*مفاجأة : شيعة مصريون يعارضون زيارة رئيس إيران للقاهرة *عمرو عبدالله: نجاد خالف التعاليم الشيعية طمعا فى رضاء المخالفين *بهاء أنور: الزيارة «إهانة لمصر وللقوات المسلحة» وتعبر عن سوء نية لمصر *محمد غنيم: هدفها انتزاع الزعامة السنية فى الوطن العربى من السعودية فور وصول جماعة «الإخوان المسلمون» لسدة الحكم، بادرت الجماعة بتدعيم علاقاتها بالدول التى أقصاها النظام السابق، وأسقطها من حساباته، وكان من أهم هذه الدول «إيران»، التى سعت هى الأخرى لتدعيم حكم الإخوان فى مصر ودول الربيع العربى، حيث شهدت الفترة الماضية مجموعة من الزيارات السرية لقيادات أمنية إيرانية إلى مصر، كان من بينها زيارة على أكبر صالحى وزير الخارجية الإيرانى، والتى أعقبتها زيارة رئيس المخابرات الإيرانى قاسم سليمان، مطلع الشهر الماضى. بدأت العلاقات الثنائية بين النظامين «الإيرانى» و«الإخوانى»، مع إعلان ترشيح خيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان، للرئاسة، حيث أعلن الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد دعمه بالأمر المباشر- طبقا لروايات قيادات شيعية، أكد بعضهم أن العلاقة بين النظام الإيرانى وجماعة «الإخوان المسلمون» تأتى فى إطار سعى الجماعة لبناء جهاز مخابراتى بديل للجهاز الحالى. وبحسب المصادر فإن تنفيذ المخطط بدأ بزيارات سرية متبادلة لقيادات «الجماعة» برئاسة الشاطر وعصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، مع قيادات إيرانية بينها رئيس المخابرات الإيرانى قاسم سليمانى، وانتهت بزيارة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد لمصر. حلفاء المصلحة أكد شيعيون أن النظام الإيرانى هو حليف لمصلحته، وفى إطار تحقيق تلك المصلحة لا يعنيه فتح قنوات مع الشيعة، قدر الحفاظ على علاقته بجماعة «الإخوان المسلمون» بعد وصولها للحكم. وقال عمرو عبدالله، أحد شيعة المرجعية الشيرازية: يلقى النظام الإيرانى معارضة واسعة من الشيعة الإيرانيين، وشيعة العالم، غير أننا كشيعة مصريين نريد عودة العلاقات بين الشعبين المصرى والإيرانى إلى سياقها الطبيعى بما يحقق مصلحة الشعبين، فضلا عن أننا لا نعتبر النظام الإيرانى القائم ممثلا للشيعة، لكننا نرى إن النظامين نموذجان للحكم الفاسد الذى نطالب بسقوطه، لأنه يتحالف مع مصالحه السياسية، بغض النظر عن المبادئ الدينية، خاصة أن النظام الإيرانى يقوم بدعم حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» وبشار والإخوان، وكلها فصائل فضلت مصالحها السياسية، ونشأت على دماء شعوبها. وأضاف «عبد الله»: النظام الإيرانى الحالى أقوى حلفاء جماعة «الإخوان المسلمون»، والرئيس الإيرانى أحمدى نجاد كان يمد خيرت الشاطر بجميع سبل الدعم، عقب إعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة، ثم نقل دعمه للرئيس محمد مرسى، الأمر الذى يجعل من زيارة نجاد لمصر تجمعا للحلفاء، وليس لها علاقة بالشيعة، وأعتقد أن الرئيس نجاد غير مهتم بمقابلة الشيعة. وأكد أن «الأضرحة» هى مقدسات شيعية تم بناؤها قبل قيام الدولة الفاطمية، ويتمسك الشيعة بزيارتها والتمسح بها، وعدم