رجل غامض وبلد محايد.. الرجل هو جوليان اسانج الذي يثير غضب أعتي أجهزة المخابرات وعلي رأسها المخابرات الأمريكية والبلد المحايد هو سويسرا.. وهذا كما ترون تركيبة قد تكون مثالية لرجل غريب الأطوار اختيار ان يفضح مخابرات العالم وان ينشر وثائقها السرية علي موقعه الشهير ويكيليكس.. وبلد عرف دائماً بأنه قبلة للاجئين يذوبون فيه بين بعضهم البعض ويقدم لهم الأمان. ويقول مؤسس »ويكيليكس« انه قد يطلب اللجوء السياسي الي سويسرا وينقل موقعه علي الانترنت الذي يهدف الي مكافحة الفساد الي هناك ليعمل في امان.. وقد جاء أسانج إلي جنيف لالقاء كلمة في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة بناء علي دعوة من منظمات المجتمع المدني السويسري.. واعلن اسانج خلال وجوده في جنيف ان فكرة انشاء مؤسسة في سويسرا المحايدة محل دراسة جدية.. ويقول اسانج ان ويكيليكس سينشر آلاف الوثائق هذا العام لا تخص الولاياتالمتحدة وحدها ولكن تتعلق ببلدان أخري منها روسيا ولبنان.. وهذا يعني أنه لن يكون مستهدفاً من المخابرات الأمريكية فقط وانما من مخابرات هذه الدول أيضاً. وقد يكون ما ساعد أسانج علي التفكير في هذا الاتجاه هو أن السويد قد رفضت الشهر الماضي طلب إصدار رخصة عمل واقامة له بعدما اغضب وزارة الدفاع الأمريكية »البنتاجون« بنشره ما يصل الي 005 الف وثيقة سرية عن الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان.. وكان قد وضع السويد كخيار أول له علي أمل استغلال قوانينها الصارمة في حماية الصحفيين. أسانج استغل وجوده في جنيف كما استغل قيام مجلس حقوق الانسان بجلسات مراجعة لأوضاع حقوق الانسان في الولاياتالمتحدة لعقد مؤتمر صحفي اجتذب الكثير من الاهتمام ودعا فيه واشنطن الي التحقيق في الانتهاكات التي ارتكبتها قواتها بالعراق وافغانستان وهي وقف تحقيقها في شئون منظمته.. وقال: »حان الوقت للمكاشفة بالنسبة للولايات المتحدة مضيفاً ان امريكا معرضة بشدة لخطر أن تضل طريقها«. وقد اختار أسانج أن يظهر في جنيف بنيولوك جديد حيث غير من لون شعره وارتدي نظارة شمسية من الماركات العالمية كما كان ثلاثة من الحراس الشخصيين يلتصقون به دائماً مما يعبر فعلاً عن حجم الخطر الأمني الذي يتهدده. وتشمل السيرة الذاتية لأسانج نقاط ظل غامضة.. فجميع وسائل الإعلام تجمع علي ان اسانج يحتفظ بالكثير من التعتيم بخصوص سيرته الذاتية شأنه في ذلك شأن التزامه الكثير من التكتم علي تنقلاته ومكان اقامته بعد الشهرة العالمية التي حصل عليها موقعه بعد التسريبات المتكررة بخصوص حربي العراق وافغانستان. وتشير المعلومات المتداولة الي انه من مواليد عام 1791 في احدي المدن الصغيرة شمال استراليا.. والي ان والديه كانا ممثلين في مسرح متنقل وانه عرف بحكم هذا التنقل تسجيلاً في 73 مدرسة وفي 6 جامعات مختلفة باستراليا.. واسس اسانج موقع »ويكيليكس« في عام 6002 بهدف تحرير الصحافة والتشهير بالتجاوزات والانتهاكات وحماية الوثائق التي هي اساس كتابة »التاريخ« علي حد تعبيره. في شهر يوليو 0102 تم تسريب 77 ألف وثيقة عن الحرب في افغانستان تلاها تسريب 51 ألف وثيقة عن الحرب في العراق في شهر أكتوبر من نفس العام.. واختار التوجه الي السويد والاقامة هناك نظراً لتمتع هذا البلد بقوانين تحمي الصحفيين ومصادر المعلومات.. ولكن بعد يومين من وصوله الي السويد في 81 أغسطس 0102 وجهت له تهمة الاعتداء الجنسي من قبل شابتين الا انه رفع بدوره ضدهما شكوي قضائية بالكذب والافتراء وعن هذه الحادثة قال اسانج: لست أدري من يقف وراءها ولكنه قد تم تحذيرنا بأن البنتاجون سيقوم بكل الوسائل الدنيئة لتحطيمنا وقد تم تحذيرنا من السقوط في فخ الجريمة الجنسية.. ومنذ ذلك الوقت وهو يتجول عبر العواصم والمدن العالمية.