرت عاما مع الجمهوريين كان خلاله صداع في رأس الكونجرس الي جانب اضعافه شعبية أوباما المشروع الجديد الذي يتكلف 2.5 تريليون دولار سيلزم أغلب الامريكيين بأن يكون لديهم تغطية صحية وسيقدم إعانات لمساعدة العمال محدودي الدخل وسينشئ نظام مبادلة في الولايات يمكن لغير المؤمن عليهم المقارنة بين خطط التأمين وشراء ما يناسبهم منها ولن يبدأ تطبيق البنود الرئيسية مثل المبادلة والإعانات قبل عام 2014. أماني عبد الرحيم