يعز علي أن نحتفل بالذكري الثانية لثورة الشعب، التي انطلقت في الخامس والعشرين من يناير عام »1102« أي منذ عامين ونحن لم نصل بعد إلي ما كنا نتمناه ونحن نثور علي الفساد.. وهذا ليس عيب الثورة، ولا عيب من ثاروا، ولكنه عيب هؤلاء الذين رأوا في الثورة فرصة لكي يلغوا إرادة الشعب وخياره، والذين تصوروا أن الديمقراطية تعني أن يقفزوا إلي قمة السلطة، حتي لو جاء ذلك بإقصاء من أتي بهم الشعب بإرادته الحرة المستقلة، وبانتخابات حرة نزيهة، شهد لها العالم كله إلا اهم، لأنها لم تأت علي هواهم، فادعوا أن الانتخابات شابها التزوير، واتهموا الشعب بالغباء والجهل والأمية، وهذا يعني أنهم يريدون ان يقصوا الشعب ايضا.. وهؤلاء من مدعي الثورية والوطنية الذين يسعون لتدمير البلد كله وشق الصفوف، يعرفون جيدا انهم يسيرون ضد التيار الشعبي الهادر، وأن هذا التيار قادر علي اقتلاعهم وكشف سوءاتهم، ليصبحوا مجرد ذكري سيئة في مسيرة وطن يسعي نحو التقدم والرخاء والإصلاح، بعد أن بدأ بالفعل مسيرة الحرية والديمقراطية بإرادة الشعب، وبقوي وطنية حقيقية ثبت أركانها الشعب. ونحن نحتفل بالذكري الثانية بالثورة.. هناك فرق كبير بين من قام ليبني وينشر الخير والخضرة والنظافة، من خلال مشروع كبير ودعوة مباركة »معا نبني مصر« وبين آخرين رأوا أن احتفالهم بالثورة لن يكون له أي معني إلا بالتكسير والشغب و قلع الحجارة والاشجار، ونشر القذي والبذاءة في كل مكان.. وسوف يأتي اليوم الذي تبيض فيه وجوه، وتسود فيه وجوه أخري.. وفي هذا اليوم يحق لنا أن نحتفل بصدق بثورتنا المجيدة. اليوم، تنعقد جلسة النطق بالحكم في قضية مذبحة ستاد بورسعيد، التي راح ضحيتها »27« شابا من خيرة شباب مصر أعضاء »ألتراس أهلاوي« والذين اغتالتهم يد الغدر والخيانة، وتباري في التمثيل بجثثهم القتلة والسفاحون و البلطجية بدم بارد وبتحريض من مجرمين للأسف مازالوا طلقاء ولم تصل إليهم يد العدالة بهدف ترويع الوطن كله.. ومع كل الثقة الكاملة في القضاء المصري النزيه، فإنني أدعو الله »عز وجل« ان يتحقق القصاص العادل الذي لا يبغي سواه أسر الشهداء والمصابين والشعب المصري كله، وأدعوه تعالي أيضا الا يظلم برئ بذنب لم يقترفه.. وإن كان يعز علي في ذلك اليوم المشهود و الذي لا أعرف هل يصدر فيه الحكم أم يمد القاضي الجليل أمد النطق بالحكم بعد طلب النائب العام الجليل المستشار طلعت عبدالله بفتح باب المرافعة من جديد ألا يكون من بين المتهمين وراء القفص محافظ بورسعيد أحمد عبدالله ورئيس النادي البورسعيدي كامل أبو علي، وإن كان يعز علي أكثر ان بقي كل منهما في منصبه حتي الآن، بالرغم من مسئوليتيهما الواضحة عن الجريمة، وقيامهما بإرسال رسائل طمأنينة إلي جماهير الأهلي وتأكيدهما أن هذه الجماهير ستحل أهلا علي بورسعيد، وكانت دعوة إلي الموت.. ويعز علي أكثر وأكثر أن يكون بقاؤهما في زمن يدعو فيه الجميع لاقرار الحق والعدل.. وكل الشكر للرئيس محمد مرسي، لاصداره قرارا جمهوريا باعتبار شهداء المذبحة من بين شهداء الثورة المصرية، ولهم ما لشهداء الثورة من حقوق، وذلك استجابة لمطلب الشعب كله، ولكي يشفي به صدور قوم مؤمنين ودعائي لله »عز وجل« بالرحمة لكل شهداء مذبحة بورسعيد وشهداء الثورة المصرية، ولكل شهداء مصر علي مدي تاريخها، وشهداء المسلمين في كل مكان، وأن يكون مستقرهم الجنة. فوجئت بالاعلامي خيري رمضان- وهو زميل عزيز- يبدي تعجبه من تغطية الفتاة المسيحية »سيلفانا« لشعرها خلال لقائها بالرئيس مرسي وهو يهنئها بفوزها بجائزة عن دراسة اعدتها عن رسول الله »صلي الله عليه وسلم« في الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف.. وأسأله: لماذا تتعجب؟.. والي ماذا ترمي؟.. أليس ذلك احتراما للمناسبة والموجودين؟.. وألا تعرف ان السيدات والفتيات المسيحيات يغطين رؤوسهن عندما يدخلن الكنائس؟.. كفاكم نفخا في نيران التعصب! شخصي تحية واجبة لصديقي وزميل عمري الصحفي الكبير محمد حسن البنا رئيس تحرير »الأخبار« علي تلك اللمحة الانسانية التي هز بها مشاعرنا نحن خريجي الدفعات الاولي في كلية الإعلام، عندما خصص صفحة كاملة للحديث عن أستاذنا الجليل جلال الدين الحمامصي في ذكراه وبعد 52 عاما من وفاته.. وبالمناسبة تهنئتي للبنا علي ما حققه من نجاح في »الأخبار«. أهداني الصديق والزميل أيمن الشندويلي رئيس تحرير »أخبار السيارات« العدد السنوي من مجلته.. ويستحق الشندويلي التهنئة علي هذا العدد، وأتمني له المزيد من النجاحات. الكبيران قيمة وقامة محمد وجدي قنديل وسمير عبدالقادر تعلمنا منهما الكثير من فنون الصحافة واخلاقياتها السامية، خلال مسيرتنا بدار »أخبار اليوم«.. وهما يستحقان من الجميع التحية والتقدير والاحترام.. وأحملهما مسئولية أمام الاجيال القادمة في بلاط صاحبة الجلالة »الصحافة« بأن يوثقا رحلتهما الصحفية وذكرياتهما وخبراتهما الطويلة الكبيرة، في كتب أو حتي كتاب واحد لكل منهما نتعلم منها ونستفيد وكل الاجيال الصحفية الشابة والاجيال القادمة.