عندما يعلن شخص ما، أنه ذاهب للعلاج في سويسرا، يترك لدي الآخرين انطباعاً بأنه سيعود من هناك في أتم صحة وعافية، مستعيداً شبابه وحيويته ونشاطه.... والواقع أنهم هناك، في مصحات سويسرا الشهيرة، يقومون بفحوص كثيرة وكبيرة، وغالية الثمن بالطبع، ويخرجون منها بنتائج مثالية، عن حالة الشخص وكل ما يعاني منه.... إلي هنا والموضوع تمام وفل الفل.... وإلي هنا أيضاً تنتهي نقطة تفوَّقهم، وتبدأ مشكلتهم. فبعد كل هذا، يتحوَّل المريض أو حتي الشخص الذاهب للاستشفاء، إلي فأر تجارب للسادة السويسريين، فتبدأ عملية علاجه وحقنه بعقاقير عجيبة وغريبة، لم تختبر بواسطة هيئة الأدوية والأغذية الأمريكية، أو حتي الأوروبية، بل والأدهي أن تلك المصحات تعتبر أن المواد العجيبة وغير المصرَّح بها، والتي تحقن بها نزلاءها، سراً حربياً ترفض الإفصاح عنه. وهذا أمر يخصها، لو أن الأمور مرَّت بسلام، ولو أن المريض شفي، أو النزيل استعاد نشاطه، علي الرغم من أن القانون الدولي يحتم معرفة أي مريض لما يعالج به، ويصرَّ علي أن يشرح الطبيب أو المعالج للشخص كل تفاصيل العلاج، قبل استخدامه معه. ومصحات سويسرا اللطيفة تأخذ منك الملايين، ثم ترفض أن تتبع القانون الدولي، وتخبرك بما تعالج به، فتحقنك بمواد بيضاء، وبنية، وبرتقالية، وزرقاء، وكأنك ذاهب لتحسين ألوان ملابسك أو جسدك أو كأنك بالنسبة لهم لوحة زيتية، ينبغي أن تكتمل. وسيكون من حسن حظك وطالعك، أن تخرج من تلك المصحات سليماً، ليس مستعيداً نشاطك وحيويتك، بل محتفظاً بهما علي الأقل؛ لأن النتائج التي شاهدتها، علي من وقعوا في الفخ، وصدَّقوا خدعة المصحات السويسرية، كانت مخيفة، تجعلني أصرخ محذراً كل شخص، يفكَّر في الذهاب إلي تلك المصحات، من ألا يفعل..... وللحديث بقية..