نعم .. ماحدث في جامعاتنا خلال الأسابيع القليلة الماضية من تظاهرات واعتصامات وإضرابات وتطاول علي القيادات الجامعية من قبل مجموعة من الطلاب داخل هذه الجامعات أومجموعات طلابية أخري جاءت من خارج هذه الجامعات يؤكد أن مايحدث عملية ممنهجة ومقصودة وبدأت بعض القوي السياسية تستخدم طلاب الجامعات لتحقيق مآربها وهذا هو أخطر مايواجه الجامعات الآن إذا دخلتها الصراعات الحزبية، أقول هذا بعد خبرتي الصحفية التي امتدت علي مدار 35 عاما في شئون الجامعات ، لأنه ليس من المعقول أن تتم كل هذه الأحداث خلال أسابيع قليلة في كل من جامعات المنصورة وعين شمس والإسكندرية والقاهرة والأزهر وحلوان وبني سويف بل وطالت الجامعات الخاصة مثلما حدث في جامعتي مصر الدولية والجامعة البريطانية وجامعة النهضة وحتي المعاهد العالية الخاصة كما حدث في معهد الطيران بإمبابة مع اختلاف الذرائع والأسباب التي يلجأ اليها البعض في كل جامعة لتأجيج مثل هذه الانفلاتات غير الأخلاقية من قبل هذه النوعية من الطلاب الذين لايزيد عددهم علي عدة مئات لكنهم أصبحوا يهددون مستقبل 2 مليون طالب بجامعاتنا ويضرون بهم خاصة أن الامتحانات أصبحت علي الأبواب . لن يستطيع طالب بأي من هذه الجامعات أن يقنعني بأي حق له أو لغيره خاصة عندما أجده يتطاول ويعتدي علي أساتذته الذين ذهب إليهم لكي يعلموه ويعدوه ليكون فردا نافعا في المجتمع، أو أن يقنعني بأن المطالبة بالحقوق تأتي من خلال الاعتداء علي هذه القيادات ومحاصرة مكاتبها والهتاف بضرورة إقالتها كما حدث مع د0أحمد أمين حمزة رئيس الجامعة البريطانية وهوعالم جليل حصل علي أعلي الشهادات العلمية في مصر وخارجها ثم يتم تهريبه من الأبواب الخلفية إنقاذا لحياته مما دفعه لتقديم استقالته علي الفور بعد أن أصابته الصدمة في جيل هذه الايام من طلاب الجامعات ، بل ووصل الأمر إلي مطاردة العمداء حتي منازلهم من قبل هذه النوعيات من شباب جامعاتنا بهدف الاعتداء عليهم دون التأثر بآداب التعامل مع كل من علمني حرفا، ودون احترام لمكانة ومهابة أساتذة الجامعات الشرفاء ، والتعامل معهم وكأنهم شياطين ومنحرفون وأن تحصل هذه النوعية ذات الخبرة والثقافة شبه المنعدمة وبدون وجه حق علي آلية محاسبتهم ، نعم كل من يخطئ منهم ويثبت خطأه فليتم محاسبته بالقانون من جهة الاختصاص مثله مثل أي فئة في المجتمع ، لكن لايكون ذلك بالبلطجة والتطاول والهتاف بألفاظ بذيئة في مكان من المفترض أن يكون مكان العلم والأخلاق . ولايمكن أن أقبل خروج تظاهرات من كلية الهندسة بجامعة القاهرة وعدد من طلاب كلية التجارة بها ومحاصرة دار القضاء العالي للمطالبة بالإفراج عن الطلاب المقبوض عليهم رهن التحقيق الآن في أحداث جامعة المنصورة دون أن يبرر لي أحد من الذي ذهب بهؤلاء الطلاب من جامعة القاهرة إلي جامعة المنصورة في نفس التوقيت الذي جاءت به عناصر خارجة عن الجامعة من ثلاث محافظات ليجتمعوا معا لترويع الجميع داخل الجامعة وتحدث الإصابات المتعددة بطلابها كما شاهدنا والتي تم فيها لأول مرة داخل الحرم الجامعي استخدام أسلحة الخرطوش!! ومع مناداتي بضرورة توفير الأمن الكامل لجامعاتنا وهذه مسئولية الدولة في المقام الأول وبالصورة التي تراها وتوفير كل احتياجاتها المادية لتحقيق ذلك بعد أصبحت الجامعات غير قادرة علي توفير هذه الأموال من ميزانيتها الحالية التي قامت الدولة بتخفيضها لهم أيضا ، لكنني مع قرار المجلس الأعلي للجامعات أول أمس بأنه سيتم اتخاذ إجراءات حاسمة من قبل الجامعات خلال الأيام القادمة مع الخارجين علي القانون والنظام خاصة بعد أن أعلن المجلس دعمه لكل القرارات التي اتخذتها قيادات جامعتي المنصورة وعين شمس في مواجهة الأحداث المؤسفة بهما، لكن أرجوأن ينجح المجلس والدولة في تنفيذ ذلك حتي لانترك قيادات هذه الجامعات في مواجهة من أرادوا أن تكون البلطجة هي وسيلتهم في التعامل مع أساتذتهم.