الوان مختلفة من العذابات والمهانات ذاقها المصريون علي يد النظام السابق ولم يدخر النظام الجديد جهدا في الابقاء عليها وكانها ارث تاريخي بل وللحق فقد زاد عليها لونا جديدا من ألوان المهانة وهو السحل العقلي!! أصبح لزاما علينا في عهد من يعتقدون أنهم سدنة الدين أن نصدق ما يقولون وتقبل ما يفعلون دون ان ترتكب جريمة محاولة الفهم أو اقتراف ذنب التفكير . من أهم اعراض حالة السحل العقلي ان تتعرض لها جميعا أن تشاهد الاصرار الاخواني المريب علي تمرير قانون الصكوك بعيدا عن الازهر منتهكين دستورهم غير عابئين بغضب السلفيين ولا يستقر في يقينك أن اصول مصر باتت في خطر وان امرا ما يحاك لها في الخفاء، بل وعليك أن تخدع ذاتك وتستسلم بكامل ارادتك لنوبات السحل العقلي!! أزمة قانون الصكوك لا تفضح اساليب وممارسات فاشلة وشائنة تسعي للاستحواذ والهيمنة بقدر ما تفضح مناخ عام من الاكاذيب المركبة التي غدت تصاهرنا كانها قدر محتوم فالمجلس الذي تصدي لغزوة الصكوك الاخيرة هو ذاته كوكتيل من الخدع التي تناولها المصريون في غفلة منذ ان كان مجلسا للشوري مطعونا في شرعيته آيلا للسقوط والحل يتحول باعلان دستوري باطل إلي مجلس تشريعي محصن غير قابل للحل !! في حلقة أخري من حلقات الخداع يدعي من حصنوا هذا المجلس انه لن يصدر تشريعات إلا في اضيق الحدود لنفاجأ بانه يصدر اخطر القوانين التي تتعلق بمصائرنا ومصائر اجيال قادمة. اقتنص لحظة استشفاء عابرة من سحل العقول المقصود واسأل لماذا خسرنا أكثر من 053 مليار جنيه من اموالنا منذ قيام الثورة وحتي الآن هل حصلنا علي الديمقراطية وهل نزفنا كل هذه الارواح والدماء من أجل أن يستمر الاستبداد؟! هل يعي الجبابرة أن حسابا عسيرا قد يأتي غدا لا كرسي فيه يؤويهم ولامناصب تحميهم؟!