إخلائها من الشيعة، مضيفا: نحن نزورها ونصلى فيها بمذهبنا، ولسنا فى حاجة لزيارة نجاد حتى نستطيع زيارتها بحرية. واتهم «عبد الله» الرئيس الإيرانى بمخالفة التعاليم الشيعية، والصلاة على طريقة المخالفين، طمعا فى رضى المخالفين. من جانبه قال بهاء أنور، محمد مدير مركز مصر الفاطمية لحقوق الإنسان: زيارة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد لمصر تأتى فى إطار المصلحة، مضيفا: نجاد جسد دور المهرج، خاصة أن نظام ولاية الفقيه الإيرانى هو نظام ضال قائم على قمع الشعب الإيرانى والأقلية السنية فى الأهواز والمسيحيين بالحديد والنار وقتل العلماء من ذرية الرسول الذين عارضوا نظام ولاية الفقيه. وهاجم «أنور» نظام الحكم الإيرانى الذى قمع اندلاع ثورة حقيقية عظيمة نظمها ما يزيد على ثلاثة عشر مليون إيرانى ضد ولاية الفقيه، وأحمدى نجاد قبل أن تقوم ميليشيات الحرس الثورى بقمعها، وقتل المئات وحبس الآلاف واغتصاب النساء، والرجال فى سجون ولاية الفقيه، خاصة أن «الخومينى» كان أكبر تاجر دين عرفه العالم الحديث وأن «ولاية الفقيه» بدعة اخترعها الخومينى لكى يسيطر على الشعب الإيرانى باسم الدين وأن التشيع طوال تاريخه لم يعرف ولاية الفقيه علاوة على أن الإيرانيين سرقوا لقب المرشد من جماعة «الإخوان المسلمون»، رغم أن إيران لا تعرف الديمقراطية، وتعتبر أكثر الدول انتهاكا لحقوق الإنسان، حيث تم حجب مواقع التواصل الاجتماعى، ومئات المواقع الإلكترونية، بخلاف حظر تركيب أطباق الدش لاستقبال القنوات الفضائية، وتم إجبار المسلمات والمسيحيات على ارتداء الحجاب، الأمر الذى يجعل من حديث إيران عن الديمقراطية أشبه ب«الشيطان الذى يعتلى المنبر و يعظ»، وعلى «الإخوان المسلمون» ألا يحلموا بتطبيق ولاية الفقيه السنية فى مصر- حسب قوله. وانتقد تصريحات الرئيس الإيرانى عن حماية إيران لمصر والسعودية، الأمر الذى قال إنه يعتبر «إهانة لمصر والقوات المسلحة» خاصة أن «نجاد» شبه مصر بأفغانستان، وهذا أمر مرفوض ويعبر عن سوء نية مبيت ضد مصر. المخابرات والإخوان زيارة نجاد ليست نهاية المطاف..الأمر أبعد من ذلك بكثير فالزيارة بداية فقط، تلك كانت عبارات محمد غنيم، مؤسس التيار الشيعى والمتخصص فى العلاقات المصرية الإيرانية، حيث يرى أن زيارة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد «تاريخية» يقوم بها رئيس إيرانى لمصر منذ الثورة الإيرانية، ولها جانب معلن وآخر خفى، المعلن هو مشاركة نجاد فى مؤتمر القمة الإسلامية، أما الجانب الخفى وغير المعلن أن هذه الزيارة تأتى استكمالا لزيارة على أكبر صالحى، والتى جاءت، أيضا، فى إطار زيارات سرية قام بها العديد من الأجهزة الأمنية الإيرانية لمصر، وكذلك زيارة عصام الحداد، مستشار الرئيس وسفر قيادات مكتب الإرشاد لإيران، وهى الزيارات التى تمت بشكل سرى، وهى الزيارات التى أعقبتها تداول رسائل بين القاهرةوطهران. وأضاف: «من الأهداف السرية للزيارة مناقشة أربعة ملفات تدعم موقف جماعة الإخوان داخليا وخارجيا فى محاولة منها لمساعدة مصر على انتزاع الزعامة السنية فى الوطن العربى من السعودية، والملف السورى والملف النووى