مع قرب حلول25 يناير2012 بعد مرور عام كامل علي الثورة المصرية المباركة يزداد قلق المجتمع وتتباين الرؤي والمصالح وتتعدد الآراء والأفكار حول طبيعة هذا اليوم. ما بين من يريدونه عيدا للثورة المصرية يجب الاحتفاء والاحتفال به وبين من يريدون تأبين الشهداء وجعل هذا اليوم احتفالا بهم وتخليدا لذكراهم والاحتفاء بدمائهم الذكية التي عطرت وروت ارض مصر وكان علي أيديهم وبمباركة المولي عز وجل ومشيئته نجاح الثورة وخلع نظام ما حلم أي متفائل بزواله ولو بالقوة الجبرية وكان التوريث قاب قوسين أو أدني لتكتمل مسيرة حكم آل مبارك ويستمر معه النهب المنتظم لثروات مصر واذلال وتجويع شعبها المثابر العظيم. وما بين هؤلاء وهؤلاء تأتي فئة تنادي بعدم الاحتفال باعتبار أن الثورة لم تؤت ثمارها بعد والقصاص العادل لم يتم ليطمئن كل شهيد بأن مصر أخذت حقه كاملا لا سيما ان جميع رجال النظام السابق وعلي رأسهم مبارك ما زالوا يعيشون وينعمون بكل ما لذ وطاب ولم لا وأموال مصر وشعبها مازالت في حوزتهم ولم ولن تسترد. وما بين هؤلاء جميعا يأتي الشعب الصابر والمثابر الذي لم يلمس من الثورة المصرية سوي الفوضي وعدم الشعور بالأمن ومعه زادت مشاكله المزمنة من ارتفاع الأسعار ونقص السلع الأساسية وبدأ يعيش في أزمات متتالية أزمة تلوها أزمة من نقص رغيف العيش ونفاذ الاحتياطي من السلع التموينية التي عجزت الحكومة عن توفيرها للغلابة وأزمات أخري لا يتسع المجال لذكرها. هذا الشعب الذي صبر30 عاما حتي جاءت الثورة وكان يمني نفسه بحصاد ثمارها لم يحصد سوي زيادة البطالة وأصبحت فئات عديدة من أفراد الأسر المصرية بلا عمل الأمر الذي تفاقمت معه أزمة كل بيت مصري وأصبحت الأعباء ثقيلة تنأي الأسر عن حملها. لكن مع ذلك فالتفاؤل شديد والإيمان كبير في الله عز وجل.. ان القادم أفضل لنا جميعا فالله قادر علي كل شيء ومصر مليئة بالخير والسلام كما اخبر عز وجل, ومن هنا نقول اجعلوا25 يناير المقبل عيدا للثورة والشعب والشرطة المصرية, وأدعو وزارة الداخلية ان تتبني هذه الفكرة وتقوم بهذه الاحتفالات هي ورجالها ويحتفلون بالثورة المصرية ويؤمنون احتفالات الثوار والشعب بذكري25 يناير فهو عيد لنا جميعا.. جعل الله أيامنا كلها أعيادا وسعادة وحفظ مصر وشعبها من كل سوء.