انتعاشة ملحوظة ظهرت علي البورصة المصرية منذ بداية العام الجديد فمع انتهاء جلسة أمس كان المؤشر الرئيسي للبورصة قد ارتفع بما يقرب من7.78% منذ الأول من يناير ليصل اجمالي أرباح البورصة في18 يوما فقط الي أكثر من14.4 مليار جنيه. وهو ما كان يتوقعه خبراء سوق المال خاصة بعد انتهاء انتخابات مجلس الشعب موضحين أن البورصة بدأت تشهد عمليات ضخ سيولة جديدة تزيد علي150 مليون جنيه في السوق ولكنها عمليات حذرة جدا ومترقبة لذكري25 يناير خوفا من تجدد أحداث عنف بين الثوار والجيش مؤكدين حدوث انطلاقة جديدة للبورصة اذا مر يوم الاحتفال ب25 يناير دون أحداث عنف جديدة, حيث أن مستثمري البورصة الذين يستهدفون استثمارات طويلة الاجل بدأوا في تكوين محافظ جديدة من الاسهم مستغلين انخفاض الأسعار في الوقت الذي تقترب فيه مصر من اكتمال البنية التحتية للنظام السياسي. في البداية يقول وائل جودة عضو الجمعية المصرية للمحللين الفنيين إن هناك عدة عوامل إيجابية ساعدت البورصة علي الارتفاع خلال الثمانية عشر يوما الماضية أهمها تقبل المستثمرين لنتائج مجلس الشعب خاصة مع تأكيد التيارات الإسلامية علي استقرار النظام الاقتصادي في مصر وعدم التعرض للمصادر الرئيسية للدخل القومي وأهمها السياحة وهو ما طمأن المستثمرين الأجانب والمصريين هذا, بالاضافة الي المضي قدما في تطبيق خريطة الطريق التي رسمها المجلس العسكري للمسار السياسي في مصر والتي أوشكت علي الانتهاء بالاعلان عن فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية في منتصف ابريل المقبل وهو ماكان له التأثير الأكبر في جذب المستثمر طويل الأجل في البورصة الي تكوين محافظ جديدة من الأسهم واستغلال انخفاض قيمتها السوقية الي مستوياتها الدنيا, موضحا أن المؤسسات المالية وحدها ضخت مايقرب من150 مليون جنيه في عمليات شراء للاسهم بسبب التوقعات القوية بانطلاق البورصة مرة أخري الي مستوياتها الطبيعية قبل الأزمة المالية العالمية خاصة أن تلك التوقعات تشير الي أن انطلاقة البورصة ستبدأ اذا استقرت الأوضاع السياسية ومرور ذكري25 يناير القادم بدون أحداث عنف. أما الدكتور محمد الصهرتجي خبير أوراق مالية والعضو المنتدب لاحدي شركات الأوراق المالية فقال ان البورصة أسرع وأكثر القطاعات تأثرا بالمستقبل وارتفاعها خلال الفترة الماضية. وجاء نتيجة ظهور بوادر إيجابية للاستقرار السياسي واستكمال البنية الأساسية للحكم المدني في مصر موضحا أن العام2012 سيشهد خروج البورصة من عنق الزجاجة التي كانت معلقة فيها منذ بداية اندفاع ثورة25 يناير. ومن جانبه يري وليد يسري رئيس قسم البحوث باحدي شركات تداول الأوراق المالية أن المخاوف من الذكري الأولي لثورة25 يناير كان السبب الرئيسي في تحجيم صعود البورصة مؤكدا ان البورصة ستشهد إقبالا كبيرا علي شراء الأسهم إذا استمرت الأوضاع السياسية في استقرارها الحالي وأوضح وليد أن إغلاق البورصة يوم25 يناير للاحتفال بالذكري الأولي للثورة يقع لصالح البورصة حتي لاتتعرض لهزات عنيفة في حالة حدوث أي أحداث عنف بين الثوار والجيش. 25 يناير البورصة إجازة قررت إدارة البورصة المصرية اعتبار يوم الأربعاء المقبل, والموافق25 يناير2012 اجازة رسمية علي أن يستأنف العمل يوم الخميس الموافق26 يناير.