الإيرانى وأمن الخليج، للحد من نفوذ السعودية وتركيا فى المنطقة». وكشف «غنيم» أن زيارة «نجاد» جاءت فى أعقاب عدة زيارات سرية قام بها «الشاطر»، و«الحداد»، و«العريان» لتبادل الخبرات الأمنية، فى إطار سعى «الجماعة» لبناء جهاز مخابراتى تابع لها تدعمه إيران- حسب قوله. المخابرات البديلة أوضح «غنيم» أن العلاقات تجرى بقوة بين القاهرةوطهران، وفى منتصف العام الماضى قام «الشاطر» و«العريان» بزيارات سرية قابل فيها قاسم سليمانى رئيس المخابرات الإيرانى، بهدف التعاون الأمنى والتخطيط لبناء جهاز مخابرات بديل لجهاز المخابرات الحالى يخدم مصالح «الجماعة» فى المنطقة وتقوم من خلاله بإحلال قيادات جهاز المخابرات العامة واستبدالها بكوادرها، وفى أعقاب تلك الزيارات جاء قاسم سليمانى إلى القاهرة، وتم تسريب الخبر عبر نشره فى إحدى الصحف الأمريكية، وهو الخبر الذى قامت جهات سيادية بتسريبه، وكشفت عن مخططات «المحور الإسلامى» فى الشرق الأوسط والذى ستتحدد ملامحه بعلاقة مصر بإيران. وأضاف أن هناك من تعمد تسريب خبر زيارة قاسم سليمانى، رئيس المخابرات الإيرانية فى خطوة ل«تسميم الأجواء» وخلق جو من البلبلة فى المجتمع، وهو أمر من صنع المخابرات، خاصة أن زيارة «سليمانى» سبقتها زيارة على أكبر صالحى وزير الخارجية الإيرانى، وزيارتان قبلها فى إطار ما يسمى اللجنة الرباعية تشمل مصر والسعودية وإيران وتركيا، ووقتها رفضت السعودية مباحثات تلك الزيارة الهادفة إلى إعادة العلاقات العميقة بين القاهرةوطهران، خاصة فى ظل المصلحة المشتركة للنظامين مع حركة «حماس»، حيث إن تقوية «حماس» تعتبر تدعيما لموقف الإخوان. وأكد «غنيم» وجود اتصالات سرية بين الإخوان وإيران، وزيارات لقيادات من جماعة «الإخوان المسلمون» لإيران فى مهمات سرية غير رسمية بينهم عصام الحداد وعصام العريان وخيرت الشاطر، وهى الزيارات التى التقوا خلالها مساعد المرشد الإيرانى على خامنئى، وزير الخارجية، ومساعد المرشد على خامئنى، ومدير الحرس الثورى وقاسم سليمانى رئيس المخابرات، ورئيس البرلمان الإيرانى. وتابع «الرجل» أن توطيد العلاقات بين البلدين بشكل أكبر بدأ وقت أحداث غزة، حيث نسب للرئيس محمد مرسى وقف العنف، وهو المخطط الذى كانت تنفذه أمريكا، بهدف إنشاء محور سنى أمام المحور الشيعى، وبالتالى استأجرت عناصر يحاربون عنها بالوكالة ومن ثم يتم تأليب السلفيين على الشيعة، ولهذا عندما أجريت الانتخابات فى المغرب فاز الإخوان ثم فى وليبيا ومصر ثم إلى تونس، لمواجهة المحور «الشيعى» فى إيران وسوريا وحزب الله. إيران وإسرائيل قال طاهر الهاشمى، أحد القيادات الشيعية بالإسكندرية: إن أحمدى نجاد، رئيس دولة، وفى السياسة لا يجوز أن «نتمذهب»، وعلى الذين يعارضون زيارته لمصر أن ينصرفوا إلى مهاجمة العلاقات مع إسرائيل وأمريكا، مستنكرًا هجوم السلفيين على وجه الخصوص على أحمدى نجاد و«صمتهم المريب» على علاقة الإخوان بالاحتلال الإسرائيلى، والمد الوهابى فى السعودية. *سلفيون: المخطط الإيرانى لنشر «التشيع» فى مصر لن يرضى أمريكا *الشحات: تعادل زيارة أى حاكم صهيونى.. وشيعة مصر رحبوا بها لأنها تصب فى صالحها *صالح جاهين: يد النظام الإيرانى ملطخة بدماء النساء والأطفال فى سوريا *نادر بكار: ترحيب «الإخوان» بالزيارة يؤكد موافقة مصر على ما يحدث فى الخليج عبدالمقصود: واشنطن لن تسمح بأى تحالف «عربى» حتى لا يضعف نفوذها فى الوطن العربى رفضت الدعوة السلفية زيارة الرئيس الإيرانى «أحمدى نجاد» لمصر، واصفة إياها بالسقطة الدبلوماسية المصرية على حد وصف المهندس عبدالمنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، والذى أكد أن طوائف السلفيين ترفض الزيارة، معربا عن المخاوف من تأثير التقارب المصرى الإيرانى، على القضايا المهمة فى مصر، خاصة أمن الخليج العربى، واضطهاد السنة فى إيران، ودعم نظام الرئيس السورى بشارالأسد، فيما نفى عادل عبدالمقصود، رئيس حزب الأصالة، موافقة أمريكا وإسرائيل على أى تقارب بين مصر وإيران أو أى دولة عربية أخرى، حتى لا يضعف هذا التقارب نفوذهما فى الوطن العربى. *عبث شيعى وهاجم «الشحات» تصريحات شيعيين، بأن الزيارة ما هى إلا مبادرة لعودة العلاقات المصرية الإيرانية، واصفا التصريحات بأنها «ضرب من العبث» خاصة أن مصالح الشيعة ترتبط مع مصالح إيران وأهمها نشر «التشيع» فى مصر، ولن يكون ذلك إلا بترسيخ قواعد إيرانية شيعية إن أرادوا التدخل الإيرانى فى مصر، ما يعنى سعيهم لجعل مصر دولة شيعية إيرانية يعتليها النظام الإخوانى. وقال: إن «زيارة الرئيس الإيرانى «أحمدى نجاد» لمصر، تأتى فى ظل المخاوف الكثيرة، من تجاوز الغرض المعلن لها، من حضور اجتماعات منظمة التعاون الإسلامى إلى تقارب سياسى، قد يأتى على حساب مصالح عليا لمصر، ولأهل السنة والجماعة الجسد الأصلى للأمة الإسلامية»، مضيفا: «تلك الزيارة تعادل أى زيارة لحاكم صهيونى لا رئيس دولة إسلامى». وأكد أن مطالب الشيعة باعتبار الزيارة عادية ولا تخرج عن كونها زيارة رئيس دولة إسلامية لدولة أخرى نوع من المراوغة غير المقبولة، ويجب أن تتحدث مصر مع الرئيس الإيرانى بوصفها أكبر الدول السنية، ويجب ألا ينسى أن التزام مصر بحماية كل الدول السنية من أى اختراق سياسى أو ثقافى أو عسكرى، جزء من التزامات مصر الدولية، وجزء من برنامج الدكتور محمد مرسى الانتخابى». وقال «الشحات»: «زيارة نجاد لمساجد آل البيت التى يزعم الشيعة أنها تمثلهم سقطة تاريخية للدبلوماسية المصرية، خاصة أن الزيارة أثارت الكثير من المخاوف من تأييد المد الشيعى فى البلاد، من خلال مساندة الرئيس الشيعى لعادات الشيعة بزيارته لمساجد القاهرة التى تدور حولها المذاهب الشيعية ليل نهار وسط رفض واضح، وأهمها الحسين والسيدة زينب عقب زيارته للأزهر الشريف، فبمجرد دخوله من أبواب مسجد السيدة زينب، قام بتقبيل واحتضان عمال المسجد، واحدا تلو الآخر». وتابع: «ما تقوم به إيران من رعاية مذابح أهل السنة والجماعة فى سوريا، ومنطقة الأهواز العربية، ودعمها للتيارات الشيعية المسلحة فى العراق ولبنان، وما تقوم به من محاولات لبث الفتن فى دول الخليج العربى، ونشر التشيع بها، لا يجب أن يمر مرور الكرام، ويجب أن يكون مكونا رئيسيا من مكونات حوار النظام مع الرئيس الإيرانى». *مخطط لنشر التشيع قال صالح جاهين، الجهادى البارز