فاجأني المهندس حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة الخارجية، كما فاجأ الكثير، بتصريحاته عن إنشاء مدن للمعارض والمؤتمرات باستثمارات 1.3 مليار دولار.. حيث أكد أن الوزارة انتهت من إعداد استراتيجية شاملة وطموحة لتنمية منظومة المعارض والمؤتمرات يتم تنفيذها علي خمس سنوات خلال الفترة من 2014 2018. وحيث أنني متابع ومهتم ببرامج التنمية علي أرض المحروسة، من منطلق إيماني العميق بأن بناء مصر الجديدة لن يكون إلا بجهود المخلصين من أبنائها الصادقين.. هذا ما جعلني أقرأ تصريحات وزير الصناعة كاملة في هذا الشأن، وإنصافا للحق، وإعمالا لمبدأ إرجاع الفضل لأهله، فقد وجدت المهندس شريف سالم رئيس مجلس إدارة هيئة المعارض والمؤتمرات السابق، حاضرا في كل كلمة تحدث بها وزير الصناعة عن هذا المشروع العملاق، بكل تفاصيله وأرقامه ودراساته وخططه المستقبلية، حتي ذكر تفاصيل اتفاقياته، وتصورات ما ستؤول إليه نتائج تنفيذ المشروع، وفرص العمل التي ينتظر توفيرها، طبقا للدراسات المعدة.. وإشهادا للحق فإن المهندس شريف سالم هو صاحب هذا الجهد، ويرجع له كل الفضل في التخطيط والإعداد لهذا المشروع بكل حيثياته، وان كان لغيره من فضل فهو لشركائه من زملائه وأبنائه من شباب العاملين بالهيئة، والذي كان لهم بمثابة المايسترو القائد لفرقة موسيقية متناغمة، أحسن اختيار أعضائها من شباب مصر الذين كان المهندس شريف شديد الإيمان بقدرتهم علي بناء الوطن، والنهوض به إلي مصاف دول العالم المتقدم في هذا المجال، حيث كان دائم التأكيد علي أننا كمصريين نملك حضارة وتاريخ لا تضاهيها أي حضارة في العالم، ويري أن التاريخ الحضاري لمصر بدءا من الحضارة الفرعونية، ومرورا بالقبطية، وانتهاء بالحضارة الإسلامية، هو خير ضامن لنجاح الاستثمار في مثل هذه الصناعة، التي نهضت الكثير من دول العالم المتقدم، نتيجة لإعمالها. والمنصف للحق لا يمكنه إغفال ما عاني منه المهندس شريف في مواجهة معوقات النظام البائد، والتي فرضت عليه الكثير من المعارك في سبيل تحقيق وبناء هذا المشروع العملاق، ولكنه أصر علي مجابهة الصعاب، مثل الكثير من شرفاء هذا الوطن المتمكنين من مؤهلاتهم الابتكارية في الاستثمار، وإدارة الأعمال، والقادرين علي الإنجاز واجتياز الصعاب، فكان له كل الفضل في إجادة التخطيط وإعداد إلدراسات المتكاملة، مما مكنه من بدء اتخاذ الخطوات التنفيذية، حيث تغلب بحرفيته ومهارته الاستثمارية علي طرح رؤيته لتنفيذ هذا المشروع بتمويل ذاتي دون اعتماد علي موازنة الدولة، وهو ما دعاه لبذل مساعيه نحو الاستفادة من تمويل صيني، يسدد بالكامل بعد اتمام إنجاز المشروع، والإتيان بثماره ويتم السداد من عائده، وهو ما يجنبنا إجهاد خزانة الدولة. وإن كان المهندس شريف قد راح ضحية مطالب فئوية لبعض العاملين بهيئة المعارض والمؤتمرات، وهو ليس مسئول عنها، لأن مثل تلك الأمور يرتبط بموازنة الدولة، فإن الحق والعدل يفرض علينا، وفي مقدمتنا المهندس حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة الخارجية، ود. هشام قنديل رئيس الوزراء، ود. محمد مرسي رئيس الجمهورية، إعادة الفضل لأهله، عرفانا بكل جهد هو بذله حبا في مصر.. وخاصة أن كل ما سعي إليه أكدت الأيام والدراسات صدق مؤداه ومسعاه وصنعه، بل جاء اليوم ليتباهي غيره بما كان له فضل إنجازه! حقا.. إن الأيام والأزمات وما نشهده من تعثر في الاقتصاد، وخيبة للاستثمار تضاءلت معها الفرص، لهي من دواعي الانتباه واليقظة، مما يوجب علينا حفظ الحقوق للمجتهدين من أبناء الوطن، ليكتمل البناء دون غبن لأي مواطن شريف حرص علي بذل جهده وفكره، وأحسن في عمله لإعلاء وطنه.. وتحيا مصر.