في الحقيقة نحن مازلنا لانعلم شيئا عن أفريقيا، نراها من الزاوية الضيقة لبطولات كرة القدم وصورة الفقراء والعرايا وضحايا الانقلابات العسكرية في نشرات الأخبار ولا يعلم الكثيرون منا أن في افريقيا سينما طموحة بل إن في دولة مثل بوركينافاسو -التي تعرف عليها المصريون لأول مرة في كأس الأمم الافريقية عام 8991- مهرجانا سينمائيا كبيرا هو مهرجان فيسباكو الذي يعد واحدا من أعرق مهرجانات السينما في القارة السمراء. الحديث عن مهرجان فيسباكو الذي أقيم حفلا افتتاحه وختامه في ستاد وجادوجو الشهير صاحب الذكريات الكروية الجميلة للمصريين يأتي في ظل صعود جريء للسينما الأفريقية خلال السنوات الأخيرة خاصة ان المد الفرانكفوني اتضحت أياديه البيضاء علي مستوي الانتاج وجودة الصناعة فيما تقدمه دول مثل كوت ديفوار والسنغال. جائزة "حصان ينينجا الذهبي" وهي الجائزة الرئيسية للمهرجان كانت هذا العام من نصيب المخرج السنغالي الفرنسي آلان جوميس عن فيلمه "أوجوردي" الذي يدور حول قصة رجل يعرف انه ميت فيقرر أن يقضي ماتبقي من عمره متجولا في شوارع داكار! تعرفت علي مهرجان فيسباكو عن قرب منذ عامين خلال ندوة خاصة اقيمت للمهرجان علي هامش مهرجان طنجة للفيلم القصير بالمغرب وهو ماكشف عن تواصل مستمر بين المركز السينمائي المغربي وصناع السينما ومنظمي المهرجانات السينمائية الكبري في أفريقيا بل امتد هذا التواصل الي تعاون ودعم مشترك للأفلام.. ونفس الحال يتكرر في الجزائر وتونس، بينما تغيب مصر عن المشهد بشكل مثير للدهشة باستثناء مشاركة الصديق العزيز المخرج والناقد أحمد عاطف كعضو لجنة تحكيم في دورة هذا العام من فيسباكو وهو من اوائل من ألقوا الضوء علي هذا المهرجان بل ولديه طموح كبير في أن تتواصل السينما المصرية مع نظيرتها الأفريقية ولكن فاته وفاتني أن صناع السينما المصرية ونجومنا من مرهفي الحس والمشاعر لن يصمدوا أمام لدغات الناموس البوركيني.. بصراحة قلبي الضعيف لايحتمل.