فى الدعوة السلفية: «ما يراه الشيعة من إيجابيات الزيارة ما هو إلا نوع من المراوغة، يؤكد المخطط الساعى لتشيع مصر، خاصة أن مصر ليست بحاجة لعودة العلاقات الإيرانية من جديد، حيث إن تلك العلاقات تعنى تشيع بشتى الطرق، وإن لم يعلن ذلك الشيعة الآن فسوف يعلن ظاهرا فيما بعد، لذا فإنه من غير المعقول أن ننظر للزيارة على أنها فقط لحضور مؤتمر القمة الإسلامية، بل لنشر التشيع وترسيخ أقدامه بمعاونة الشيعة المصريين، وتعتبر الزيارة اعتراف بالمحاولات المتعددة لفرض المذهب الشيعى على مصر بشتى الطرق واعتباره أمرا واقعا». وأضاف، إن الأوضاع كانت تحتم مواجهة الرئيس الإيرانى بما أعلنه الرئيس مرسى نفسه بأن أمن الخليج هو أحد أهم دوائر الأمن القومى المصرى، إضافة إلى مواجهته بملف سوريا ومدى مسئولية النظام الإيرانى عن قتل النساء والأطفال عن طريق الدعم العسكرى والسياسى الذى تقدمه بلاده لنظام بشار الأسد». وطالب بعدم توغل الرئيس الإيرانى فى مصر وزيارة ميادينها، حتى لا يقال إن مصر أصبحت بلدا شيعيا، خاصة أن الأمر يحمل الكثير من الرسائل السلبية عن مصر، خاصة فى تلك الظروف الحرجة التى تشهدها البلاد، وأرجع زيارة الرئيس الإيرانى لمصر إلى زيادة أعداد المتشيعين فى مصر، وتحويل مكتب القائم بالأعمال بالقاهرة إلى سفارة إيرانية فى مصر، مشيرا إلى أن النظام الإيرانى «متورط فيما يحدث فى سوريا من مجازر على يد النظام العلوى»، محذرا من المحاولات الإيرانية المستمرة لنشر التشيع فى مصر والذى يرفضه المصريون وعلى رأسهم الأزهر الشريف الذى أعلن من قبل رفضه وتحذيره للنظام الإيرانى من أى محاولة لنشر التشيع فى مصر، مشددا على رفض «السلفيين» لعودة العلاقات الثنائية مع النظام الإيرانى. الإخوان وأمن الخليج انتقد نادر بكار، المتحدث باسم حزب النور السلفى، الترحيب الشيعى بالزيارة باعتبارها حماية للمصالح المصرية السعودية، مؤكدا أن النظام الإيرانى يعتمد على القمع والقتل ووأد الحريات، مضيفا: «أينما وجد نجاد ترحيب من الطوائف الشيعية، فسوف يجد القمع الإيرانى مكانا له فى مصر، وذلك بسبب مناصرة الشيعة المصريين له». وأكد أن ما يحدث يعتبر تقارب بين مصر وإيران بعد زيارة «أحمدى نجاد» لمصر واستقبال الرئيس مرسى له ونشر للتشيع بشكل واضح وغير مستتر، مشيرا إلى أن أمن الخليج خط أحمر بالنسبة لمصر، وأن الترحيب الكبير بالزيارة من قبل القيادات يؤكد موافقة مصر على ما يحدث فى الخليج، رغم أن أمن الخليج هو امتداد للأمن القومى المصرى، ويجب على صانع القرار فى مصر أن يعطى أمن الخليج الأولوية، محذرا من خطورة حصر نظام مصر بعد الثورة فى الإخوان المسلمين وحدهم فإذا كان هناك ثمة اضطرابات فى علاقة الإخوان ببعض دول الخليج كالكويت والإمارات فلا ينبغى أن تقحم مصر برمتها فى هذا الصراع. لا للتقارب الفكر المصرى الإيرانى قال محمد حسان، المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية: إنه لا يوجد أى دليل على الزيارات غير الرسمية بين مصر وإيران، وهو ما نفاه الرئيسان المصرى والإيرانى، مضيفا: «من الممكن أن يكون ذلك ترويج لشائعات لا أصل لها من الصحة، ولا يجب