على بدرخان المخرج السينمائي الكبير علي بدرخان، مخرج من طراز فريد، قدم العديد من الأفلام التي تركت بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية. انه رجل يعتز بمصريته، ويتمتع بثقافة واسعة، وهو يؤمن إيمانا عميقا بدور الفن في علاج قضايا الوطن. ورغم انه مقل في انتاجه إلا ان أفلامه قوية شامخة، تمتع المشاهد لأنها انبثقت من معاناة الجماهير تعبر عن واقعهم، تحلل مشاعر البشر برهافة وصدق، فتكشف الخلل القائم بحثا عن العلاج. ولد عام 6491، وهو ابن أحد رواد السينما المصرية المخرج أحمد بدرخان، درس الاخراج في المعهد العالي للسينما وحصل علي البكالوريوس عام 7691. بدأ حياته الفنية مساعدا للاخراج مع والده، كما عمل مساعدا للمخرج يوسف شاهين والمخرج فطين عبدالوهاب. في عام 2791 أخرج أول أفلامه »الحب الذي كان« بطولة سعاد حسني ومحمود ياسين، وقد أعلن هذا الفيلم عن ميلاد مخرج مصري جديد له رؤيته الخاصة وأسلوبه المتفرد في تناوله لمختلف الموضوعات بموضوعية وجرأة وذلك مثل قضية مراكز القوي في فيلم »الكرنك« ومشكلة صناعة الديكتاتور في فيلم »الجوع«. لم يقف في أفلامه عند مناقشة القضايا السياسية إنما تناول برؤية معاصرة التراث الشعبي في فيلمه »شفيقة ومتولي« ولأن المخرج الكبير مواقفه دائما واضحة وآراؤه حاد وةوجهة نظره لا تقبل المناقشة، بحثت عنه »أخبار اليوم« بعد أن خفت عنه الأضواء، لنتعرف علي آرائه وأفكاره.. فسألته أين أنت الآن؟ حاليا مشغول بمشروعي الثقافي الذي أقمته بفيلا خاصة بمنطقة الهرم، ليكون مركزا إبداعيا لفنون السينما ويتضمن ورش عمل فنية وثقافية ومعارض للفن التشكيلي وندوات للمهتمين بالسينما والثقافة والرسم والموسيقي. كما انني مشغول أيضا بتدريس مادة الاخراج بمعهد السينما. البعد ليس قراري .........؟ البعد عن الاخراج ليس قراري، فالسينما صناعة يجب أن تكسب ولذلك عندما أجد الموضوع الذي يكسب وفي نفس الوقت يلائم ذوق الجمهور، واقتنع به أنا شخصيا لا أتردد أبدا في الاقدام عليه. .........؟ مشغول جدا بمتابعة الأحداث علي القنوات المختلفة. ويضايقني بل يغضبني جدا الحالة التي وصل إليها الإعلام، بسبب مجموعة من مقدمي البرامج الذين يتصورون أن »دمهم خفيف« ويقدمون البرامج ليقولوا رأيهم في الأحداث، وهو ليس عملهم أو وظيفتهم. فكل شيء له أصول ويمكنهم التعبير عن آرائهم وأفكارهم في منابر أخري وليس من خلال البرامج التي يقدمونها. هؤلاء الإعلاميون يفتقدون القيادة التي توجههم وتحدد لهم دورهم كمقدمين برامج وليسوا أصحاب رأي. .........؟ كنت أرسم في المدرسة الابتدائية، نما لدي هذا الاتجاه الفني، ولكن لأنهم يعرفون أن أبي مخرج، تصوروا أنه يجب أن أفهم في التمثيل، فاجبرني المدرس علي التمثيل وجعلني مسئولا عن نشاط التمثيل وأذكر في هذه المناسبة أنني بدأت أجري بروفات مع التلاميذ وجاء يوم الحفلة وصعدت علي المسرح، ووجدت الجمهور ينظر إلي، فأصبت بشلل مؤقت، وحققت فشلا ذريعا، كانت تجربة لم أكررها بعد ذلك. لم أحب التمثيل ...........؟ لم أكن أحب التمثيل وكنت أشعر به ككابوس، ولكن حين درس لي الأستاذ محمد توفيق أداء تمثيلي عرفت ان القضية ليست قضية تمثيل، لكن قضية فهم واكتساب خبرات في الحياة. أنني يجب أن أعرف كيف يحس الإنسان وكيف يتصرف وهكذا بدأ اهتمامي بالتمثيل وتأكدت أنني لابد أن أتقنه حتي أقوم بتوجيه الممثل. .........؟ تخرجت في المعهد العالي للسينما بتقدير جيد جدا وقضيت فترة تدريب طويلة كمساعد مخرج بعد التخرج وقمت بعمل حوالي 71 فيلما بمعدل ثلاثة أو أربعة أفلام في العام عملت خلالها مع شادي عبدالسلام ويوسف شاهين وفطين عبدالوهاب وغيرهم. كنت أحب أن ألاحظ كيف يعمل كل منهم وما هي مميزاته أو عيوبه. .........؟ مشكلتنا الآن ان الناس متعجلة تريد نتائج سريعة للثورة، وهذا مستحيل فالشعب تم افساده علي مدي أكثر من 04 سنة. الأخلاقيات منهارة والقدرة علي العطاء منعدمة. وأحوالنا لن تنصلح إلا لو اهتممنا باصلاح التعليم والإعلام والثقافة، وهنا فقط يمكن أن يتحول المصري إلي مواطن ايجابي بناء. أما مشروع النهضة فلا يمكن تحقيق ولو جزء منه في أقل من أربع إلي خمس سنوات. .........؟ أتصور أن كل المتصارعين علي الحكم سواء الاخوان أو المعارضة يجب أن يعرفوا ان هذه المرحلة ليس فيها خاسر أو منتصر. فالرؤية لدي الطرفين ضيقة وما يحدث الآن سوف يؤدي إلي انهيار الدولة.. الفوضي التي نعيشها، فرغت الثورة من محتواها ورجل الشارع لا يهمه اليوم غير لقمة العيش ولذلك علي الجميع توحيد الجهود والبعد عن الصراعات من أجل هذا المواطن البسيط.