هذه الواقعة اهديها للدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة ليعرف علي الطبيعة ما وصل اليه نظام العلاج علي نفقة الدولة وكان قد سبق أن قاد بنفسه إصلاح الفساد الذي كان قد شاب هذا النظام في الشهور الاخيرة لكن للاسف تحولت كثير من المستشفيات حالياً الي وسيلة لتعذيب وقتل المرضي الفقراء الذين يستحقون فعلا العلاج علي نفقة الدولة إذا انتظروا لصدور مثل هذه القرارات. الواقعة يا سيدي الوزير خاصة برجل مسن عمره سبعون عاما يدعي محمد عبدالمنعم عياد باحدي قري مركز ميت غمر سقط قبل وقفة عيد الأضحي ليحدث له كسر في عظام الحوض وقام نجله علي الفور بنقله الي مستشفي ديرب نجم العام بمحافظة الشرقية لقربه من القرية لكن المستشفي إعتذر عن استقباله أو عمل أي شيء له لعدم وجود إمكانيات أو شرائح لتثبيت هذه الكسور - فاتجه به إلي مستشفي الأحرار العام بالزقازيق بعد أن كان طوال الطريق يحاول ان يطلب من والده أن يتحمل الام الكسر حتي يصل به الي المستشفي وهناك قام المستشفي بعمل اشعة للمريض اثبتت أنه مصاب بكسر في الحوض لكنها ابلغت نجله انها لن تستطيع اجراء العملية لوالده إلا بمقابل خمسة آلاف جنيه علي الأقل وإلا فلينتظر صدور قرار علاج علي نفقة الدولة بعد أكثر من شهر، ولذلك لن تستطيع في هذه الحالة حجز المريض لديها لكن من باب العطف يمكنها أنتثبت له الحوض المكسور بشدادات حديدية انتظاراً لصدور القرار - وبالفعل عاد الشاب بوالده الي القرية وهو يشعر بالحزن الشديد لعدم قدرته علي توفير تكلفة علاجه ولا يعرف كيف يستصدر قراراً سريعاً لعلاجه علي نفقة الدولة وبعد اجازة العيد نصحه البعض بتأجير سيارة لنقل والده الي مستشفي الهلال بالقاهرة لإجراء الجراحة له - وهناك قام المستشفي بعمل أشعة علي نفقة أهل المريض وأكتشفوا ان هناك كسرين بالحوض وليس كسراً واحدا لكن موقفهم كان مثل موقف مستشفي الزقازيق ووعدوه بالسعي في استصدار قرار العلاج علي نفقة الدولة بعد شهر أو أكثر - وعاد الشاب بوالده للقرية مرة أخري وهو في حالة نفسية أكثر صعوبة من آلام والده - لكن بعد مرور يومين بدأت ساق المريض تتورم ويصيبها الزرقة وتزداد الآلام فقاموا بنقله الي مستشفي خاص بالزقازيق ليؤكد الاطباء فيه أنه لابد من اجراء الجراحة له فورا والا سيصاب بغرغرينة وسيضطرون وقتها لبتر الساق - وبالفعل تم اجراء الجراحة بعد ان تدخل الأهل والاصدقاء في توفير تكلفة العملية التي تجاوزت الخمسة آلاف جنيه. عزيزي وزير الصحة أرجو أن تحقق في هذه الواقعة وتسأل هل بعد مرور أكثر من أسبوعين صدر قرار علاج علي نفقة الدولة لهذا المريض الفقير المسن من مستشفي الهلال مع أن صدوره سيصبح غير مفيد بعد أن تم انقاذ حياة المريض لكن في مستشفي خاص أم مازالت اوراق هذا المريض في أدراج مستشفي الهلال؟ وهل يقبل وزير الصحة أن يترك مريضا مسنا لمدة شهر كامل علي الأقل يتألم من كسوره في منزله انتظارا لصدور قرار لعلاجه علي نفقة الدولة.