هل ترشيح الفيلم المصري"رسائل البحر "لجائزة الاوسكار لافضل فيلم أجنبي باطل ؟ الاجابة علي هذا السؤال تكمن في اللائحة التي وضعتها الأكاديمية الامريكية لعلوم وفنون السينما التي تشرف علي منح جوائز الأوسكار لافضل فيلم أجنبي والتي تنص علي انه لابد ان يتم الترشيح عبر هيئات سينمائية غير رسمية ؛ اي لا تتبع الاجهزة الرسمية للدولة حيث تقول لائحة الترشيح "كل بلد مدعو لتقديم ما تعتبره أفضل فيلم لأكاديمية الفنون والعلوم السينمائية والترشيح ينبغي القيام به من قبل هيئة محلفين أو لجنة مؤلفة من الناس من صناعة السينما بعيدا عن الشكل الرسمي وأسماء الأعضاء يجب أن ترسل إلي الأكاديمية. قبل موعد التقدم ويتم قبول فيلم واحد فقط من كل بلد." واللجنة التي تم تشكيلها لاختيار الفيلم المصري برئاسة الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب وتضم في عضويتها الفنانين محمود ياسين وليلي علوي ومحمود قابيل والمخرجان سمير سيف وإيناس الدغيدي والنقاد رفيق الصبان ولويس جريس وأحمد صالح تخالف بشكل صريح وواضح لائحة الاكاديمية فوزارة الثقافة تصر علي أن اللجنة مستقلة رغم كونها مشكلة بقرار من وزير الثقافة فاروق حسني مما يجعلها لجنة وزارية وليست مستقلة كما أن من يرأسها كاتب لا علاقة مباشرة له بالسينما ولا تضم في عضويتها أيا من المنتجين المصريين. يقول الناقد طارق الشناوي : بالفعل هناك مخالفة واضحة للائحة أكاديمية علوم وفنون السينما التي تشرف علي منح جوائز الأوسكار لافضل فيلم أجنبي بخصوص اللجنة التي يتم من خلالها اختيار الفيلم المصري الذي يشارك في مسابقة افضل فيلم أجنبي . واضاف: كان المركز الكاثوليكي هو الذي يختار الفيلم المصري وذلك من خلال عدد من السينمائيين الذين يختارهم المركز بناء علي ثقافتهم السينمائية الواسعة وان يكونوا علي دراية تامة بما وصلت اليه صناعة السينما في العالم واستمر المركز يقوم بدوره حتي عام 2004 حيث كان أخر فيلم قام بترشيحه هو فيلم "سهر الليالي "وفجأة سحبت وزارة الثقافة من المركز مهمته وقام وزير الثقافة بتشكيل لجنة للاختيار مما يعد مخالفة للوائح الاكاديمية والتي تشترط عدم تبعية اللجنة لاي جهة رسمية . ويضيف الناقد د.وليد سيف: يجب الالتزام باللوائح التي تصدرها الهيئات والجهات المنظمة للمسابقات المختلفة علي مستوي العالم ولا يجب التحايل عليها وطالما أن الاكاديمية الامريكية اشترطت في لائحتها ان تكون الجهة التي ترشح الفيلم المصري للاوسكار تكون أهلية فلابد ان نلتزم بذلك وإلا سيضيع مجهودنا في الترشيح والدخول للمسابقة وعندنا بمصر العديد من الهيئات الاهلية التي يمكن ان تقوم بذلك مثل "جمعية كتاب ونقاد السينما او نقابة السينمائيين وغيرهم ويكمل د.وليد سيف : لماذا نسلك الطريق الخطأ من البداية ونحن في إمكاننا ان نسير في الطريق الصحيح وهناك العديد من الامور تثير علامات الاستفهام وامور كثيرة يحدث فيها تدخل من وزارة الثقافة بدون مبرر الا محاولة السيطرة عليها فمثلا مهرجان القاهرة السينمائي أسسته جمعية كتاب ونقاد السينما وفجأة اخذته وزارة الثقافة وسيطرت عليه واصبح تابع لها ماليا واداريا ؛ وايضا الترشيح لجوائز الاوسكار كان يقوم بها المركز الكاثوليكي لسنوات طويلة وفجأة تدخلت وزارة الثقافة وسيطرت علي الترشيح فاصبحت المسالة فيها نوع من التمادي واللامبالاة. محمد قناوي