ماحدث في جامعة المنصورة الثلاثاء الماضي مهزلة بكل المقاييس وجرس إنذار يؤكد أن جامعاتنا أصبحت بالفعل في خطر خطر من البلطجة، وخطر من استخدام بعض القوي السياسية والحزبية لطلاب الجامعات لتحويلها إلي ساحة من العراك السياسي خاصة وأنني لأول مرة أشاهد بعض العناصر من خارج الجامعة تدخل حرمها وتستخدم سلاح الخرطوش والشوم والعصي لترويع كل مافيها ونكتشف أن هذه العناصر تم تجميعها من عدة محافظات وجاءت لتدخل الجامعة بسهولة لعدم وجود أمن جامعي علي أبوابها، وتروع الطلاب والأساتذة والعاملين بالجامعة لمدة تسع ساعات كاملة !! وتعتدي علي البعض !! وتحاصر البعض الآخر في مكاتبهم !! وتعتدي علي مكتب رئيس الجامعة وتهتف بإقالته علي خلفية مقتل طالبة بالجامعة في حادثة مؤسفة وقعت بالخطأ منذ أكثر من عشرة أيام بعد أن دهستها سيارة أستاذة جامعية لاعلاقة لها بالطالبة علي الإطلاق ، وهذه الحادثة مازالت محل تحقيق من النيابة العامة ولادخل للجامعة كإدارة في هذه القضية من قريب أو بعيد ، ولادخل لرئيس الجامعة أيضا حتي يتم محاصرة مكتبه والمطالبة بإقالته من جانب شباب وبلطجية جاءوا إلي الجامعة من عدة محافظات. إن أخطر مافي هذا الموضوع ماظهر عندما بدأت نيابة أول المنصورة في الدقهلية في اليوم التالي التحقيق بتهم البلطجة واقتحام جامعة المنصورة مع 21 ممن أطلقوا علي أنفسهم أعضاء حركة »أحرار« الذين جاءوا من محافظات القاهرة والإسكندرية والجيزة والغربية يرتدون ملابس موحدة عبارة عن تشيرتات سوداء مكتوب عليها "لاإخوان ولاسلفيين إحنا شباب بيحب الدين " ولاأعرف أي دين هذا الذي يدعوهم للقيام بما قاموا به !! لقد بدأت الأحداث بتجمع آلاف الطلاب من مختلف القوي السياسية، داخل الحرم الجامعي، في نفس المكان الذي لقيت فيه الطالبة جهاد موسي، مصرعها، بعد أن دهستها سيارة أستاذة بكلية الطب، وفوجئ المتظاهرون بقدوم المئات من أعضاء حركة »أحرار« وتوجهوا إلي مبني إدارة الجامعة، وحاصروه ومنعوا خروج الموظفين ويطالبون بإقالة رئيس الجامعة، بينما رفض بقية الطلاب المشاركين من القوي السياسية ما سموه »تسييس القضية«، وقال شهود عيان أن أعضاء هذه الحركة اعتدوا علي أحد الطلاب من كلية التجارة أثناء محاولته إخراج والدته الموظفة بالجامعة، وهو ما دفعه للاستعانة بطلاب من كليتي التجارة والحقوق وعدد من الكليات الأخري لفض حصار المبني، وتبادل الطرفان الرشق بالحجارة مما تسبب في إصابة 32. وفي المقابل هددت حركات إسلامية مناصرة لحازم صلاح أبوإسماعيل كما نشرت الصحف بمحاصرة وزارة الداخلية احتجاجا علي اعتداء الأمن علي أعضاء حركة »أحرار« أثناء أحداث جامعة المنصورة. إن ماحدث خطير جداً ويفرض علينا ضرورة التفكير مرة أخري في عودة الحرس الجامعي لكن ليس بصورته القبيحة التي كانت قبل ذلك يعود الحرس الجامعي لتأمين مداخل الجامعات ومخارجها ، ويحرس منشآتها ، وحتي يشعر الجميع أنه آمن داخل كليته أوداخل معمله ، ولايكون لهذا الحرس الجامعي أي علاقة بأي نشاط طلابي ، ولايكون له أيضا سواء هو أو جهاز الأمن الوطني أي دخل بأي تعيينات تتم في أي كلية من الكليات أو أي اجتماعات أو أي نشاط ثقافي ، وتكون مهمته فقط هي حراسة الجامعة كمنشأة مثل أي منشأة هامة في مصر التي تحرسها الشرطة الآن 0 لقد آن الآوان أن نفكر بعقلية مفتوحة في إعادة الحرس الجامعي حفاظا علي طلابنا وبناتنا ومنشآتنا من أعمال البلطجة بعد أن انتقلت للأسف حرب الشوارع داخل هذه الجامعات وحتي لاتقع كوارث بها قد نندم عليها بسبب تأخرنا في اتخاذ هذا القرار.