مسايرتها والخوض فيها، بالإضافة لذلك فإن زيارة نجاد كانت غير مرغوب فيها، وهو كضيف غير مرحب بوجوده فى مصر بسبب مواقفه من سوريا والأهواز، خاصة أن ما يرتكبه النظام الإيرانى من مذابح فى سوريا بات أسوأ مما ترتكبه أمريكا من عنف فى العراق وغيرها، حيث إن ما تفعله أمريكا من تدخل يغلف بصورة قانونية ودولية وفق قضية معينة، لكن المسألة فى سوريا تختلف كثيرا». وأكد أن أى تقارب مع إيران لن يكون سوى تقارب سياسى فقط، ولا يمكن أن يكون فكريا، مضيفا «رفضنا حضور الاجتماع مع الرئيس الإيرانى رغم تلقينا دعوة للمشاركة، وذلك بسبب اضطهاده أهل السنة فى إيران، ولكن فى جميع الأحوال فالمسألة جزء من عقيدته، ولابد من احترام رغبته أيا كانت وهذا لا يمس الأمن القومى، ولا نستطيع منعه وإن اختلفنا معه فى الفكر». حركة استعراضية لنجاد قال محمد الباز، عضو اللجنة العليا لحزب النور: إن زيارة نجاد ما هى إلا حركة استعراضية قام أمام الجماهير، خصوصا أنه زار مسجد السيدة زينب فى سوريا، ثم زاره فى مصر، رغم الادعاءات أنها غير مدفونة فى مصر، وإذا كان زارها فى سوريا، فلماذا يكرر زيارتها فى مصر، كذلك الأمر بالنسبة لزيارة مقام الحسين، الأمر الذى يؤكد أنها حركة استعراضية، خاصة أن غالبية المصريين لا يرحبون بهذه الزيارة. ونفى الدكتور عادل عبدالمقصود رئيس حزب الأصالة، علمه بوجود زيارات سرية متبادلة بين النظامين المصرى والإيرانى، قائلا: «هناك الكثير من الشائعات لا يجب الانسياق ورائها، أما بخصوص حرص الشيعة على تقوية علاقتها بمصر ونشر الفكر الشيعى بها، فهذا لا يمكن أن يحدث، ولا يمكن نشر هذا الفكر فى مصر، فمصر بلد المسلمين من أهل السنة، وأن زيارته إلى مساجد آل البيت أثناء حضوره مؤتمر القمة الإسلامية بالقاهرة، ليس له أى تفسير سياسى، فهو كزائر من حقه زيارة أى مكان بمصر، ويجب أن نقيس ذلك على زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى مصر منذ 4 سنوات والتى اختار وقتها زيارة الأهرامات، الأمر الذى يتساوى مع اختيار بيل كلينتون رئيسة وزراء أمريكا زيارة مسجد السلطان حسن أثناء تواجدها بمصر، فكل زائر من حقه أن يختار ما يستهويه فى البلد التى يزورها». وأضاف: «أمريكا وإسرائيل لن يسمحا بأى تقارب بين مصر وإيران أو بين مصر وأى دولة عربية أخرى، حتى لا يضعف هذا التقارب نفوذهما فى الوطن العربى». *الإخوان: لا علاقة لنا بإيران.. والحديث عن قاعدة مخابرات فى مصر «مضحك» نفى الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة «الإخوان المسلمون» ما تردد عن وجود روابط وعلاقات دبلوماسية بين الإخوان والمخابرات الإيرانية، بهدف دعم وتمثيل الإخوان بمصر مقابل إنشاء إدارة مخابرات مشتركة بين إيران ومصر لخدمة طهران. وقال «حسين»: إن كل ما يتردد عن علاقة الإخوان بقطر وأمريكا وإيران وأى دولة خارجية هو «كلام مغلوط»، ولا صحة له، مضيفا: «علاقات الجماعة الخارجية لا تتعدى كونها جماعة سياسية لها أغلبية فى الشارع المصرى، وتتلخص العلاقات فى دعم مصالح الوطن عن طريق التبادل العلمى والثقافى والاقتصادى». وتعليقا على زيارة نجاد إلى القاهرة، قال حسين: إنها