* الأزهر يخذل إيران ويرفض المد الشيعي. *المعارضين للشيعة يردون بالحذاء! *السلفية تشعل نار الانتقاد للرئيس الإيراني. * بكار: زيارة نجاد لا تعني ترحيب المصريين بها. كتبت - آيات عبد الباقي بالرغم من كونها الزيارة الأولى منذ الثورة الإيرانية عام 1979، وكونها من دولة قوية علي المستوى الدولي ، إلا ان زيارة الرئيس الإيراني "أحمدي نجاد" جددت شريان الغضب والسخط المصري الإسلامي، تجاه المد الشيعي والتهاون الإيراني في حق فلسطين وسوريا.
زيارة أزهرية ساخنة
وأثناء اللقاء الذى استمر أكثر من الساعة والنصف أكد د.أحمد الطيب, شيخ الأزهر الشريف رفض المد الشيعى فى دول أهل السنة والجماعة، داعيا لضرروة إعطاء أهل السنة والجماعة في إيران - وبخاصة في إقليم "الأهواز" - حقوقهم الكاملة كمواطنين، كما تنصُّ على ذلك الشريعة الإسلامية وكافة القوانين والأعراف الدولية.
من جانبه، أكد الشيخ حسن الشافعي- مستشار شيخ الأزهر- أن الأزهر يرفض المساس بإيران وشعبها، مشيرًا إلى أنهم يقدرون موقفها من العدو الصهيوني، ومحاربتها ضده، مؤكدًا على ضرورة دعم الوحدة بين البلدين.
وأوضح الشافعي، خلال المؤتمر:" أن شيخ الأزهر تعرض خلال لقائه بنجاد للقضايا الشائكة بين البلدين، ومنها أن شيخ الأزهر تعرض إلى أن اللقاءات التي عقدت بين علماء الشيعة والسنة لم تؤدِ الغرض المطلوب؛ وإنما صبت في الجانب الآخر.
وأضاف الشافعي أن البعض ممن يتمسحون بالتشيع ويزورون إيران يتعرضون لأصحاب الرسول بشكل غير مقبول مما يشوش العلاقة بين البلدين.
الطيب ينتقد نجاد وقال الطيب:"نرفض المد الشيعي في دول أهل السنة والجماعة بضرورة العمل على إعطاء أهل السنة والجماعة في إيران - وبخاصة في إقليم الأهواز - حقوقهم الكاملة كمواطنين، كما تنصُّ على ذلك الشريعة الإسلامية وكافة القوانين والأعراف الدولية.
كما طالب الإمام الأكبر الرئيس الإيرانى باستصدار فتاوى من المراجع الدينية تجرم وتحرم سب السيدة عائشة - رضي الله عنها – وأبي بكر وعمر وعثمان والبخاري؛ حتى يمكن لمسيرة التفاهم أن تنطلق.
وطالب الطيب الرئيس الإيرانى بالعمل على وقف نزيف الدم في سوريا وذلك فى الوقت الذى طالبه أيضا باحترام البحرين كدولة عربية شقيقة، وعدم التدخل في شئون دول الخليج ووقف النزيف الدموي في سوريا الشقيقة والخروج بها إلى بر الأمان .
غضب إسلامي
لم يشفع للرئيس الايراني حسن كلامه علي مصر والمصريين ، وإشادته بالثورة المصرية ودور الأزهر الشريف ، في تبرير ما أقدمت عليه بلاده من سب للصحابة وتأييد للنظام السوري القاتل.
حيث احتشد عشرات الإسلاميين, للتعبير عن رفضهم لمقابلة الدكتور أحمد الطيب, للرئيس الإيراني، رافعين لافتات مناهضة للرئيس الإيرانى منها: "ملعون اللي جاب خامنئى على خمينى على نجاد", "لا مرحبا بك في مصر يا ماجوسي", "لا تظن أن الدم السورى سيذهب هدرًا".
وشارك ائتلاف المسلمين للدفاع عن الصحابة وآل البيت, مع عدة حركات، وائتلافات أخرى كثوار مسلمون، وحركة أمتنا، وعائدون للشريعة بالإضافة إلى الكثير من أبناء الأحزاب الإسلامية للتعبير عن رفضهم لزيارة الرئيس الإيراني ، وسط تواجد أمني طوال الزيارة محيط المشيخة لتأمين الوفد.
رفضت نقابة الأئمة والدعاة زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، بعض المساجد الكبرى في مصر، وعلى رأسها مسجدا الإمام الحسين والسيدة زينب، على هامش مشاركته في القمة الإسلامية ال12، التي تجرى فعالياتها بالقاهرة، الثلاثاء والأربعاء، فيما أكدت وزارة الأوقاف أن الزيارة تتم في إطار رسمي، وأنها لن تسمح بالمد الشيعي في مساجد مصر.
