قبل ايام كانت اول زيارة لرئيس ايراني إلي مصر منذ اكثر من ثلاثين عاما، احمدي نجاد والوفد المرافق له حرص علي التأكيد علي امكانية تحقيق تعاون اقتصادي بين مصر وايران وكالعادة انهالت وسائل الاعلام المختلفة بالهجوم متسائلة عما يمكن ان يقدمه الاقتصاد الايراني لمصر واستشهد البعض علي فشل الاقتصاد الايراني بانهيار عملته مؤخرا، ناسين او متناسين ان أن ذلك كان نتيجة حتمية للعقوبات الاقتصادية المفروضة علي ايران لاصرارها علي المضي في برنامجها النووي، في الوقت ذاته انشغل آخرون بالتخويف من دخول السياحة الايرانية الي مصر.. يبدو أننا في أمس الحاجة لاعادة النظر في تعريفنا للعلاقات الاقتصادية الدولية، فالعلاقات الاقتصادية لا تقوم علي طلب المساعدات فقط، هناك علاقات تقوم علي تبادل المصالح التجارية و تعتمد علي زيادة الانتاج والتصدير.. ايران دولة كبيرة تضم اكثر من 70 مليون نسمة، وهو ما يجعل منها سوقا خصبا للصادرات المصرية، اما المتخوفون من دخول السياحة الايرانية الي مصر وتأثير الفكر الشيعي، فهؤلاء عليهم أن يعودوا الي التاريخ ليعرفوا مدي عظمة الشعب المصري و قوته في التمسك بعقيدته، ألم يحكم الفاطميون وهم من أصول شيعية مصر لسنوات طويلة، أقاموا خلالها المساجد وأسسوا الأزهر الشريف، ثم انتهي حكمهم لتحتفظ مصر العظيمة ببصمات تدل علي مرورهم كغيرهم علي ارضها مرور الكرام دون أي تأثير يذكر في عقيدة ابنائها، لماذا كل هذا الخوف من التعامل مع الجانب الايراني، ان يكون هناك تخوف سياسي بحكم العلاقات المعقدة بين ايران و عدد من الدول العربية و الغربية الصديقة ذلك أمر مفهوم، و لكن ان يكون هناك تخوف من مجرد التعامل الاقتصادي والسياحي فهذا خطأ كبير من النخبة المثقفة، يضاف الي رصيدها الضخم في عدم تقدير الشعب المصري حق قدره.