اتخذ الرئيس الدكتور محمد مرسي قراره بالمشاركة في قمة دول عدم الانحياز وذهابه إلي إيران ، وهو ما يعد تطوراً كبيراً في العلاقات المصرية الإيرانية ، كما يحمل هذا القرار العديد من علامات الاستفهام حول عودة العلاقات الدبلوماسية والتي ستتبعها بالضرورة العلاقات الاقتصادية والسياحية وتأثير ذلك على علاقة مصر بدول الخليج والمخاوف من مد المذهب الشيعي. تصوير: محمود شعبان محمد عباس الخبير في العلاقات المصرية الإيرانية أكد أن زيارة محمد مرسي لإيران لا تسترعي انتباه دول الخليج فقط ولكن الدول والكيانات الكبرى ، وهذه الزيارة تشير إلي أنه ليس هناك من الموانع أن تعود العلاقات المصرية الإيرانية إلي سابق عهدها قبل توقيع مصر إلي اتفاقية كامب ديفيد رغم أن المؤشرات تقول أن العلاقات لن تعود بين ليله وضحاها ولكنها تأخذ وقتا ومسارا جديدا, وهذه الزيارة ربما تشير إلي أنه ربما تحدث عملية تنسيق بين مصر وإيران في ملفات المستقبل وهذا ما طرحة الدكتور مرسي من تكوين لجنة مكونه من مصر والسعودية وتركيا وإيران لتسوية الأزمة في سوريا نتيجة أن هناك خلافاً بين القوى السعودية وإيران حول الأزمة في سوريا لأنها تدعمها النظام السوري أمام المعارضة السورية بالأموال والتسليح .. ويقول : أما بخصوص عودة العلاقات المصرية الإيرانية وتخوف العديد من دول الخليج عن هذه البادرة الجديدة مفارقة غريبة جدا خاصة وأن العديد من دول الخليج التي تمتلك الحذر تجاه إيران لديها علاقات دبلوماسية كاملة مع الجانب الإيراني حتى أن البحرين أعادت سفيرها كبادرة حسن نية ومع ذلك بعض الدول تعترض علي عودة العلاقات المصرية الإيرانية, ولكن دول الخليج لها مشكلة مع إيران بسبب التدخل في السياسة الداخلية لبعض الدول وتحديدا في البحرين وسوريا. وأكد عباس أن التخوف من جانب دول الخليج جاء نتيجة أنهم يعتبرون أن إيران عدو لا يمكن معاداته لأن الطبيعة الجغرافية فرضته عليهم وبالتالي الحذر دائم من جانبهم تجاه إيران فضلا عن أن هم يخشون أن تتحول مصر هي نقطة الوصل أو الحليف الجديد مع قرب انهيار النظام السوري الحالي الذي كان يقوم بهذا الدور لتصبح حليفا بديلا لها. وحول التخوف جراء هذه العلاقة من تزايد المد الشيعي أكد الخبير في العلاقات الإيرانية أنه لا يوجد تخوف من هذا الأمر خاصة وأنه يتم التعامل معه ما بين حين وآخر , فضلا عن أن الشعب المصري يتميز بالاستقرار المذهبي وسيكون رافضا لوجود هذا الفكر. وعلي جانب آخر أكد السفير علاء الغطريفي خبير العلاقات الدولية ومساعد وزير الخارجية الأسبق أنه العلاقات المصرية مع دول الخليج كانت من أحد أهم أسباب المحاذير التي تعرقل العلاقات المصرية الإيرانية .. محمد عباس بالنسبة لنا في مصر لا شك أن العلاقات مع دول الخليج كانت أحد العوامل التي تعوق تطبيع العلاقات المصرية الإيرانية وموقف إيران من عملية السلام ومن اتفاقية كامب ديفيد والسادات تحديدا, ولكن مع حدوث التغيير الذي أصاب دول الخليج المهددة من إيران لديها حساسية ورغم ذلك لهم علاقات دبلوماسية كاملة ولا يوجد مقاطعة مثل مصر وبالتالي من الأحرى أن يكون لمصر علاقات مع دولة إيران. وأضاف قائلا: نحن لا نبدأ مع إيران من أول السطر ولكنها استكمال لعلاقات سابقة وحول قضية التخوف من المد الشيعي أكد أنها تظهر كل فترة علي السطح ثم تختفي وبالتالي أمر التشيع قضية حساسة وتطفو علي السطح من وقت لآخر ولكن عندما تعود العلاقات مرة أخرى معني ذلك أن السياحة الإيرانية معدلاتها تتزايد مما يثير مخاوف لدي بعض الجهات خاصة الأمنية من هذا الأمر, ولكن في مصر مثلما يقولون مصر شيعيه قلبا وسنيه فكرا لأن الشعب المصري تعلقه بال البيت واضح وراسخ وبعض العادات والتقاليد متوارثة من العهد الفاطمي والحكم الذي كان موجود من قبل كان شيعي وموجود في التراث الثقافي ولكن المذهب الشيعي لا يحمل جديدا مما يجعلنا نتخوف أو يمكن استخدامه كفزاعة ولكن بعض الدول تحاول الترويج له كفزاعة من أجل حماية مصالها لا أكثر.