خالد جبر إذا كان العالم كله قد احتفل أمس بعيد الحب.. أو »فالانتين داي« فإننا في مصر أحوج ما يكون لأن نحتفل به. نحتفل به علي طريقتنا.. بأسلوبنا.. بثقافتنا.. ولكن الأهم هو أن نحتفل به وننشر ثقافة الحب التي غابت عنا طويلا، حب الله ورسوله وأنبيائه.. حب الوطن وترابه وتاريخه.. حب الحب والخير والتسامح والعشرة الطيبة.. حب الأسرة والأهل والبيت والحارة والشارع والحي والمدينة.. حب الحياة والسعادة والمرح والبهجة.. نحن في حاجة إلي الحب.. بعض الحب في قلوبنا سيصلح بالتأكيد كل ما نحن فيه من هموم وأحزان.. عالم كبير يحترق في منزله.. كاتب كبير يسقط في الشارع بعد مظاهرات صاخبة.. سيدة فاضلة تلقي مصرعها برصاص مجهول في وسط الشارع في عز الظهر.. كل هذا ومازالت رائحة مجزرة بورسعيد تملأ الجو كله حولنا.. ومن قبلها مجازر ومذابح وشهداء ومصابون ووجع قلب.. نحن في حاجة إلي الحب.. دعوة إلي الحب خير من دعوة إلي الاضراب أو العصيان أو الامتناع عن العمل أو الوقفات الاحتجاجية التي لا أول لها ولا آخر.. خير من خناقات هايفة في مجلس الشعب الذي يبدو وكأنه فصل من المشاغبين لا يستطيع المدرس أو الناظر السيطرة عليه، خير من محاكمات هزلية يتنصل فيها المتهمون من كل شئ وكأنهم كانوا مجرد متفرجين وان ايديهم نظيفة من دم الشهداء وجروح المصابين. دعوة إلي الحب خير من حديث في شأن المعونة الأمريكية، ومن يقول الغوها.. ومن يهدد بالغاء اتفاقية السلام مقابلا لها وكأن المسألة كما قال الرئيس الراحل أنور السادات »عركة في خمارة«.. أو كرسي في الكلوب في فرح بلدي، خير من حديث عن حكومة جديدة اعدها حزب الأغلبية الكاسحة الجديد والذي يصر علي اعلان اسماء المرشحين حتي تصبح حكومة الجنزوري عاجزة عن العمل فوق عجزها الذي خلقت به.. ادعوا إلي الحب.. أي نوع من الحب.. أي قدر من الحب.. أي اتجاه للحب.. والمهم ان نحب.. لأن الحب يطهر النفوس.. وينظف القلوب والعقول.. ويريح الابدان.. ويجعل للدنيا طعما آخر.. زهقنا من الهموم والأحزان والأزمات.. نريد ان نسمع خبرا سعيدا.. نريد ان نسمع كلمة حلوة.. نريد ان نشعر بأجمل شعور.. الحب.