وأضاف البسطويسى: كنا نتمنى أن يقف الدكتور طلعت عفيفى، وزير الأوقاف، لهذه الزيارة، لمنع خطر المد الشيعي على المساجد في مصر، وإثارة الفتنة، مشيرا إلى أن الزيارة تفتقد الحنكة السياسية. أن الوزارة لن تسمح بالمد الشيعي في مصر، مشيرا إلى أن زيارة نجاد لو خرجت عن إطار الزيارة، سيكون للوزارة دور آخر، فتشيع المساجد خط أحمر.
السلفية أبرز المعارضين تعالت أصوات المعارضين للزيارة ، إلا أن أبرزها صوت التيار السلفي اعتراضها التام حول نية الرئيس الإيراني أحمدي نجاد زيارة ميدان التحرير رمز الثورة المصرية واعتبرت الجبهة تلك الخطوة بمثابة عمل لايصلح فعله .
وأضافت الجبهة علي لسان المتحدث الرسمي لها الدكتور خالد سعيد أن المد الشيعي لإيران في الدول الإسلامية أمر مرفوض وينبفي التفريق بين العمل السياسي مع إيران وخلطه بالدين، منددا سعيد بزيارة نجاد للمساجد بالقاهرة ورفع يديه ملوحاً بعلامة النصر . ومن جانبه، أشار العضو البارز في القيادة لسلفية "نادر بكار" إلى أن من اهم القضايا ان كلام "نجاد" جاء غير منقطع عن المد الشيعي، رغم أن الأزهر أكد أكثر من مرة أن هذه من الخطوط الحمراء والتي لا يجوز تخطيها .
ولفت إلى أن فكرة زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد لبعض المعالم السياحية في مصر توحى بوجود جو حميم وبأنه مرحب به وبزيارته، مؤكدا أن ذلك غير صحيح للشعب المصري الذي يكن بغضاء لهذا النظام .
أما المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي للدعوة السلفية إن الدعوة السلفية توقعت زيارة الرئيس الإيراني لمسجد الحسين رضى الله عنه، وحذرت منها مسبقا وكانت تتمنى ألا تتم لاعتبارات سياسية وأمنية.
بينما أكد الشيخ محمد إسماعيل المقدم عبر تويتر بقوله: "الشكر والتقدير لفضيلة إمام الأزهر لدفاعه عن أعراض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل : ( من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).
إشادة بموقف الطيب ومن جانبه، ثمن عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي للدعوة السلفية موقف الأزهر الشريف من زيارة الرئيس الإيرانى أحمدي نجاد، مشيرا إلى أن موقف الدعوة كان استقبال الرئيس الإيراني بحكم انعقاد المؤتمر فى مصر، ولكن واجهه بما أخذه على بلاده.
وأشار إلى أن شيخ الأزهر قد كفى السياسيين وغيرهم هذا حينما طالبه بالتبرؤ من سب الصحابة لاسيما عائشة رضى الله عنها ومطالبته بالامتناع التام عن محاولة إيجاد مد شيعى فى مصر واحترام بلاده لأمن الخليج وألا تتدخل فى شئونه الداخلية، كما كلمه بشأن الاضطهاد الذى يعانيه أهل السنة فى إيران.
وأضاف الشحات أن سكوت أحمدى نجاد عن الإجابة بدلاً من الرفض الصريح هو نوع من "التقية"، ولكنها "تقية" تتناسب مع ما يشعر به من قوة بلاده السياسية والاقتصادية، وهو ما ساهم فى ظهور الشيعة على حقيقتهم أمام العالم الإسلامى بخلاف فترات ضعفهم التى مارسوا فيها التقية بشكل كبير مع علماء الأزهر ومع غيرهم، مما ساهم فى تقبل العالم السنى لهم، ثم اتضح أن كل ذلك كان من باب "التقية".
وأوضح أن تدخل مترجم الرئيس الإيرانى ومقاطعته للشيخ حسن الشافعى أثناء إلقائه للبيان نيابة عن شيخ الأزهر، موقف شبيه بتعمد مترجم التليفزيون الإيرانى عدم ترجمة عبارات الرئيس مرسى فى الترضى عن الصحابة فى كلمته التى ألقاها فى إيران، مشيرا إلى أن من حق شيخ الأزهر أن يذكر ما قاله، وإن لم يقبله الطرف الآخر.
واعتبر العلامة الشيخ عفيف النابلسي، أن "خط الوحدة في العالم الاسلامي سينتصر على خط الشرذمة والتفريق والفتنة، وأن مسار الامة رغم كل التحديات المهولة التي تواجهها على مستوى الانقسامات المذهبية والطائفية والعرقية سيؤول في النهاية إلى الكلمة الواحدة والصف الواحد والجسم الواحد من أجل تحقيق العدالة والسلام والتقدم".
زيارة الحسين والسيدة أثارت تلك الزيارة مخاوف متصاعدة من تأييد المد الشيعي من خلال مساندة الرئيس الشيعي لعادات الشيعة بزيارته لمساجد القاهرة التي تدور حولها المذاهب الشيعية ليل نهار وسط رفض واضح، وأهمها الحسين والسيدة زينب عقب زيارته للأزهر الشريف، فبمجرد دخول من أبواب مسجد السيدة زينب، قام بتقبيل واحتضان عمال المسجد، وأحدا تلو الآخر.
