ينتظر الجميع في شغف وقلق ما سيسفر عنه اجتماع البرلمان الايطالي خلال منتصف الاسبوع الحالي وتحديدا يوم الثلاثاء المقبل خلال جلسة التصويت علي اقتراع الثقة علي حكومة بيرلوسكوني ومدي صالحية استمرار حكومته في مواصلة ادارة الحكم ووضع حد للنزاع السياسي المشتعل بين اقطاب زعماء احزاب المعارضة من ناحية وبيرلوسكوني من ناحية اخري . ويري المراقبون ان يوم الثلاثاء المقبل يعتبر يوما حاسما في تاريخ حياة بيرلوسكوني السياسية فبصرف النظر عما ما ستسفر عنه نتائج اقتراع الثقة فان بيرلوسكوني لم يخرج منها منتصرا في أي حال من الاحوال خاصة بعد التغير الاخير الذي طرأ علي المشهد السياسي الايطالي والذي شهد مولد تحالف يمين الوسط الجديد بين كتلة جان فرانكو فيني المنشق عن بيرلوسكوني وبيرفرانندو كازيني زعيم حزب الوحدة الديمقراطي المسيحي وفرانشيسكو روتلي زعيم كتلة الوحدة من اجل ايطاليا والذي يعد الآن ثالث تحالف سياسي بعد تحالف يمين بيرلوسكوني وتحالف اليسار لم يكن يتوقع سيلفو بيرلوسكوني عندما أراد تلقين فيني درسا أمام مؤتمر الحزب واهانته سياسيا امام الجميع بما دفعه الي الانشقاق عنه ان يعيد فيني ترتيب صفوفة والصعود علي مسرح الحياة السياسية مرة اخري بتكتل اصبح بمثابة شوكة في ظهره لتلقينة ضربة سياسية اكثر قوة واهانة بزعزعة استقرار حكومته ووضعها تحت ابتزاز اصوات كتلته داخل البرلمان بما اعتبرها البعض استراتيجية بداية نهاية مشوار بيرلوسكوني السياسي وابعاده وعدم تمكينه من قيادة الحكومة مرة اخري. واذا كان في الظاهر اقتراع الثقة المنتظر علي حكومة سيلفو بيرلوسكوني سوف يحدد مصير حكومته الا ان ما يتضمنه في الباطن هو تصويت علي وضع نهاية لحياته السياسية وابعاده عن المسرح السياسي فهل سينجح بيرلوسكوني في قلب موازين الامور داخل قاعات البرلمان وسط اغلبية مترددة ومعارضة تتزايد كل يوم قوة وتماسكا ويجتاز اقتراع الثقة حتي لو بأغلبية ضعيفة تسمح له بتخطي مرحلة نهاية مشواره السياسي والصمود علي مسرح الحياة السياسية مرة اخري. وعلي الجانب الاخر أثار موقع ويكيليكس زلزالا سياسيا كبيرا في ايطاليا من خلال تسريبه للوثائق السرية الخاصة بالدبلوماسية الامريكية عن بيرلوسكوني والتي نزلت كالصاعقة عليه وأصبحت تمثل ثقلا سياسيا للنيل منه وقد انتهز زعماء المعارضة ما ردده موقع ويكيليكس عنه طبقا لما سرد بالوثائق الامريكية التي وصفته بعاشق السهرات والحفلات الصاخبة فقد اتهم بيرساني زعيم اكبر احزاب المعارضة بيرلوسكوني بضرب مصداقية ايطاليا وجعلها اضحكوة امام قادة العالم. واعتبر الحزب الديموقراطي وهو ابرز القوي اليسارية في ايطاليا ان »الوثائق التي تم نشرها تؤكد موقفه السابق من بيرلوسكوني وشكوكه في علاقاته المريبة مع رئيس الوزراء الروسي بوتين ومدي ضرب المصادقية الذي تسبب بها بيرلوسكوني لصورة ايطاليا في العالم وتناقلت وسائل الاعلام الايطالية الصور التي نشرتها بعض الصحف الاوروبية الاخري عن بيرلوسكوني »بعنوان« الاحتفالات الصاخبة ليبرلوسكوني. وقد جاء في الوثائق التي سربها موقع ويكيليكس بأن القائمة بالاعمال الامريكية في روما اليزابيث ديبل وصفت رئيس الوزراء الايطالي بانه »غير مسئول ومعتد بنفسه وغير فعال كقائد اوروبي معاصر وانه قائد »منهك جسديا وسياسيا« معتبر انه »لا يستريح كثيرا« بسبب »السهرات الطويلة من »دون نوم« و»جنوحه الي الحفلات الحمراء. وكشفت الوثائق عن مدي قلق امريكا ازاء »العلاقات المفرطة في الودية بين (رئيس الوزراء الروسي) فلاديمير بوتين وسيلفيو بيرلوسكوني« والاتفاق بين المجموعة الايطالية ايني والروسية غازبروم بشأن الخط العملاق لانابيب الغاز المفترض ان يصل روسيا بأوروبا. وعلي الجانب الاخر دعا وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني المجتمع الدولي بالرد علي وثائق و»يكيليكس« التي تضمنت ربع مليون رسالة سرية للبعثات الدبلوماسية الامريكية في مختلف أنحاء العالم. وقال فراتيني: »تلك الحقائق ستؤدي الي تدمير العالم وليس تحسينه كما يريد ويكيليكس ويري بانه »يجب علي المجتمع الدولي التزام موقف موحد دون التراجع امام الأساليب الدبلوماسية والمجازفة بالوصول الي أزمة في الثقة والتي ان أصبحت متبادلة يمكنها عرقلة مسيرات تعاون مهمة ترمي الي حل أزمات كبري في العالم. وكان رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني قد أصيب بنوبة ضحك في رد فعل علي تسريبات موقع »ويكيليكس« الذي تحدث عن »حفلاته الحمراء الصاخبة.