ومن نكد الدنيا علي الحر أن يري عدوا له ما من صداقته بُدً ومن نكد الدنيا أيضا أن تكتشف وبما لا يدع مجالا للشك أن هناك في دائرة علاقاتك المقربة جدا من تتصور أنهم حلفاؤك بينما هم في حقيقة الأمر ألد الخصام.. هم العدو.. هم الذين يكرهونك ويبغضون كل ما يمثل لك الخير. هم الكارهون المبغضون المتأبطون شراً.. المدبرون بليل لكل ما يمكن أن يسوءك أو يضرك أو يعكر صفوك وهناءتك وهم لا يعلمون أنهم لو اجتمعوا ليل نهار علي أن يصيبوك بشيء لن يستطيعوا أن يصيبوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولأنهم لن يصلوا أبدا إلي ما وصلوا إليه من مناصب لا يستحقونها إلا بطرقهم السرية في عوالمهم السرية التي عاشوها وقضوا فيها معظم سنواتهم تحت القهر والتقزيم والاستبداد فإنهم لن يتورعوا أن يبثوا سمومهم وأحقادهم وكراهيتهم في كل تصرفاتهم مهما حاولوا إخفاء مشاعرهم البغيضة هم العدو.. فكن منهم علي حذر.. ويقظة وتأهب هم الحاقدون.. هم المزيفون.. هم الأقزام الصغار.. هم الخبثاء الذين لا يريدون لك إلا الشر المستطر هم الذين لايدبرون إلا في الخفاء ويبتسمون في وجهك الابتسامات الصفراء العريضة.. ابتسامات بلاستيكية لزجة كريهة.. قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم اكبر.. لا تنخدع ولا تصدق منهم أي كاذب هم المتسترون بالابتسامات والآيات والاحاديث والقيم هم أبعد ما يكونون عن الاخلاق وعن أي قيم دينية أو دنيوية لا يفت في عضدك ما يريدون أن يجعلوك عليه فأنت الأكبر وأنت الأقوي وأنت الأعلي وأنت الأبقي والأغني وأنت الأطهر والأنقي لا تصالحهم ولا تتعامل معهم إلا بما يليق بأحجامهم الصغيرة وكياناتهم المبتسرة الناقصة المشوهة فلن يستطيع فيهم أي جاهل أن ينقص من قدرك أو يمنحك ما يجعلك أكبر من حجمك.. لا تصدقهم ولا تنساق لأكاذيبهم ونفاقهم وخداعهم.. ولا ينطلي عليك مسوح الطيبة والرهبنة المزيفة والزهد المتكلف المزيف. اصبر واحتسب أجرك عندالله وقاتل وناضل من أجل حقك.. لا يضيع حق وراءه مطالب وقل حسبي الله ونعم الوكيل وتذكر قوله تعالي »ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين« فاصبر واحتسب ولا تفرط أبدا في حقك فالله ناصرك ومؤيدك ومعضدك بنصر مبين.