وعقب الخروج من المسجد، اتجه الرئيس الإيراني إلى ضريح السيدة زينب، حيث صلى ركعتين على باب الضريح، وقرأ سورة الفاتحة، وأخذ يبكي بجوار القبر، لدرجة دفعت أحد الزائرين المصريين إلى البكاء.
وبعد خروجه من حجرة الضريح، أدلى نجاد صلاة العشاء بمفرده، وسط حراسة أمنية مشددة، بعدها خرج إلى سيارته، ووقف بجوارها ورفع يديه لتحية الجماهير التي كانت في انتظاره خارج.
تويتر .. مبروك للإخوان وتزايدت مخاوف علي الصعيد المدني والدولي عقب الزيارة ، كان أهمها إعادة فتح العلاقات مع دولة إيران ، وما يحمله من تداول للفكر الشيعي، وافتعال أزمة مع الشعب السورى بعد تلك الزيارة "ننتظر مزيدا من الدماء في سوريا". بينما انتقد العديد من مستخدمي"تويتر" موقف الاخوان متهمين إياهم بالعمالة لإيران، فعلق أحدهم "مبروك للأخوان زيارة نجاد". وعبر أحدهم عن استيائه لتغير موقف الاخوان من المذهب الشيعي بقول، "الاخوان ايام الانتخابات حمدين دا عميل ايرانى شيعى...الإخوان دلوقتى .."، وأشار آخر بقوله "على موقع التويتر الانجليزي لإخوان_مصر يطالبون المعارضة بألا تطرح موضوع الشيعة أو سوريا خلال زيارة نجاد!! .. مالنا غيرك يا ألله”.
ورأى آخر"ياتري عشان ياخدوا خبرة في قمع الثورة؟ ولا وساطة عشان سوريا وحزب الله"، فيما أشار غيره بقوله "الي كل ثائر أرجوكم لابد من رفع شعارات يوم الجمعة نخاطب بها دولة الإمارات الشقيقة ونرفض زيارة احمد نجاد". واتهم مغرد "ببغاوات عصر التردي يقودون اليوم حملات مضادة لتقارب الشعبين المصري والإيراني في زيارة نجاد لمصر بينما استقبلوا من قبل الطاغية الشاه بالورود".
وعبرت صباح الأحوازي : "زيارة احمدي نجاد للقاهرة كانت وبالا عليه اليوم :صفعة من الأزهر وضربة حذاء في جامع الحسين والله اعلم ماذا سوف يلاقي غدا !! ".
كما استطرد معارض بقوله "يتامي الاخوان اللي مرميين علي الشبكة العنكوبتية يبررون زيارة نجاد ...براعة واستاذة في تغيير المواقف 180° بوصلتهم لاتهدأ من كتر المصالح".
الرفض بالحذاء قام عدد من الإسلاميين بخلع الأحذية وقذف موكب الرئيس الإيراني بها، وتمكنت الشرطة المصرية من ضبط 4 ولاذ الباقى بالفرار، وأمرت النيابة بإخلاء سبيلهم بضمان مالى 500 جنيه، بعد ان نفوا قيامهم بذلك!.
هذا الي جانب قيام قيادى شهير فى الجماعة الإسلامية بتسليم لافتات مدون عليها عبارات "ارحل ارحل يامجوسى" "ياشيخ الأزهر لا تنجس يدك بالسلام على من سب الصحابة وآل بيت الله"، " ستدفع يانجاد ثمن الدم السورى غاليًا"، لضباط الشرطة، وتعهد أمامهم بعدم تعرض المتهمين
وكان ابرز حوادث الضرب بالحذاء، أن أقدم السياسي المعروف "ممدوح اسماعيل" النائب السابق بمجلس الشعب علي ركل سيارة الرئيس الإيراني بقدمه أثناء مروره متوجها لمسجد الحسين ، قبل أن يحاول المتواجدين تهدئته.
ترحيب دولي حذر وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن زيارة الرئيس الايرانى احمدى نجاد لمصر تعد زيارة تاريخية فهى الاولى لزعيم ايرانى منذ ثلاثة عقود ومحاولة تجاه تحسين العلاقات بين البلدين.
بينما تناولت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية اعتبرت إنَّ زيارة نجاد هي "زيارة تاريخية" لكنها تأتي في وقت تتزايد فيه العداوة العميقة بين طهران ودول الخليج السنية، التي تدعم مصر.
وأضافت الصحيفة بالرغم من أنَّ زيارة نجاد لمصر تأتي في إطار حضور قمة منظمة التعاون الإسلامي، وليس بالتحديد للقاء الرئيس محمد مرسي، إلا أنها تلقي الضوء على ذوبان الجليد في العلاقات المصرية الإيرانية منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.