جاءت فى إطار سياسى لحضور مؤتمر القمة الإسلامى كأى دولة أخرى مشاركة فى المؤتمر. من جانبه، قال أحمد عارف المتحدث الرسمى باسم جماعة «الإخوان المسلمون»: إن موقف الإخوان المسلمين من القضية السورية واضح، وهى تبنى الرأى الداعم بقوة لقضية الشعب السورى، وأن العلاقات الثنائية السياسية الدبلوماسية بين إيران ومصر هدفها التواصل الدبلوماسى، وليس «تمييع» موقف مصر من القضايا السياسية فى المنطقة. وأضاف «عارف» إن الإخوان لا يتعاملون بشكل رسمى أو غير رسمى مع إيران، ولا تربطهم بها أى علاقات، وأن التعامل بين البلدين سياسيا بين مؤسسات الرئاسة فقط، ونفى بشدة دعم إيران لمصر لتكوين قاعدة مخابرات إيرانية، قائلا: «هذا الكلام عار تماما من الصحة، ومثير للضحك». * بعد زيارة نجاد للقاهرة.. الشيعة على أبواب المحروسة *باحثون: إلغاء التأشيرات سيحول مصر إلى أفغانستان ما إن أعلن عن انعقاد مؤتمر القمة الإسلامية فى القاهرة، حتى أعلنت إيران نيتها لعودة العلاقان الدبلوماسية بينها وبين مصر بعد فترة انقطاع دامت 34عامًا، الأمر الذى أغضب الكثيرين من شباب الثورة بسبب شارع «الإسلامبولى» قاتل السادات الموجود فى الجمهورية الإسلامية، إضافة إلى لافتة «قاتل فرعون مصر» ،كذلك حذرت الدعوة السلفية من التوغل الإيرانى لبعض الدول الإسلامية ،وانتقد الكثير من السياسيين المصريين ،عودة العلاقات الثنائية بين البلدين بسبب ما تشهده سورية من أحداث ثورتها ودعم إيران لسياسة بشار الأسد ،فى حين يرى البعض أنها دعوة لانتشار المذهب الشيعى فى مصر. يرى الدكتور محمد قدرى الخبير العسكرى أن وجود التأشيرات بين الدول يساعد على معرفة هوية المسافر بشكل آمن وبسيط, ولكن مع تنفيذ قرار إلغاء التأشيرات بين البلدين سوف يسهل تنفيذ العمليات الإرهابية من أفغانستان إلى مصر، حيث كانت رحلة تهريب الأسلحة تبدأ من إيران عبر عدة دول «شرق أوسطية» ،ومنها إلى مصر، أصبحت الآن مباشرة و سهلة «من إيران إلى الأراضى المصرية، وأضاف «قدرى» أنه من الجانب المصرى ستكون إجراءات مشددة على القادمين من إيران ،خاصة بعد ظهور نواياها نشر المذهب الشيعى بحجة السياحة و هو غرض ظاهرى ولكن الغرض الأساسى هو نشر التشيع. وأشار «الخبير العسكرى» أنه من ناحية الجانب الأمنى سيسهل من اندساس العناصر الإرهابية داخل مصر بشكل كبير، فأصبح الخطر هنا ليس فقط من الجهاديين المتواجدين فى سيناء فحسب ولكنه أصبح أيضًا من الخطر القادم من أفغانستان وباكستان الذين اشتهروا بعمليات إرهابية مدعومة من تنظيم القاعدة والإرهاب فليس من المستحيل أن تصل عمليات الإرهاب والسطو إلى الأراضى المصرية. على الجانب الآخر، يرى الخبير الأمنى العميد محمود قطرى أن تصريح وزير الخارجية الإيرانى على أكبر صالحى بشأن إلغاء التأشيرات بالنسبة للتجار والسائحين القادمين من مصر إلى إيران سينعكس على الجانب الاقتصادى والاستراتيجى وسيعمل على تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لكنه على الجانب الأمنى سيسهل من انتشار مليشيات الإخوان وتنظيم القاعدة بشكل كبير فى سيناء مما يصعب السيطرة عليها. و أضاف «قطرى» من المعروف أن أقوى