عبدالغفار شكر تصدت الحركة الطلابية لسياسات أنور السادات في السبعينيات ونجحت في الضغط عليه للتعجيل بحرب التحرير، وعارضت توجهه نحو الانفتاح الاقتصادي علي حساب الفقراء، والصلح المنفرد مع إسرائيل، وكانت مشاركة الطلاب في الانتفاضة الشعبية 81 و91 يناير 7791 عاملا مهما في قراره تصفية المشاركة السياسية للشباب عموما والطلاب خصوصا، فألغي منظمة الشباب الاشتراكي التي حققت أوسع عملية تثقيف سياسي فعالة في تاريخ مصر الحديث، وصدرت لائحة طلابية جديدة للاتحادات الطلابية تمنع الطلاب من انتخاب ممثليهم في هذه الاتحادات وتمنع مشاركتهم في مناقشة القضايا الوطنية والمشاكل المجتمعية، وتوسعت مباحث أمن الدولة في التضييق علي الطلاب، فصادر بذلك حق الشباب والطلاب في المشاركة السياسية، وحرمت أجيالا متعاقبة من اكتساب خبرة العمل الجماعي والممارسة الديمقراطية، وتم تجفيف منابع العمل السياسي في المجتمع، وشهدت مصر فراغا سياسيا وحرمت الأحزاب السياسية من كسب عضوية جديدة فأصابها الهزال وتراجعت فعالية نشاطها السياسي طوال عشرين سنة من 0991 حتي ثورة 52 يناير عندما دعت حركات شبابية تشكلت خارج هذه الأطر الرسمية إلي مظاهرات 52 يناير وفتحت الباب أمام المصريين جميعا للعودة إلي السياسة من جديد، واجتذبت إلي ساحة العمل السياسي ملايين الشباب، وعادت الحيوية إلي الجامعات المصرية والمدارس الثانوية، وشهدت الجامعات ارتفاع المنافسة في انتخابات الاتحادات الطلابية، وتؤكد نتائج الانتخابات الأولية ان هيمنة الاخوان المسلمين علي الاتحادات الطلابية بدأت تتراجع، وان الطلاب المنتمين إلي التيارات السياسية الأخري فازوا بأغلبية الاتحادات الطلابية في معظم الجامعات، ونشأ توازن جديد في الحركة الطلابية يفتح الباب أمام تعزيز المشاركة السياسية في المجتمع كله من خلال الأجيال الجديدة من الطلاب التي ستغذي المجتمع بقيادات شابة مؤهلة، كما كانت تفعل من قبل قيادات جديدة راغبة في عضوية الأحزاب السياسية وهو تطور مهم ستكون له نتائج ايجابية بالنسبة لمستقبل مصر لأن الأحزاب السياسية هي المؤسسات القادرة علي استيعاب وتنظيم الجماهير ودمجها في العملية السياسية والمنافسة السلمية علي تداول السلطة وتحقيق الاستقرار في المجتمع مع نضج التعددية الحزبية واستكمال مقومات التحول الديمقراطي واتاحة الفرصة للمشاركة في العمل الوطني وبناء المجتمع.