هل لديك ما تخفيه عن كل الناس؟ ليس هناك انسان في هذه الدنيا. لا يوجد في صدره سر أو أسرار، يحرص علي أن تظل في طي الكتمان، حتي عن أقرب المقربين إليه!.. وكل واحد فينا يعلم ذلك تماما بينه وبين نفسه، يمشي الانسان وسط الآخرين زاعما ومتظاهرا أنه شبه ملاك، ويقول إنه واضح وأنه صادق، ويقول عن نفسه أنه ككتاب مفتوح، لا توجد فيه أسرار يخجل منها ويخفيها عن الناس، لكنه يعلم تماما، وأيضا بينه وبين نفسه، كم من الأسرار والأحداث. التي يخفيها في »مقبرة خفية« في أعمق أعماقه! كل انسان يعرف متي وكيف أخطأ ذات يوم، وأي شئ فعله وارتكبه دون أن يعلم الناس.. وحياة كل انسان سلسلة من الأخطاء والخطايا الكبيرة والصغيرة، ويمشي بين الناس متظاهرا بالبراءة، بينما يحمل في صدره »قتلي أخطائه وخطاياه«! وبعض الناس تظل أبواب مقابر أسرارهم الشخصية مغلقة »بالضبة والمفتاح«، لا تنفتح ربما حتي لحظة يذهبون هم أنفسهم إلي مقابرهم.. وبعض الناس يفشلون في إخفاء أسراراهم حتي النهاية، وبعضهم يفضح نفسه بنفسه، بل وقد يتباهي بكشف أسراره أمام الناس، والبعض يخدعه الآخرون ويستدرجونه باستغلال الغفلة والطيبة، والثقة التي ليست في محلها! لكن بعض الأسرار يجب أن تظل داخل الانسان حتي يموت، وحتي الأسرار التي تتعلق بالآخرين، والتي قد تؤثر عليهم أو علي من يهمونهم، وأنا أفضل الموت وفي داخلي سر قد يفضح إنسانا، أو يؤذي حياة إنسان وسمعته وسيرته بين الناس، علي أن أكشف أو أذيع أسرار من ائتمنني علي سر يخصه. لكن فضيحة النفس أو الغير، طبع من طباع البشر، والناس يقولون لكنهم لا يصدقون، أنه إذا كان الكلام من فضة فالسكوت أحيانا من ذهب. ويوم الحساب، هو الوقت الوحيد الذي يكون فيه الإنسان بلا أسرار، حيث يقف عاريا مجردا من كل ستر أو سر، وساعتها لا غموض فيه، وساعتها فقط ولأول مرة سوف يعرف كل إنسان حقيقة نفسه! وأنا أتمني أن تكون أسراري يوم الحساب العظيم. في صالحي وليست ضدي، وأن تذهب إلي ميزان حسناتي، وليس إلي كومة سيئاتي. وأتمني في ذلك المشهد أن لا أخجل من سر كتمته. يارب.. لا أريد الفضيحة أمامك!