الدول الإقليمية فى المنطقة هى مصر وإيران وتركيا ويسعى كل منها إلى التنافس على زعامة فيها، وأن هذا التعاون سيزيد من قوة إيران الإقليمة، وتصبح ورقة ضغط على دول الخليج وخاصة الإمارات التى لديها سجناء «إخوان» فتستخدمها «الجماعة» كورقة ضغط على الإمارات من أجل خروج هؤلاء السجناء. بينما يرى الخبير الاستراتيجى اللواء حسام سويلم أن أهداف إيران وضحت تمام بعد تفعيل ذلك القرار بحيث ستحقق إيران أهدفها مثلما حققتها فى سوريا فالعلاقات السورية الإيرانية بدأت بتعاون اقتصادى ثم أمنى فسياسى بعدها بدأت إيران التوغل فى سوريا، وهو الأمر الذى أدى إلى انتشار المذهب الشيعى بشكل كبير هناك. وأضاف «سويلم» إن هذا القرار سيساعد مصر على تجاوز أزمتها الاقتصادية التى تمر بها، غير أن المخاوف تكمن فى توافد عناصر كثيرة من إيران إلى مصر ووقتها سيعملون على التدخل فى الشئون الداخلية فى البلاد ،ونشر التشيع ،لافتًا إلى سيطرة الحرس الثورى على كل مفاصل الدولة، ودخول حماس طرفًا فى المعادلة مما سيسمح بسيطرة الجهاديين على سيناء . يعارضهم فى الرأى الدكتور أحمد لاشين الخبير الإيرانى الذى قال إن السفارة الإيرانية هى التى ألغت شرط الحصول على تأشيرات لدخول البلاد فى حين ابقت مصر على هذا الشرط ،وتأمل «طهران» فى إلغائها، أما بالنسبة للمذهب الشيعى فمبدأ التشيع أيضا فى موجود فى مصر وليس جديد من جانب الإيرانيين. وأضاف «لاشين» أن هدف إيران الأساسى هو تحسين الظروف الاقتصادية والسياسية فى مصر ، فعلى إيران أن تثبت حسن نواياها بالنسبة للمصريين إذا كانت بالفعل تسعى لمساعدة الشعب المصرى، وعليها أن توقف دعم تمويلها للإرهاب. وقال الدكتور عمار على حسن الباحث فى شئون الحركات الإسلامية أن هدف إيران الحقيقى هو التسلسل داخل مصر والذى لن يضر سوى إيران، والتى لن تتنازل عن تمويل حماس والجهادين وهذا يعنى الاستحواذ على الحركات الإسلامية تجاه الوطن العربى فدائمًا كانت تسعى إيران للزحف تجاه الدول، خصوصًا مصر والسعودية، وصرحت منذ فترة أنها ستتصدى لأى مواجهات تتعرض لها مصر أو السعودية فهذا يعبر عن نواياها فى انتشار التطرف الشيعى داخل مصر. وأضاف أن العمليات الإرهابية موجودة بالفعل، ونحن لسنا فى انتظار توطيد العلاقات المصرية الإيرانية. أما بالنسبة للجانب الاقتصادى فأكد الدكتور عادل حميد أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر أن إيران اتخذت قرارًا من طرف واحد فمن الناحية الاقتصادية هذا يعتبر استحواذًا على السياحة والعملة الصعبة وانتعاش التجارة داخل إيران وافتقارهم داخل مصر؛ فالفائدة تعود بشكل أكبر على إيران وبتفعيل ذلك القرار سوف تسهل عمليات الدفع وتصب فى مصلحة إيران وشعبها، وكذلك بالنسبة للتمويل الخارجى سوف يعود على إيران من طرف واحد فقط، ويعود بالإفتقار على مصر. ورحب الشيخ أبو إسلام رئيس مركز القضاء على التنصير بعودة العلاقات بين البلدين، خاصة أنها ستفتح مجالًا لنشر المذهب السنى فى إيران من قبل أهل العلم و الدعوة فى مصر مما يصب فى مصلحة نشر الإسلام الصحيح، معربًا عن تخوفه من تقوية شوكة الشيعيين فى مصر خصوصًا فى سيناء.